التربة هي الطبقة السطحية المفككة من القشرة الأرضية التي تمتزج معها الكائنات الحية ونواتج المواد المتحللة التي توجد على عمق 50 إلى 100 سنتيمتر. وتتكون التربة من طبقات تسمى مسكات ويؤثر التصحر بشكل كبير على اندثار وتلافيها من خلال تعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية. ويؤثر التصحر تأثيراً مفجعاً على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي إلى خسارة تصل إلى 40 بليون دولار سنويًّا في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها.
أنواع التربة
يوجد في العالم عشرات الأنواع من الترب التي يعتمد في تحديدها على عدة تصنيفات وأهم هذه التصنيفات:
تصنيف التربة من حيث شكلها: فهناك التربة البنية، والصلصال، والرسوبية، والعضوية، والجيرية، والرملية
تصنيف سول وهو تصنيف أمريكي للتربة يتكون من عشرة مراتب للتربة وكلها تنتهي بمقطع سول
وهناك تصنيف بالمنطقة العربية إذ ينتشر نوعين من التربة في معظم الدول العربية وهي تربة البحر الأبيض المتوسط والتربة الرملية.
أهم مشاكل التربة
انجراف التربة: يشكل انجراف التربة مشكلة أساسية في البلدان التي يكثر فيها السيول وخاصة في المناطق العالية ويعد القضاء على الغابات والممارسات الزراعية العشوائية أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذة الظاهرة ومن هذة الممارسات حراثة الأرض بصورة غير صحيحة والرعي الجائر والقضاء على المحتوى الحيوي للتربة نتيجة الاستخدام المكثف للمبيدات.
ارتفاع نسبة الأملاح: وينتج من زيادة تركيز الأسمدة الكيماوية وطرق الري التي تعتمد على غمر كامل الأرض بالماء وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأملاح إلى الطبقات العليا من التربة، كذلك الري بالمياه الجوفية مرتفعة الملوحة أو المياه العادمة المعالجة وغير المعالجة، كذلك يمكن للسيول أن تسبب في ارتفاع ملوحة التربة .
التصحر وينتج من زحف رمال الصحراء بإتجاه المناطق الصالحة للزراعة ويؤدي التصحر إلى تدمير الأراضي الزراعية والغطاء الاخضر .
التلوث: ينتج التلوث بشكل أساسي من النشاطات الإنسانية أو من بعض الكوارث الطبيعية، ويؤثر التلوث في بنية التربة أو نفاذيتها وكذلك يقلل من خصوبتها بشكل كبيرة وقد يجعلها خطرة صحيا على النباتات والحيوانات التي تعيش فيها، ويمكن أن يكون التلوث بالمخلفات الصلبة أو السائلة والتي تنتج من التجمعات السكنية أو المصانع .
تستعمل التربة بشكل أساسي في الزراعة وفي تأمين مواد البناء وخاصة التربة الرملية كما أنها تؤمن الوسط المناسب لتحلل أجساد الكائنات الحية الميتة وكما أنها تستخدم في التحصينات الدفاعية ووسائل العزل الحراري.
كيف نحمي التربة من التصحر؟
إن حماية التربة من الأخطار التي تحيط بها هي مسؤولية كل إنسان يعيش على هذا الكوكب، فالتربة هي وسط بيئي مهم جدًا، فمن دونها فلن يكون هناك زراعة، فالتربة الخصبة هي البيئة الوحيدة التي تتم فيها الزراعة، فإذا ما فقدنا خصوبة التربة وخسرناها، فإن الزراعة ستصبح مستحيلة؛ لأن فقدان خصوبة التربة يعني فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي، والزراعة هي مصدر الغذاء والكساء للإنسان، وهي مصدر الغذاء للحيوان، فإذا تعذرت الزراعة، فإن الحياة على هذا الكوكب ستفنى، وهنا يتبين معنا الأهمية الكبيرة للتربة.
تتعرض التربة للعديد من المخاطر التي تؤثر عليها بشكل أو بآخر، والتي منها ما يتفاقم ويزداد مع مرور الزمن، ومن أهم وأشهر وأخطر هذه المخاطر: التصحر، والذي يسمى بالإنجليزية (Desertification)، والتصحر: هو عبارة عن انحطاط أو تدهور تدريجي يصيب منطقة جغرافية معينة، حيث يؤدي هذا التدهور إلى فقدان تدريجي للغطاء النباتي والتنوع الحيوي في أراضي تلك المنطقة، ويؤدي أيضًا إلى فقدان تدريجي لخصوبة التربة في تلك المنطقة، وجعلها في نهاية المطاف غير صالحة للزراعة. والأراضي الأكثر عرضة لخطر التصحر هي الأراضي الجافة والقاحلة، أو شبه الجافة وشبه القاحلة. وقد سبب هذا التصحر الكثير من الخسائر البيئية والاقتصادية الفادحة، حيث تسبب في خسارة الكثير من الأراضي الزراعية وجعلها غير صالحة للزراعة، فالتصحر هو من أكبر التهديدات التي تواجه الأمن الغذائي في العالم.
يمثِّل تآكل التربة خطراً عالميًّا رئيسيًّا يتهدَّد استدامة النظم الإيكولوجية الزراعية وإنتاجية الأراضي. وتُستخدم النويدات المشعة المتساقطة والنظائر المستقرة لقياس حجم ومصادر تآكل التربة، الذي يمكن مكافحته عن طريق اتِّباع ممارسات كفؤة للحفاظ على التربة.
تبلغ المساحة المتضررة من تدهور الأراضي في الوقت الراهن ١,٩ مليار هكتار على الصعيد العالمي، أو نحو ٦٥ في المائة من موارد التربة في العالم. وتآكل التربة هو المساهم الأكبر في هذا التدهور بنسبة ٨٥ في المائة. ويعتمد قرابة ١,٥ مليار شخص – أي ربع سكان العالم – اعتماداً مباشراً على إنتاج الأغذية من الأراضي المتدهورة. تفقد النظم الزراعية في العالم ما يزيد على ٣٦ مليار طن من التربة الخصبة سنويًّا نتيجة لتآكل التربة. وتُقدَّر التكلفة الاقتصادية المرتبطة بتآكل التربة في المزارع وخارجها بمبلغ ٤٠٠ مليار دولار أمريكي سنويًّا.
وبالاشتراك مع الفاو، تساعد الوكالة الدول الأعضاء على تعزيز القدرات على استخدام التقنيات النووية والنظيرية من أجل تحسين ممارسات مكافحة تآكل التربة، بما يدعم إنتاج المحاصيل والمحافظة على الموارد الطبيعية.
فقدان الطبقة العُلوية من التربة يهدِّد الأمن الغذائي
تمثِّل الزراعة المكثفة وإزالة الغابات سببان رئيسيَّان في تدهور الأراضي المنطوي على تآكل التربة، حيث تؤديان إلى ترك مناطق شاسعة معرضة لفقدان الطبقة العُلوية الخصبة من التربة. ويشكِّل ذلك، إلى جانب ما يُفقد في المسطحات المائية من المغذيات والمواد الكيميائية المرتبطة بهذه الطبقة من التربة، تهديداً خطيراً للإنتاج الزراعي المستدام وحماية البيئة والأمن الغذائي في العديد من المناطق في مختلف أنحاء العالم.
ويمكن الحدُّ من تآكل التربة عن طريق اعتماد ممارسات ملائمة للحفاظ على التربة، مثل الزراعة البينية وإنشاء أحواض لحبس المياه وبناء المصاطب. ومع ذلك، فلا يمكن أن تتسم هذه التدابير بالفعالية ما لم تُحدَّد المناطق المعرضة لخطر تآكل التربة. ومن ثمَّ فإنَّ تحسين إدارة الأراضي يتطلَّب نهجاً كميٍّا يكفل تحديد تلك المناطق المعرضة للخطر على نحو أفضل. ويحظى وضع وصقل الأساليب اللازمة لدراسة توازن الرواسب وتتبُّعها بالأهمية من أجل تحديد المناطق الأكثر تضرُّراً من تآكل التربة وإنتاج الرواسب.
المساهمة التي تقدِّمها التقنيات النووية والنظيرية
وتُستخدم النويدات المشعة المتساقطة، مثل السيزيوم-137 والرصاص-210 والبريليوم-7، لتقييم عمليات تآكل التربة والترسُّب في الأمدين المتوسط والقصير، وكثيراً ما تكمِّل التقنيات التقليدية الأكثر استهلاكاً للوقت أو حتى تحلُّ محلَّها بالكامل. وتلتصق هذه النويدات المشعة بقوَّة بجسيمات التربة الدقيقة ولا تمتصُّها النباتات. وأثناء عمليات التآكل والترسُّب تنتقل النويدات المشعة مع جسيمات التربة ويمكن استخدامها لتتبُّع إعادة توزيع التربة على نطاق مساحات شاسعة وفترات ممتدة من الزمن.
وتُستخدم تقنية النظائر المستقرة بمركَّبات معيَّنة، القائمة على قياس بصمات الكربون-13 الخاصة بمركبَّات عضوية معيَّنة موجودة في التربة، مثل الأحماض الدهنية، من أجل التقدير الكمي لحجم تآكل التربة وتحديد مصادر تدهور الأراضي. وتكفل هذه التقنية ربط بصمات استخدام الأراضي بالرواسب في مناطق الترسُّبات، ومن ثمَّ فهي مفيدة في تحديد مصادر التربة المتآكلة والوقوف على المناطق المعرضة لتدهور التربة.
