• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ذكرُ الله.. طمأنينة أم أعتياد؟

مريم حسين العبودي / الثلاثاء 27 حزيران 2023 / اسلاميات / 1862
شارك الموضوع :

جُبلنا وتبرمجنا على استخدام الكثير من العبارات التي تحمل اسم الله تعالى أو أحد أسمائه الحسنى

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الأنفال/ 2.

جُبلنا وتبرمجنا على استخدام الكثير من العبارات التي تحمل اسم الله تعالى أو أحد أسمائه الحسنى أو صفاته النورانية في مقاماتٍ ومقالاتٍ لا تناسبُ ما يضّمن فيها. حيث ترتبط كثير من المفردات عندنا ارتباطات خاطئة، عبارات تتضمن الكثير من المحبة والدعاء والتذكير برحمة الله ولكن بسبب الربط المجتمعي الخاطئ باتت هذه العبارات تُبرمج شعورنا حيالها بمشاعر تُحددها البيئة المحيطة والناس من حولنا.

(الله يعطيك) (الله يرحمك) (الله يرزقك) (الله كريم) وغيرها الكثير، مفردات تعمّق السلام الداخلي وتُطمئن الروح، لكن غالباً ما تُفهم بأن فيها معنىً مبطناً، فلا يمكن أن تتمنى الخير لأحد أو تدعو له بالرزق والعطاء إلا وأنت تُلمّح له بالشفقة والأسف.

فعبارةٍ مثل (الله يُعطيك)... مفردة ترتبط عندنا ارتباطاً وثيقاً بالانهزام والشفقة وشحة العطاء. يأتيك فقيراً متذللاً، فلا تريد أن تدفع له شيء، متحاشياً إياه بعبارة (الله يعطيك)، كلمتين ترسم ملامح الخذلان والسخط على وجهه، وقد يدعو عليك بالسوء في سره أو علنه، وقد يتهمك بالبخل واللؤم.

أما اذا قلت هذه الكلمتين لصديقٍ أو قريب، فلابد أن يتجهّم وجهه وتبدو عليه علامات التعجّب والاعتراض، إذ كيف تتجرأ أن تُسمعه كلمة تُقال للمحتاجين حصراً!

قضيت طفولتي وأنا أسمع عبارة (الله كريم) تأتي كرد آلي مباشر لأي فكرة أو طلب أطرحه، وغالباً كان هذا الجواب يُرادف عدم تنفيذ الطلب. إنه الرد الذي يجعل كل آمالي تتبخر، (الله كريم) هي العبارة التي صنعت لي طفولة مليئة بالوعود المؤجلة، وحين كبرت اكتشفت أن الله كريم بالفعل، لكننا نحن البشر بُخلاء جداً، لدينا شحّة في عكس كرم الله على ما حولنا، وأننا نتستّر بعبارات يُذكر فيها اسم الله لنخبئ خلفها جبناً من التعبير الصريح عن حقيقة ما في النفس.

نستبدل الكثير من الردود التي يجب أن تُقال في الموقف المحدد، مثلاً إن قال أحدهم: (أريدُ أن تأتي معي مساء اليوم للتبضع)، الرد المنطقي في هذه الحالة هو تأكيد الاستطاعة من عدمها، فإما نعم سآتي إن شاء الله، أو أعذرني لا استطيع الذهاب معك! لكن يلجأ الكثيرين للتهرب بعبارة (الله كريم)، فيضع نفسه والآخر في حيرة ما بعدها حيرة.

من جانبٍ آخر، لا يقل الظلم الواقع على عبارة مثل (إن شاء الله)، حيث تتردد على ألسنة الكثيرين بشكل يوحي للآخر بأنه يتعرض للتجاهل أو محاول التخلص منه بأسهل الطرق. غالباً ما تُستخدم بشكل تراتبي متكرر يدفع فيه المتحدث الطرف الآخر للتوقف أو الاقتناع الإجباري، ولأنها عبارة تحمل اسم الله العظيم، فلابد أن تحمل بعض الثقة المتسربة لقلب الآخر رغم تسربات الشك والحيرة المتدفقة من كل جانب.

وهلُم جراً، فقولك لمن يسأل عن حالك وأخبارك (برحمة الله) هو ضربٌ آخر من ضروب الانكسار، خاصةً حين ترفقها بذاك اللحن المتألم المُحبَط، كأن رحمة الله لا تكفيك!

لا  أقول أن لا نستخدم عبارات تحمل عطراً إلهياً، بل الأولى أن نتعمق في معانيها وننطقُ كل عبارة في موقفها المناسب، أن يكون ذكر الله في أحاديثنا مصدر سكينة وثقة ومحبة، أن يأمن الآخر حين يسمع منك أن الله كريم، وما نحنُ إلا صوراً مجسدة لكرمه، وأنه رحيم ونحن ننعمُ برحمته، وأنه حبيبٌ وقريب ويُحب أن يُشاع ذكره فيبثُ راحة وطمأنينة في النفوس. تفكيراً عميقاً يستغرق ثوانٍ معدودة قبل كل نطق لهكذا عبارات، ومراجعة لسجّلات سماعنا لها من الأهل والمحيطين بنا على مدار سنواتنا السابقة، وإجراء تعديلات عليها، كفيلٌ بأن يجمّل نفوسنا بذكره وحبه ورحمته.

الايمان
القرآن
المجتمع
السلوك
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    اقتباسات من كتاب نظام التفاهة

    النشر : الأربعاء 22 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    في اليوم العالمي للعلوم.. الإسلام والعلم أساس المجتمعات

    النشر : الأربعاء 10 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المنقذ من الثالوث القاتل

    النشر : الأثنين 15 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    آية وإضاءة للحياة: ثلاثية الظفر

    النشر : الخميس 27 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الكف عن أعراض الناس.. حصن يوم القيامة

    النشر : الخميس 02 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كم مُهرةً عربيةً قد زُوجت خوفَ العنوسةِ!

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 828 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 735 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 408 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1206 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 5 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 5 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 5 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة