كنت جالسة وسط أجسادهم أحاول فهم ما يجري بهم فالهمّ والحزن يسري في دمهم والمرض هو حوارهم الوحيد الذي يحاولون الفوز به وبأعلى درجاته، عندما تراهم تشعر بالهمّ والحزن أنت أيضا لأن طاقتهم السلبية وتعابير وجههم الكئيبة توصل لك ذلك.
ولديهم أمران يعزمون على فعلهما يوميا هي الشكوى والكلام على من هب ودب، تجدهم لا ينامون إلا وقد أدوا هذين الأمرين، أتمعن النظر في عينيهم لكي أحاول الدخول إلى عقليتهم وفجأة وجدت نفسي هناك في تلك العقول لا أصدق ما رأيت عقولهم فوضوية لا يوجد فيها إلا أشياء تافهة يمكن لأي إنسان فعلها، لا وفوق هذا كله همومهم بسيطة لدرجة أن كل انسان معرض لها، ماذا نلبس ومتى نأكل.
مع الفوضى الغارقين فيها أجد عقليتهم محدودة، الأمر عجيب بدأت أتجول في أجسادهم لكي أرى الأمراض التي هي نكهة حوارهم، يا إلهي أي أمراض يتكلمون عنها، لا أجد أي شيء فيهم الآن عرفت اللغز لم يكن فيهم شيء هذه فقط أوهام يزرعونها في خيالهم، وفي وقت فراغهم وبعد مدة من الزمن تتحول أوهامهم حقيقة لأن من تشاءم بالشر وجده.
كل هذا الذي يحصل لهم سببه فراغهم والفراغ يوجد عندما لا يوجد هدف، تخيل أن الدواء الوحيد لكل الأمراض هو الهدف، ستندهش بالتأكيد لكن هذا هو الواقع، كثيرا من الأشخاص كانوا مصابين بأخطر الأمراض لكن ما أن جعلوا هدفا في حياتهم حتى تحدوا أوجاعهم ووصلوا إلى أهدافهم.
ففي يوم من الأيام أصيبت فتاة بشلل في قدميها وعندما أفاقت وجدت نفسها لم تعد قادرة على المشي، أصابها اليأس والإحباط حتى تمنت ذات يوم أن تصبح أسرع فتاة في العالم وفي تلك الفتره حاولت القيام كثيرا لكن دون جدوى وإذا بيوم من الأيام شعر الدكتور أن حالتها بدأت تتحسن وأن هناك أمل من خلاله يمكنها المشي على قدميها، وفعلا مرت السنين وإذا بها تمشي على قدميها فذهبت مسرعة لتحقق حلمها الذي لطالما حلمته وسجلت في عدة مسابقات حتى أخذت لقب أسرع فتاة في العالم.
عندما أخذت الجائزة وقتها فقط عرفت أن لولا عجزها لما اكتشفت قدرتها وقوتها، لذلك كفوا عن الشكوى والكلام على إخوانكم، كفوا عن كلامكم التشاؤمي الذي يحول الخيال حقيقة وابحثوا عن هدف فهو دواء لكل أمراضكم ولا تغفلوا عن هذه الحقيقة، فكلما كان هدفكم لله كلما كان أسرع في مفعوله.
اضافةتعليق
التعليقات