إنه اليوم الثاني من دخولنا في العام الجديد، اليوم الذي بات يختلف عليه الكثيرون، فهنالك من يرى هذا اليوم مميزا جدا ويوم استثنائي لشروق عام جديد يحمل في طياته بداية جديدة لكل شيء، فتجده يسترجع إنجازاته وحتى خطواته الفاشلة التي سيستفيد منها في تجاربه القادمة على مدى عام كامل، ويحاول أن يضع أهداف جديدة للعام المقبل ويسعى قدر الإمكان على إنجازها والتغيير نحو الأفضل.
كما أن هنالك من يرى بأن الشيء الوحيد الذي سيتغير في العام الجديد هو التاريخ، يرفع رقم تسعة عشر ويوضع مكانه رقم عشرين، لهذا السبب غالبا ما تجده نائما قبل الثانية عشر من منتصف الليل.
وأما الفئة الغريبة هي تلك التي لا تعرف إن كانت تبالي أو لا تبالي، غريب أمرها ولكن في الحقيقة هي لا يهمها من التغيير إلاّ الاحتفالات والبهرجة، فتستغرق وقتها واهتمامها بالطعام والزينة والمشاركة بالاحتفالات العامة.
من الجيد أن يحصي الانسان في نهاية السنة عدد زلاته وأخطائه خلال الأشهر التي مرت، ويحاسب نفسه على ذنب اقترفه ويشعر بالندم ويعترف بأخطائه ويعقد مع نفسه عهدا بأن لا يقترف تلك الذنوب ويتحكم بتلك النزوات، ويضع لنفسه استراتيجية كاملة تشمل الخطط المهنية على نطاق العمل، وكيف يطور نفسه في مجال عمله فيخصص على أثرها أوقاتا ثابتة لأخذ دورات تطور من قدراته التخصصية.
ويهتم بنفسه أكثر ويخصص وقت معين لهواياته كالرسم والكتابة والرياضات التي يحبها كالسباحة وركوب الخيل، ويمارس قراءة الكتب أو يأخذ دورات في مجال الكومبيوتر وما شابه ذلك ويحاول قدر الامكان أن يطور نفسه حتى يبدو شخصا عصريا ومتطورا ولا يبقى خاملا وغير مواكب للعصرنة، ويحدد الثغرات الموجودة في شخصيته ويحاول قدر الإمكان العمل عليها وتبديل نقاط الضعف إلى نقاط قوة من خلال ترك العادات السيئة واستبدالها بالجيدة، والأمر المهم هو أن يكون محبا للتغيير... فلو كان/ت يجد نفسه زوجا فاشلا يحاول أن يفهم اكثر طبيعة العلاقة الزوجية من خلال قراءة الكتب أو المشاركة في الدورات التي تهتم بالعلاقات الزوجية، بهدف التغيير وبناء حياة سعيدة.
أو يحاول أن يعيد النظر في علاقاته الاجتماعية ويقوي الأواصر العائلية ويعزز عنده مفهوم صلة الرحم، بالإضافة إلى وضع نقاط جيدة يفعلها من أجل نفسه أولا ومن أجل الناس ثانيا كإن يضع جدول اسبوعي أو شهري لخدمة المحتاجين والفقراء، أو قضاء وقت ممتع مع العائلة، أو زيارة مريض، او إعطاء دروس مجانية...الخ، وذلك من الممكن أن يتم بطريقة ممتعة كأن يضع صندوق ويكتب على كل ورقة عمل معين ويضعها في الصندوق وكل أسبوع أو شهر يسحب ورقة بصورة عشوائية وينجز العمل الذي ظهر له على الورقة.
وفي نهاية العام سيجد بأنه استطاع من خلال تنظيم وقته وتحديد اهدافه وأولوياته ان ينجز الكثير من الاعمال المهمة في حياته ولكن يبقى لكل شخص اهتمامات وهوايات واولويات تختلف من شخص لأخر وعلى أساسها يتم من قبله تعيين استراتيجية خاصة به.
وتبقى بين الفشل والنجاح وبين الحزن والفرح هنالك ألف قصة وقصة تحكيها التواريخ والسنوات، ولكن الشخص الذكي هو من يجمع أكبر عدد ممكن من النجاحات المعنوية مع الله كي يكسب في النهاية، ويخرج فائزا من الدنيا.
اضافةتعليق
التعليقات