• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آياتٌ في سُبِلِ نَيلِ الطَلِباتِ

فاطمة الركابي / الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2020 / اسلاميات / 2361
شارك الموضوع :

إن بناء هذا العالم في كل شيء هو قائم على قانون السببية وتقديم المقدمات ليبلغ الإنسان مراده

إن السرعة هي الصفة الأبرز التي تتسم بها الحياة في هذا الزمان، مما جعلت الإنسان لا يتأقلم مع ذلك في نشاطاته الحياتية فقط، بل حتى على مستوى طلباته ودعواته من الله تعالى، فهو يريد نيل حاجاته، واستجابة دعواته تكون سريعة أيضا، وهذا ليس بالشيء المذموم إن كان وفق حسن ظن الطالب بمولاه، وطمعه بكرمه، ومعرفته بوسع رحمته، وجوده في العطاء.

وكما إن بناء هذا العالم في كل شيء هو قائم على قانون السببية وتقديم المقدمات ليبلغ الإنسان مراده، دستورنا الإلهي لم يخلو من ذكر هذه المقدمات، كما في قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ○فَاسْتَجَبْنَا لَهُ...○وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ○ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ...○وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ○ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء:٨٣-٩٠).

هنا هذه الآية تتحدث عن ثلاث مقدمات قدمها مجموعة من الأنبياء، الذين هم سادة الخلق، وأعلى القدوات الواجب اقتفاء أثرهم فحققوا سرعة الاستجابة وهي:

المقدمة الأولى: المُسارعة في الخيرات، في قوله {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} أي إنهم كانوا لا يتباطؤون في قضاء حاجة أحد من الخلق، فضلًا عن ردهم دون إعطائهم سؤلهم،  فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): [إن الله يحب من الخير ما يعجل](١)، وعن صادق الآل (عليه السلام): كان أبي يقول: [إذا هممت بخير فبادر، فإنك لا تدري ما يحدث](1)، كما حذر الإمام الباقر(عليه السلام) بقوله: [من هَم بشيء من الخير فليُعجله، فإن كل شيء فيه تأخير؛ فإن للشيطان فيه نظرة](1)، فقد لا يوفق لقضاء تلك الحاجة؛ إذ بالمسارعة اغتنام لفرصة التقرب من الله تعالى، وفيها قطع لحبائل ووساوس الشيطان المثبطة، بالنتيجة في المسارعة بركات كثيرة، وعطايا من الله تعالى جزيلة، ومقدمة لسرعة الاستجابة.

المقدمة الثانية: الدعاء المتوازن بين الرهبة والرغبة، في قوله: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}، أي يدعو الطالب وهو متيقن أن حاجته على الباب قبل أن يطرقه، يدعو وهو واثق أن خزائن الله تعالى ممتلئة لا تنقص بعطاء، فلا يكون لسان حالك (إلهي فقط هذه الحاجة!). وكذلك أن يستشعر الداعي إن الله تعالى متفضل عليه بإعطائه واستجابته لدعائه، فلا هو عن استحقاق هو يطلب، ولا على أثر عملا صالحًا هو راغب؛ بل عليه أن لا يُخرج نفسه من حد التقصير أثناء الطلب، ولسان حاله ومقاله (جئت إليك بفقري وفاقتي وقلة حيائي، وعدم استحقاقي).

المقدمة الثالثة: الخشوع، كما في قوله: {وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}، أي أن جوارحهم وقائدها القلب منصرف ومتوجه إلى الرب المتعال وحده، في حالة تذلل وخضوع، فعن أمير الكلام (عليه السلام): [نعم عون الدعاء الخشوع](٢)، فهو يدعو على اعتقاد تام أن جواب سؤاله عند الله تعالى فقط وفقط، فلا يمدن عينيه لخلقه، ولا يميل بقلبه لأحد سواه، ولا ينتظرن منهم نفعاً أو يخاف منهم منعاً، ولا يرجو منهم دفعاً بل يجعل عينه لمن بيده أصل كل قبض وعطاء.

___________

(١) ميزان الحكمة لمحمد الريشهري: ج ٣، ص ١٨٣٥.
(٢) الاخلاق والآداب الاسلامية: ص٥٢٥، نقلا عن غرر الحكم.

الانسان
الحياة
الايمان
السلوك
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان

    الطفل والتنشئة الاجتماعية

    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها

    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية

    شمس قم المنيرة

    دراسة: الروابط الاجتماعية الطويلة قد تؤدي إلى "شيخوخة صحية"

    آخر القراءات

    ماذا يفعل الاكتناز بنا...؟

    النشر : السبت 16 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الامام علي والتراث المهدور

    النشر : الأربعاء 13 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    المرأة الأمان

    النشر : الأثنين 21 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    عريس كربلاء

    النشر : الخميس 28 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    هل يستمتع الكسالى في الحجر المنزلي؟

    النشر : الأحد 14 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    هل صفة الغباء والذكاء موروثة من الأم؟

    النشر : الأحد 11 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 30 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 799 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 545 مشاهدات

    شمس قم المنيرة

    • 342 مشاهدات

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح

    • 340 مشاهدات

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    • 339 مشاهدات

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    • 335 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 1020 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 976 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 946 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 799 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 797 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 766 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان
    • منذ 4 ساعة
    الطفل والتنشئة الاجتماعية
    • منذ 4 ساعة
    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها
    • منذ 4 ساعة
    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية
    • السبت 04 تشرين الاول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة