• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ذكرُ الله.. طمأنينة أم أعتياد؟

مريم حسين العبودي / الثلاثاء 27 حزيران 2023 / اسلاميات / 1797
شارك الموضوع :

جُبلنا وتبرمجنا على استخدام الكثير من العبارات التي تحمل اسم الله تعالى أو أحد أسمائه الحسنى

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الأنفال/ 2.

جُبلنا وتبرمجنا على استخدام الكثير من العبارات التي تحمل اسم الله تعالى أو أحد أسمائه الحسنى أو صفاته النورانية في مقاماتٍ ومقالاتٍ لا تناسبُ ما يضّمن فيها. حيث ترتبط كثير من المفردات عندنا ارتباطات خاطئة، عبارات تتضمن الكثير من المحبة والدعاء والتذكير برحمة الله ولكن بسبب الربط المجتمعي الخاطئ باتت هذه العبارات تُبرمج شعورنا حيالها بمشاعر تُحددها البيئة المحيطة والناس من حولنا.

(الله يعطيك) (الله يرحمك) (الله يرزقك) (الله كريم) وغيرها الكثير، مفردات تعمّق السلام الداخلي وتُطمئن الروح، لكن غالباً ما تُفهم بأن فيها معنىً مبطناً، فلا يمكن أن تتمنى الخير لأحد أو تدعو له بالرزق والعطاء إلا وأنت تُلمّح له بالشفقة والأسف.

فعبارةٍ مثل (الله يُعطيك)... مفردة ترتبط عندنا ارتباطاً وثيقاً بالانهزام والشفقة وشحة العطاء. يأتيك فقيراً متذللاً، فلا تريد أن تدفع له شيء، متحاشياً إياه بعبارة (الله يعطيك)، كلمتين ترسم ملامح الخذلان والسخط على وجهه، وقد يدعو عليك بالسوء في سره أو علنه، وقد يتهمك بالبخل واللؤم.

أما اذا قلت هذه الكلمتين لصديقٍ أو قريب، فلابد أن يتجهّم وجهه وتبدو عليه علامات التعجّب والاعتراض، إذ كيف تتجرأ أن تُسمعه كلمة تُقال للمحتاجين حصراً!

قضيت طفولتي وأنا أسمع عبارة (الله كريم) تأتي كرد آلي مباشر لأي فكرة أو طلب أطرحه، وغالباً كان هذا الجواب يُرادف عدم تنفيذ الطلب. إنه الرد الذي يجعل كل آمالي تتبخر، (الله كريم) هي العبارة التي صنعت لي طفولة مليئة بالوعود المؤجلة، وحين كبرت اكتشفت أن الله كريم بالفعل، لكننا نحن البشر بُخلاء جداً، لدينا شحّة في عكس كرم الله على ما حولنا، وأننا نتستّر بعبارات يُذكر فيها اسم الله لنخبئ خلفها جبناً من التعبير الصريح عن حقيقة ما في النفس.

نستبدل الكثير من الردود التي يجب أن تُقال في الموقف المحدد، مثلاً إن قال أحدهم: (أريدُ أن تأتي معي مساء اليوم للتبضع)، الرد المنطقي في هذه الحالة هو تأكيد الاستطاعة من عدمها، فإما نعم سآتي إن شاء الله، أو أعذرني لا استطيع الذهاب معك! لكن يلجأ الكثيرين للتهرب بعبارة (الله كريم)، فيضع نفسه والآخر في حيرة ما بعدها حيرة.

من جانبٍ آخر، لا يقل الظلم الواقع على عبارة مثل (إن شاء الله)، حيث تتردد على ألسنة الكثيرين بشكل يوحي للآخر بأنه يتعرض للتجاهل أو محاول التخلص منه بأسهل الطرق. غالباً ما تُستخدم بشكل تراتبي متكرر يدفع فيه المتحدث الطرف الآخر للتوقف أو الاقتناع الإجباري، ولأنها عبارة تحمل اسم الله العظيم، فلابد أن تحمل بعض الثقة المتسربة لقلب الآخر رغم تسربات الشك والحيرة المتدفقة من كل جانب.

وهلُم جراً، فقولك لمن يسأل عن حالك وأخبارك (برحمة الله) هو ضربٌ آخر من ضروب الانكسار، خاصةً حين ترفقها بذاك اللحن المتألم المُحبَط، كأن رحمة الله لا تكفيك!

لا  أقول أن لا نستخدم عبارات تحمل عطراً إلهياً، بل الأولى أن نتعمق في معانيها وننطقُ كل عبارة في موقفها المناسب، أن يكون ذكر الله في أحاديثنا مصدر سكينة وثقة ومحبة، أن يأمن الآخر حين يسمع منك أن الله كريم، وما نحنُ إلا صوراً مجسدة لكرمه، وأنه رحيم ونحن ننعمُ برحمته، وأنه حبيبٌ وقريب ويُحب أن يُشاع ذكره فيبثُ راحة وطمأنينة في النفوس. تفكيراً عميقاً يستغرق ثوانٍ معدودة قبل كل نطق لهكذا عبارات، ومراجعة لسجّلات سماعنا لها من الأهل والمحيطين بنا على مدار سنواتنا السابقة، وإجراء تعديلات عليها، كفيلٌ بأن يجمّل نفوسنا بذكره وحبه ورحمته.

الايمان
القرآن
المجتمع
السلوك
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    مااشد قرب ظهيرة الغدير من ظهيرة عاشوراء

    النشر : الأحد 02 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الاختلاف في الرأي.. لا يفسد للود قضية

    النشر : الأثنين 20 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    أنا مسلم إذن أنا متعايش.. كيف واجه النبي محمد التعصّب؟

    النشر : الأربعاء 06 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    عودة لضيافة الرحمن

    النشر : الأثنين 06 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الملوك التي تهاب القبور

    النشر : الثلاثاء 10 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.. منصات للتهريج

    النشر : الأحد 29 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1212 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 444 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 435 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 414 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 393 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 386 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1566 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1212 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1172 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1108 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 756 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة