يقول احد الحكماء: يمكن ان يعيش الانسان بلا بصر ولكن لا يمكن ان يعيش بلا امل.
فالعقل مرتكز للتفكير، يمكن ان يكون هذا التفكير ذا جدوى، يجعل الحياة تقوم على امل ويمكن ان يجد الشخص حياته وكأنه في قارب ماء وسط بحر هائج ولا يستطيع التجديف.
فعقولنا تبني احلاما على شيء خالٍ من الامل..
فقد تخطط تحفز وبعدها ماذا؟!
بمجرد رأى شيء امامه يحفز على فقدان الامل فقده، وكأنه فقط هو الموجود في البحر ولا يعلم ان الله معه.
الامل غالباً ما يكون في نفوسنا، فهو عبارة عن الة موسيقية تنتج الحان ايجابية لتعطر به حياتنا…
نحن غالباً ما ندرك ان حياتنا التي نعيشها مليئة بكثير من التعاسة والقليل من السعادة..
فيستغرق هذا الكثير منا مما يجعلنا ذا يأس وعدم امتلاك قوة لأسعاد حتى انفسنا.
إن قوة الامل في الحياة التي وعدنا الله بها بالسعادة، والمؤمل ان الله يساعدنا على كل شيء فقط عندما ندرك أن هناك شيء جيد بأنتظارنا غدا، حتى تلك الايام المليئة بالالم ولم نستطع اسعاد انفسنا بها، فهي كانت موعودة من قبل الله باختباره لنا على تحمل كل شيء.
ولكن مع الاسف نحن في اكثر الاوقات لا نفكر بشيء من الايجابية او من عطايا الله فقط ما نفكر به هو السلبية التي نمر بها في الحياة.
ان قوة الواعد وقوة علمه وادراكه لنا بالخير هي مبعوثة من الله لنا. ومن هنا تكمن قوة الثقة والأمل بالوعد الصادق، حيث في كتابه العزيز هناك الكثير من بشارات الأمل والايات الدالة على ذلك كـ قوله تعالى (فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا) [الشرح: 5،6]، فلن يغلب عسر يسر.
تلك الايات من العزيز الجليل تبعث في الروح الامل وتنبض في القلب التفاؤل، فهي من اصدق القائلين، ومن اصدق من الله قيلا جل الله وعلا؟!
فـ قول الله عز وجل (ان مع العسر يسر)، ويعلم باننا من نعسر ما نسعو اليه. فلن يغلب عسر يُسر فتلك الايات تبث في النفس روح الامل والرضا.
إن قوة الثقة والامل على التحفيز لفعل شيء، هي قوة الله تعالى وقد عدنا بها، هنا ندرك ان محط افكارنا ونفوسنا بغير شيء.
نحن اتباع اليأس واتباع خيبات الامل ونتبع ما يستدركه الواقع الاليم ولا نرى ما يدركه الله لنا
فالقليل منا يرجو القليل واكثرنا نرجو من الله الكثير، نحن من اتباع الله ولا نتبع وصاياه.
فالوعود التي وعدنا الله بها وافية عنده اما عندنا فقد استدركناها بشيء منحط من افكارنا، قوة الامل والخلود على اتباعه.
كاننا في سفينة ويوجد قبطان يقودها، فنحن ان اردنا ان ندرك ذلك سنكون من اتباع ما ورد، وان لا فتخيب امالنا بأنفسنا ولا نحقق ما نريد.
ليس كل شيء في الحياة جاهز يجب ان نسعى لتحقيق ما نريد فمن سعى وراء شيء بأمل نجح،
ان النجاح في الحياة هو نتيجة الصورة الايجابية التي تكونها عن نفسك خلال السنين وان كونتها بصعوبة ستكون صعبة، فيقال "ان الإيمان يزحزح الجبال" فلما لا نؤمن بما نريد ونأمل على تحقيق ما نريد..
فأن المشكلة الاساسية عند الكثيرين منا اننا نصرف طاقتنا بما نريد ان نفعل بالتعرف على اسباب الفشل، فحين ذاك نفقد جزء مما نطمح اليه، "لكي تنجح يجب أن تمارس النجاح، وليس ان تدرك مباده فقط".
فالتجربة طريق النجاح وعن طريقها يبث الامل في الروح ان امكن ذلك خير من كل شيء، وخير مثال على ذلك، بعدما اكتشف المخترع الشهير توماس أديسون المصباح الكهربائي تكلم امام الصحافيين عن اختراعه الجديد وقال إنه حاول حوالي 700 محاولة قبل أن يتوصل الى النتيجة الاخيرة فسأله صحافي بسخرية: هل تقول إنك فشلت 700 مرة قبل النجاح بإختراع المصباح؟
اجابه اديسون: لم أفشل ولا مرة، لقد نجحت 700 مرة بمعرفة ما لا يعمل، وفي المرة الاخيرة نجحت في اكتشاف الطريقة الصحيحة التي يعمل بها المصباح الكهربائي..
هكذا هو النجاح، فلن يتحقق الا بوجود ما يسعى الى تحقيقه، وان كنا قليلي الارادة فشلنا.
اضافةتعليق
التعليقات
العراق2017-01-27