كل عام في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر يحتفل العالم في اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، والذي يسلط الضوء على دور العلم في المجتمع كما إن هذا اليوم يؤكد على أهمية العلم في حياتنا اليومية. كما أنه يؤكد على الدور الذي يقوم به العلماء في توسيع فهمنا لهذا الكوكب الهائل والملقب ببيتنا الكبير وفي جعل مجتمعاتنا أكثر استدامة.
ويهدف اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، من خلال ربط العلم على نحو أوثق مع المجتمع، إلى ضمان اطلاع المواطنين على التطورات في مجال العلم، كما أنه يؤكد على الدور الذي يقوم به العلماء في توسيع فهمنا لهذا الكوكب الهائل والملقب ببيتنا الكبير وفي جعل مجتمعاتنا أكثر استدامة.
ويتيح هذا اليوم الفرصة لتعبئة جميع الجهات الفاعلة حول موضوع العلم من أجل السلام والتنمية من المسؤولين الحكوميين إلى وسائط الإعلام إلى تلاميذ المدارس، وتشجع اليونسكو بقوة الجميع على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية وذلك بتنظيم الحدث أو النشاط الخاص بك في هذا اليوم.
أهداف اليوم العالمي للعلوم
يتيح هذا اليوم الفرصة لتعبئة الأطراف الفاعلة كافة، من المسؤوليين الحكوميين إلى وسائل الإعلام وطلبة المدارس، إلى الاحتفاء بالعلوم من أجل التنمية والسلام. فإن تعزيز الصلة بين العلم والمجتمع على نحو أوثق يتيح انتفاع الجميع به ويعمق فهمنا لكوكبنا المميز والضعيف، ويمنحنا سبيلاً لجعل مجتمعاتنا أكثر استدامة.
وبعد أن اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية في عام 2001، ما انفك ينتج عنه مجموعة من المشاريع البرامج وأنشطة التمويل الملموسة في المجالات العلمية في العالم. ويتمحور اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية حول مجموعة من الأهداف هي:
تعزيز الوعي العام بدور العلوم في بناء مجتمعات مستدامة يعمها السلام.
تعزيز التضامن الوطني والدولي لتبادل العلوم بين البلدان.
تجديد الالتزامات الوطنية والدولية في إطار تسخير العلوم لخدمة المجتمعات وخيرها.
تسليط الضوء على التحديات التي تواجه العلم وتعزيز الدعم في إطار البحث العلمي.
وبحسب الأمم المتحدة يهدف اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، من خلال ربط العلم على نحو أوثق مع المجتمع، إلى ضمان اطلاع المواطنين على التطورات في مجال العلم، كما أنه يؤكد على الدور الذي يقوم به العلماء في توسيع فهمنا لهذا الكوكب الهائل والملقب ببيتنا الكبير، وفي جعل مجتمعاتنا أكثر استدامة.
ركائز رئيسية
وجاء في بيان لمنظمة اليونسكو بهذه المناسبة من العام الماضي والذي عاني فيه العالم من جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) العالمية، ينصب تركيز هذا اليوم على موضوع «العلم مع المجتمع ولمنفعته» في ما يتصل بالتصدي للوباء العالمي.
وخلال هذه الأزمة الصحية التي لا نظير لها، سعت اليونسكو، بصفتها وكالة أممية بولاية محددة في مجال العلوم، إلى تقريب العلم من المجتمع وتعزيز التعاون العلمي الدولي؛ لما له من حاجة ماسة. ومن منظور علمي، ترتكز استجابة اليونسكو لكوفيد - 19 على ركائز ثلاث رئيسة، هي: تعزيز التعاون العلمي الدولي، وضمان تيسسر الحصول على المياه، ودعم إعادة الإعمار البيئي.
وأكد البيان أن الاستجابة لوباء كوفيد - 19 تتطلب علاقة تعاونية أمتن بين العلماء وصانعي السياسات، ويجب مشاركة ثمار البحث العلمي، بما في ذلك اللقاحات المحتملة، على مستوى العالم.
معلومات أساسية
كان تنظيم فعالية مركزة تتعلق بمسألة الالتزام بالعلم وبما يعود بالنفع على المجتمع هي إحدى النتائج الإيجابية للمؤتمر العالمي للعلوم الذي عُقد في عام 1999 في بودابست. وقد اعتُبر ذلك المؤتمر فرصة لإعادة توكيد الالتزام بتحقيق الأهداف المعلنة في إعلان العلوم واستخدام المعارف العلمية، ومتابعة توصيات جدول الأعمال: إطار العمل في مجال العلوم (طالعوا كذلك المذكرة التميهدية).
ولم يزل اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، منذ أعلنته يونسكو في عام 2001، ينتج عديد المشاريع والبرامج العلمية فضلا عن سبل لتمويل العلوم في جميع أنحاء العالم.
ويُعزى الاحتفال باليوم العالمي للعلم من أجل السلام والتنمية إلى أهمية دور العلم والعلماء في المجتمعات المستدامة وفي الحاجة إلى تثقيف المواطنين وإشراكهم في العلوم. وبهذا المعنى، يتيح اليوم العالمي للعلم من أجل السلام والتنمية فرصة لإظهار أهمية العلم في المعايش العامة ولإشراكهم في المناقشات. ويقدم مثل هذا المشروع منظورًا فريدًا للبحث العالمي عن السلام والتنمية.
