بعد انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في كل دول العالم المختلفة، أصبح التوجه إلى التعليم عن بعد أمرًا ضروريًا وهامًا، وذلك للحفاظ على صحة الأطفال والطلاب من انتشار العدوى .وكان من المحتم و الضروري مع انتشار الجائحة في مطلع عام 2020، أن يكون التباعد الاجتماعي أساسًا للتعامل مع الناس، وعلى وجه خاص في العملية التعليمية التي تتم بين الطلاب والمعلم بمختلف مستوياتهم التعليمية .
حيث إن في الآونة الأخيرة انتشرت الكثير من الاقتراحات عن إمكانية تحويل العملية التعليمية بالعام الدراسي الجديد إلى نظام التعليم عن بعد، أو تقليل عدد الأيام الدراسية لحين القضاء تمامًا على الفيروس أو إيجاد علاج يساعد في الوقاية من الإصابة به، لكن حتى هذه اللحظة ما زال التعليم عن بعد هو الحل الأكثر فاعلية للحد من انتشار هذا الفيروس اللعين، لذا فإن الأهل يمرون خلال انتشار هذه الموجة من فيروس كورونا المستجد و مع إصدار الأوامر و التعليمات بأن يكون الدراسة عن بعد، أصبح على عاتق الأم والأب المسئولية الكبرى في العملية التعليمية .
حيث إن التعليم عن بعد ليس أمرًا جديدًا أو شيئًا تم تطويره أو استحداثه، ولكنه كان موجودًا من قبل، وكان يتم استخدامه عن طريق تعليم دورة في مجال معين أو الدراسة من دولة إلى دولة لأخذ شهادة أو استكمال دراسة .كما أن التعليم عن بعد كان يتم استخدامه عن طريق أولياء الأمور وتواصلهم مع المدرسة أو اجراء بعض الإختبارات أو حتى في بعض الجامعات.
ولكنه لم يكن لزامًا لجميع دول العالم المختلفة كما هو الحال في الوقت الحالي .ومن المؤكد أن العملية التعليمية التي يتم تلقيها في المدرسة وخلال الفصل الدراسي، تختلف كثيرًا عن تلك العملية التعليمية التي يتم تلقيها عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة وفي المنزل وسط الأسرة.
لذا فإن الأسر والأهل قد يجدون بعض المعاناة نظرًا لجلوس الأطفال كثيرًا بالمنزل وتلقيهم التعليم عن بعد بمساعدة ذويهم، وغيرها من الأمور التي لابد من إتاحتها وتوافرها لسير التعليم المنزلي .
مفهوم الدراسة عن بعد
تعد الدراسة عن بعد إحدى الأنظمة الحديثة التي توفر للطلاب عمومًا امكانية الحصول على المعلومات على الرغم من بعد المسافة عن المعلمين أو الوسيلة التعليمية، التي قد تكون عبارة عن الكتاب أو مجموعة من الدراسات، والدراسة عن بعد هي عبارة عن عملية تضمن نقل البرنامج التعليمي من مكانه في المؤسسة التعليمية الى أماكن متفرقة. ينقسم التعليم الإلكتروني بنظامه الجديد إلى قسمين هما:
أنواع التعليم الإلكتروني
التعليم الإلكتروني المباشر
ويتم فيه الاتصال مباشرة مع المعلم مع تحديد زمن معين للدرس الإلكتروني في وجود كل تلميذ أمام جهاز الحاسوب الخاص به، كما أن التلميذ يكون مرتبطاً بالمعلم بحيث يحصل على مادة تعليمية بتقنية ما كأنه في حصة مدرسية.
التعليم الإلكتروني غير المباشر
ويعني أن يتلقى الطالب التعليم بدون اتصال مباشر مع المعلم، ويمكن له أن يتصل بالمادة التعليمية مباشرة، وذلك عن طريق عدة طرق مثل المنصات التعليمية التي تخصص للدروس ولا تقيد التلميذ بوقت أو معلم.
نأتي الآن إلى ذكر أهم الصعوبات التي تواجه الطفل في التعليم الالكتروني:
1- يواجه الطفل عدة صعوبات في التعليم الإلكتروني وأولها افتقاده لنظام المدرسة وطقوسها، ورغبته في الخروج من البيت.
2- كما يواجه الطفل صعوبات في التعلم لأنه بحاجة لمعرفة ودراية كافية بالتكنولوجيا، وإستخدام التطبيقات التعليمية.
3- إن الطفل قد يجد أن وقت الدرس الإلكتروني لا يتفق مع نظام نومه وبداية يومه، ويجد أن التعليم الإلكتروني يقيده لمدة متواصلة أمام الحاسوب.
4- يفتقد الطفل تلاميذ المدرسة أي الزملاء والأقران ممن يماثلونه سناً.
5- ويكون بحاجة لجو المدرسة الذي يكون فيه شخصيته ويبنيها بعيداً عن رعاية الأم والأسرة.
وعلى الرغم من الصعوبات في نظام التعلم عن بعد على الأمهات التفكير في كيفية التعامل مع أبنائهم وإقناعهم بضرورة الالتزام بواجباتهم ودفعهم وتحفيزهم لمواصلة رحلتهم الدراسية بنجاح، لا سيما أن تجربة التعليم عن بعد من التجارب المستحدثة على أغلب الطلبة، لذا ففي هذا المقال سأقدم عددًا من النصائح للطلاب في التعليم عن بعد، بالإضافة لنصائح مجربة ستساعدك في تشجيع أطفالك على الدراسة من المنزل.
نصائح التعليم عن بعد للأطفال
1. وضع استراتيجية تعليم الطفل عن بعد: الخطوة الأولى التي يجب أن يقوم بها الأهل هي وضع استراتيجية جديدة لتعليم أطفالهم استجابة للتعليم الإلكتروني عن بعد، يجب أن تتضمن هذه الاستراتيجية تأمين مكان مناسب للطفل يستطيع أن يأخذ فيه الدروس عبر الإنترنت ويتابع الدراسة بهدوء، إضافة إلى تنظيم حياة الطفل بالمجمل لتكون متوافقة مع متطلبات التعليم الإلكتروني، كما تعتبر النصائح التالية جزءاً من استراتيجية التعليم عن بعد للأطفال.
2. تأمين مستلزمات التعليم الإلكتروني: ليستطيع الطفل الحصول على دروسه عبر الانترنت بسهولة يجب أن يعمل الأهل على تأمين المستلزمات الأساسية للتعليم الإلكتروني مثل جهاز كومبيوتر أو تابلت خاص بالدراسة، وتحسين الاتصال بالإنترنت، إضافة إلى تعليم الطفل استخدام بعض التطبيقات والبرامج التي تساعده في التعليم الإلكتروني، استشر شخصاً خبيراً بالتكنولوجية للمساعدة.
3. تنظيم وقت الأطفال في التعليم عن بعد: تنظيم وقت الطفل من أكبر التحديات في التعليم عن بعد، يجب أن يحرص الأهل والمربون على تنظيم وقت الطفل بشكل جيد وواضح، وتحديد أوقات الدروس الإلكترونية وأوقات الدراسة وحلّ الواجبات، وكذلك أوقات الاستراحة والترفيه، ومن الحكمة أن يعمل الأهل على استخدام التكنولوجية الحديثة في تخصيص الأجهزة الذكية للدراسة ومراقبة الطفل بطريقة غير مباشرة بحيث يكون وقت الدراسة مخصصاً للدراسة فقط، وعلى وجه العموم عندما يحصل الطفل على أوقات استراحة وترفيه معقولة سيكون أكثر قابلية للالتزام بأوقات الدراسة.
4. عدم الاستغناء عن القراءة والكتابة: التعليم عن بعد للأطفال وخاصة الأصغر سناً لا يعني تخلي الطفل عن الورقة والقلم، بل من الأولويات التي يجب أن يضعها الأهل في استراتيجية التعليم الإلكتروني الحفاظ على مهارات الكتابة والقراءة عند الطفل، وتخصيص وقت للكتابة التقليدية وقراءة الكتب الورقية سواءً من باب الترفيه والتثقيف أو ضمن الدراسة.
5. علاقات الطفل الاجتماعية عن بعد: امنح طفلك فرصة للتواصل مع زملاء وأصدقاء الدراسة باستخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، ليس فقط من أجل المشاركة في الدراسة أو تبادل المعرفة، ولكن أيضاً من أجل الأحاديث الجانبية التي تحافظ على قدر من التواصل الاجتماعي للطفل مع أقرانه، بشرط أن يكون ذلك منظّماً في جدول الطفل.
6. تغيير أنماط الترفيه: في التعليم التقليدي يلجأ الأهل إلى الانترنت والهواتف الذكية كجزء من ترفيه الأطفال، لكن مع قضاء الأطفال أوقات أطول خلف الشاشة بسبب الدراسة عن بعد، أصبح من الضروري الانتباه إلى الأنماط الترفيهية التي تناسب التعليم الإلكتروني، بحيث لا يعيش الطفل يومه كاملاً خلف الشاشات.
7. التواصل المستمر مع المعلمين والمدرسة: تعليم الأطفال عن بعد لا يقلل من الحاجة إلى التواصل المستمر مع المدرسة والمعلمين بل على العكس، حيث يحتاج الأهل أكثر إلى فهم الخطط الدراسية وإلى الاطمئنان لتقدم طفلهم الدراسي في نوع جديد من التعليم.
8. تطوير مهارات البحث عند الأطفال: يجب على الأهل استغلال فرصة التعليم عن بعد لتطوير مهارات البحث والتحليل عند الأطفال من خلال مزج الدراسة مع الفضول والبحث عن المعلومات، ومساعدة الطفل على اكتساب مهارات تحليل مصادر المعلومات وتمييز المعلومات الخاطئة على الانترنت من خلال مشاركته في البحث والتحليل.
9. مشاركة الطفل في التخطيط للتعليم الإلكتروني: مشاركة الطفل في التخطيط للتعليم عن بعد جزء أساسي من نجاح تجربة التعليم الإلكتروني، ويجب أن يكون الطفل مدركاً لدوره وأدوار الآخرين من معلمين أو مربين أو الأهل، كما يجب أن يتحمل مسؤولية المشاركة والالتزام بوضع خطة دراسية مناسبة للتعليم عن بعد.
اضافةتعليق
التعليقات