أسباب التصحر
للتصحر أسباب وعوامل عديدة، منها عوامل بشرية، ومنها عوامل طبيعية لا علاقة للبشر فيها، ومن أهم الأسباب الطبيعية: موجات الجفاف المتعاقبة التي ضربت العديد من المناطق حول العالم، والتي أدت إلى تصحر تلك المناطق، ومن أهم الأسباب البشرية: إزالة الغطاء النباتي عن طريق الرعي الجائر، وقطع الأشجار وإزالة الغابات، والزحف العمراني على الأراضي الصالحة للزراعة، وتجفيف المسطحات المائية وقطع مصادر المياه عن الأراضي.
منع التصحر
وحتى يتسنى لنا مكافحة التصحر، والحد منه، ومن آثاره السيئة والسلبية على الأراضي، فإننا نحتاج إلى تظافر الجهود على المستوى المحلي للمناطق التي يهددها التصحر بالتنسيق مع الجهات الحكومية، بالإضافة لتظافر الجهود على المستوى الإقليمي والعالمي، ويتم ذلك باتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى الحد من التصحر والتقليل من تبعاته، وإعادة تأهيل المناطق التي أصابها التصحر، ومن أفضل ما يمكن القيام به:
1. تشجير الأراضي المهددة بالتصحر وتخضيرها.
2. الحفاظ على التربة والغطاء النباتي الذي يكسوها يساهم بشكل كبير في الحد من التصحر والوقاية منه، ويتم ذلك بإصلاح الأراضي، وإيقاف الرعي الجائر، وحماية التربة من التلوث والتملح.
3. التقليل من استنزاف الموارد المائية في الأراضي.
أهمية مكافحة التصحر في العالم
من الأشياء المهمة التي يجب علينا أن نعلمها، أن التصحر من أكثر المشكلات التي يمكن أن تهدد العالم، فتحول الكثير من الأراضي إلى تلك الحالة يمكن أن يكون له الكثير من الآثار السلبية على الإنسان في كل مرحلة من المراحل التي يمر بها الإنسان في الحياة التي يعيشها وكذلك على المجتمع كله بصورة عامة.
ولهذا فإنه يوجد بعض الأشياء التي يجب على الإنسان أن يحاول القيام بها، من أجل أن يحد من ظاهرة التصحر التي يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة، وتؤدي إلى دمار للكثير من مساحات الأراضي، وتلك الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الإنسان في مواجهة تلك الظاهرة هي:
الغطاء النباتي
يعتبر هذا الإجراء من أهم الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الإنسان لمواجهة مشكلة التصحر التي يمكن أن تدمر العالم، فمن المعروف أن هناك الكثير من الأساليب الزراعية التي يمكن أن يكون لها أثر سلبي كبير على الأراضي، حيث أن تلك الأساليب الزراعية يمكن أن تؤدى على المدى البعيد إلى الانهيار التام إلى الجذور التي تتكون منها النباتات.
بالإضافة إلى أن تلك الأشياء التي يمكن أن يستخدمها الإنسان يمكن أن تدمر البيئة الزراعية بالطريقة البطيئة، ولهذا يجب على الإنسان ألا يحاول بأي طريقة من الطرق أن يستخدم الأساليب الزراعية التي يمكن أن تشكل أي نوع من أنواع الخطر على النباتات.
وكذلك يجب أن يتم نشر الوعي الكامل في كافة الأماكن التي يمكن أن تجعل الإنسان لديه معرفة كافية عن الأشياء التي لا يجب علية القيام بها، أو الأشياء التي يمكن لها أن تؤدى إلى انهيار النظام الزراعي في التربة، ويجب علية في نفس الوقت أن يهتم بكافة أنواع النباتات التي يمكن أن تعمل كغطاء نباتي في المستقبل.
الأشجار
من أهم الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الإنسان لمواجهة مشكلة تصحر الأراضي هي الزراعة الدائمة إلى كافة أنواع الأشجار، فمن المعروف أن الأشجار العالية أو الكبيرة تعد من أهم أنواع الأغطية النباتية التي يمكنها أن تحافظ على الأراضي الزراعية إلى أكبر وقت ممكن.
كما أن الاهتمام بزراعة الكثير من الأشجار التي يمكنها أن تحمي البيئة الزراعية من الأشياء الهامة التي تجعل الإنسان لدية القدرة على فهم الطرق الصحيحة التي يمكنه من خلالها الاهتمام بالحياة الزراعية وحمايتها.
الماء من أهم الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الإنسان حتى يتمكن من القضاء على مشكلة التصحر هي أن يقوم بالاهتمام بالماء الذي يمكنه أن يستخدمه في الزراعة، والذي يجب أن يكون من أنقى أنواع المياه ليكون غني بالأملاح والمعادن، كما يجب على الإنسان أن يهتم بالتربة التي يقوم بالزراعة فيها من كافة الجوانب.
اضافةتعليق
التعليقات