الإسلام دين العلم والسلام
إن ديننا الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام. كما هو دين العلم والتربية والتعليم. فهو عقيدة قوية تضم جميع الفضائل الاجتماعية والمحاسن الإنسانية، والسلام مبدأ من المبادئ التي عمق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين، وأصبحت جزءاً من كيانهم، وهو غاية الإسلام في الأرض.
الإسلام والسلام يجتمعان في توفير السكينة والطمأنينة ولا غرابة في أن كلمة الاسلام تجمع نفس حروف السلم والسلام، وذلك يعكس تناسب المبدأ والمنهج والحكم والموضوع وقد جعل الله السلام تحية المسلم، بحيث لا ينبغي أن يتكلم الإنسان المسلم مع آخر قبل أن يبدأ بكلمة السلام، حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم “السلام قبل الكلام” وسبب ذلك أن السلام أمان ولا كلام إلا بعد الأمان وهو اسم من أسماء الله الحسنى.
كما أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاء سلاماً ورحمةً للبشرية ولإنقاذها وإخراجها من الظلمات إلى النور حتى يصل الناس جميعاً إلى أعلى مراتب الأخلاق الإنسانية في كل تعاملاتهم في الحياة.
إن السلام بمفهومه السلمي هو أمنية ورغبة أكيدة يتمناها كل إنسان يعيش على هذه الأرض، فالسلام يشمل أمور المسلمين في جميع مناحي الحياة ويشمل الأفراد والمجتمعات والشعوب والقبائل، فإن وجد السلام انتفت الحروب والضغائن بين الناس، وعمت الراحة والطمأنينة والحريّة والمحبة والمودة بين الشعوب.
الإسلام وتحقيق السلام العالمي
إن أثر الإسلام في تحقيق السلام العالمي يتجلى في تعزيز التعايش السلمي وإشاعة التراحم بين الناس ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، وكذلك في نشر ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية وتعزيز جهود المؤسسات الدينية والثقافية في ذلك.
إن للسلام العالمي شأنا عظيما في الإسلام، فما كان أمرا شخصيا ولا هدفا قوميا أو وطنيا بل كان عالميا وشموليا، فالسلام هو الأصل الذي يجب أن يسود العلاقات بين الناس جميعا، فالمولى عز وجل عندما خلق البشر لم يخلقهم ليتعادوا أو يتناحروا ويستعبد بعضهم بعضا، وإنما خلقهم ليتعارفوا ويتآلفوا ويعين بعضهم بعضا، فالإسلام يدعو إلى استقرار المسلمين واستقرار غيرهم ممن يعيشون على هذه الأرض، ويكشف لنا التاريخ أن جميع الحضارات كانت تواقة من أجل تحقيق السلام العالمي.
السلام ضرورة حضارية طرحها الإسلام منذ قرون عديدة من الزمن باعتباره ضرورة لكل مناحي الحياة البشرية ابتداء من الفرد وانتهاءً بالعالم أجمع فبه يتأسس ويتطور المجتمع.
الإسلام والعلم.. تاريخ وحضارة
في الإسلام، لا ينظر إلى الطبيعة كشيء منفصل ولكن باعتبارها جزءا لا يتجزأ من النظرة الكلية إلى الله والإنسانية والعالم والكون. هذه الروابط تعني الجانب المقدس من سعي المسلمين للمعرفة العلمية، حيث كانت الطبيعة في القرآن تعد تجميعا للعلامات المفضية إلى معرفة الله الواحد. إنه كان مع هذا الفهم كان السعي وراء العلم، وذلك قبل عصور الاستعمار للعالم الإسلامي كان هذا السعي محترماً، في الحضارات الإسلامية.
كثيرون من علماء الغرب يعتقدون أن المنهج العلمي الحديث كان إنجازا رائدا من قبل ابن الهيثم المعروف في العالم الغربي، والذي كان قد حقق إسهامات شبيهة لتلك التي أنجزها إسحاق نيوتن. ويؤكد روبرت بريفولت، في كتاب “صنع الإنسانية”، أن وجود العلم، كمفهوم بالمعنى الحديث، كان متجذرا في الفكر العلمي والمعرفة التي ظهرت في الحضارات الإسلامية خلال هذه الفترة.
إن تاريخ العلم والعلوم في العالم الإسلامي يشير إلى العلوم التي ازدهرت تحت الحضارة الإسلامية بين القرون 8 و16، خلال ما يعرف باسم العصر الذهبي للإسلام. فبينما كانت أوروبا غارقة في العصور المظلمة كانت الحضارة الإسلامية تزدهر وتشهد عصرها الذهبي. ويفتخر العرب والمسلمون بالعصر الذهبي للإسلام – الذى استمر قرابة 500 عام، ويستخدمونه كدليل إثبات على عدم وجود صراع بين الإسلام والعلم، وهو تاريخ وإرث حضارى لا ينكره أحد.
وفى كتابه “الإسلام والعلم وتحدى التاريخ” يدرس د.أحمد دلال أهمية المعرفة العلمية ويرصد العلاقة بين الثقافة العلمية والقوى الثقافية الأخرى فى المجتمعات الإسلامية ضمن سياقها الثقافي الأوسع، متتبعا الفروق المعرفية بين العلم والفلسفة من ناحية، والعلم والدين من جهة أخرى.
اضافةتعليق
التعليقات