احذر، في هذه اللحظة على قبضة باب منزلك، سيارتك وعلى سطح مكتبك، حتى عيادة طبيبك وفي كل مكان تحسبه آمن، هناك ما يهدد حياتك بالخطر ويمتد لأطفالك وأحبائك وجميع من ستلتقي بهم وقد يؤدي بحياتهم، ولن ينتهي الأمر عندهم فحسب بل سيطول حياة المجتمع المحيط بك والبشرية بصورة عامة، ومحتمل أن تخلو الأرض بسببه من الخلق ذات وقت، فهل لك أن تتخيل ذلك؟!.
هذا الخطر الذي عُرف بإسم "فايروس كورونا" يشق طريقه سريعًا بكل انسيابية وسهولة تامة للمكوث عند أكثر عدد ممكن من الناس في أنحاء دول العالم التي اكتشفت في وقت متأخر دخوله بجوازات مرور صحيحة إلا أنها غير صحية حاملةً إياه دون علمها، فهو لا يعلن عن وجوده فور وصوله، إنما بعد أن يستقر ومن ثم ينتقل تاركًا أثره الفتاك للظهور إلى العلن!.
المطمئن في الأمر أننا عرفنا وتعرفنا على هذا الفايروس الغامض الذي لم يتوصل أحد إلى الآن لمصل أخير متفق عليه يعمل على قتله والتخلص منه قبل أن يقضي علينا، إنما تعلمنا كيفية الوقاية منه والحد من انتشاره قدر المُستطاع، وهذا ما يفي بالغرض أي أنك إن لم تجد ما تدافع به ضد عدوك حاصره، اهجم عليه واهزمه بكل ما لديك من معرفة، فخير وسيلة للدفاع هي الهجوم..
أي لا نملك حاليًا سوى الحرص على تفادي الاصابة به من خلال تعقيم الأيدي باستمرار وكل ما نستعمله، والتعرض لأشعة الشمس وتناول الغذاء الصحي كي نُبقي أنفسنا وأهلينا في مأمن عن هذا البلاء، وما يجعلنا مسؤولين أمام ضمائرنا والخلق والخالق قبل كل شيء، هو أن نحذر من اصابتنا بهذا الفايروس المُعدي ونحرص على عدم اختلاطنا المباشر الغير ضروري بالآخرين كي لا نؤذيهم والعكس صحيح، فهل أنت مستعد لأن تكون جزءا من العلاج أم جزء من المشكلة؟ حتمًا ستنتقي الخيار الأول.
بيد قد سمعنا عن أفراد أتو من خارج البلاد عائدين من أماكن سُجلت فيها اصابات عديدة، غير أنهم لم يكترثوا لوضعهم الصحي ودخلوا أرض الوطن دون خضوعهم لإجراءت صحية وقائية، وإن كانوا قد علموا باصابتهم أو لا، تكتموا وذويهم على هذا، مما أدى لفقد "مُصابة" في مدينتنا كربلاء المقدسة، وانتقال عدواها لكل من مر بدربها من أول فرد بالعائلة إلى آخر موظف صحي وقد تم الحجر عليهم جميعًا.
هنا أود أن أسأل: أيهما أكثر فتكًا، كورونا الضمير، أم كورونا فايروس، وعلى عاتق من تقع المسؤولية؟
هل تقع على عاتق المُسافر الضحية أم على المعنيّين في ذاك البلد، أم في هذا البلد، أو على أهل الضحية؟
الكل مُشترك في صياغة هذه الجريمة، والجميع مسؤولين تجاه ما حدث، وما سيترتب عليه من أحداث تُعيد نفسها بزيادة، إن لم يعي كل فرد مدى أهمية إلمامه بهذه الطامة الكبرى المسماة كورونا. بينما نجد أن هناك من أولى معاملة خاصة للمصابين بهذا الفايروس حيث قاموا بعزلهم في أماكن جيدة ذي أجواء جميلة وعناية فائقة لمساعدتهم على مقاومة المرض والتماثل للشفاء منه ونجحوا في ذلك.
وأيضًا هناك من يدرس تفعيل التواصل عن بعد لغرض عدم ايقاف العمل في المؤسسات والدوائر المهمة لإستمرار المضي قدمًا بمجريات الحياة كإجراء مؤقت إلى أن تنتهي هذه الفترة العصيبة..
فيا أيها الناس إتقوا الله في إخوانكم وأهليكم وأكثروا من الدعاء، وثابروا على نشر التوعية وتقليل التهويل الحاصل، فأنا لا أقصد أن أقلل من شأن الخطر، إنما بث الخوف والقلق بصورة مستمرة في النفوس يعمل على إضعاف مناعة الفرد وعزيمته للمقاومة، أي يجب علينا تقديم المساعدة بصورة جميلة وخالية من الارهاب، في أن نلتزم بإرشادات الوقاية خصوصًا أمام الأطفال كونهم المخلوقات الأكثر حركة من بيننا وأكثرنا جهلًا وأضعفنا ادراكًا، وهم يقلدون الأكبر منهم سنًا، فيجب أن نجعل من زيادة أمر التمسك والحث على الالتزام بقواعد النظافة والانتباه المضاعف أمر محبب وفعل عظيم يقومون به، ولنذكرهم بالحديث الشريف عن النبي محمد (ص) قال: النظافة من الايمان، وتنظفوا فإن الاسلام نظيفًا.
فلنكن جزء من الحل والعلاج بدل أن نكون عبئًا في إظهار قلقنا وترقبنا، ولنعلم أن كل ما نخافه سنلقاه وهذه قاعدة مثبتة نفسيًا، فإن شعرتم بأعراض المرض ظاهرة عليكم أو على أحد تعرفونه، سارعوا بإخبار الفرق الطبية لإجراء اللازم للحد من تفاقم الحالة أو انتشارها، عافانا وعافاكم الله، فهل منكم من يفضل أن يموت ضحية على أن يموت بَطلا؟!.
اضافةتعليق
التعليقات