لكل باب مفتاح ، ومعالجة الخطأ هو المفتاح للوصول الى فعل صواب، فإذا وقع أحد في خطأ كبير ، وانتشر خبره في الناس ، وبدأ الناس يترقبون ماذا تفعل فاشغلهم بشيء ، حتى يكون عندك وقت لدراسة الأمر .
من أرق ما ذكر في فن تصحيح الأخطاء حسن الظن فلا تصدق كل ما تسمع، ولا ما ترسمه لك مخيلتك، عليك بالتثبت والسؤال، على أن يكون السؤال للمخطئ نفسه، فهذا يشعره بالحرج وبأن هذا التصرف لا يليق به وبمن مثله، سيوقفه ذلك عن الخطأ، ثم يصحح المسير ويزيد من تقدمه وثقته بنتائج الصواب عليه وعلى من حوله ، من تقبل وحب ومدح، لذا عليك بالثناء على الصواب من الأفعال والأقوال والتصرفات مهما كان الصواب صغيراً.
استخدام المترادفات الطيبة للكلمات
“نقطة العسل تصيد ما لا يصيد برميل من العلقم” عليك باختيار كلماتك، وانتقاء الأفضل منها، فكل كلمة قاسية لها كلمة أخرى مرادفةً لها تؤدي نفس المعنى غير أنها كلمةً حانية، فالكلمة الطيبة تفعل ما لا تفعله كتب الكلمات القاسية، ولها أفضل نتيجة قد يصل إليها الفرد .
جميعنا يخطأ لا محالة علينا أن نأخذ هذا بعين الاعتبار، فلا يوجد بيننا معصوم إلا رسولنا الكريم واهل بيته ، لذا علينا أن نتقبل هذه الفكرة، ونركز سعينا على الحلول المناسبة لهذه الأخطاء التي قد نقع فيها، صغرت أم كبرت، فلا يذهب بنا الوقوع بالخطأ للإحباط والانطواء واليأس، بل علينا أن نوقن أن الحل يكمن في تصحيح الخطأ، واتخاذ كل التدابير التي تمنع من تكراره، فتسليمنا بذلك هو أول خطواتنا السديدة في فن معالجة الأخطاء.
قد يدفع رفضنا لارتكاب الأخطاء أحياناً للخوف الشديد من ارتكابه، أياً كان نوع وحجم هذا الخطأ، لكن علينا أن لا ندع هذا يتسبب بإيقاف سعينا ومسيرتنا بالحياة، فالخوف من اتخاذ القرارات مخافة الخطأ من أسوء الأمور السلبية التي قد نتعرض لها بالكثير من الأحيان، غير أن التوقف عن اتخاذ القرار بهذه الحالة ليس هو الخيار الصحيح، بل علينا أن نتخذ القرار الصحيح بعد التفكير السليم والتدقيق والمشورة، فإن كان سليماً فبها ونعم، وإن لم يكن غير ذلك سارعنا لتدارك الأمر.
من أخطائنا نتعلم: قاعدة ثابتة بالحياة فمن أخطائنا نتعلم فنتدارك ما قد زلت به الأقدام لنتجنب الوقوع بها مرةً أخرى، فالخطأ جزء من التعلم، لا يدفع هذا للمزيد من الأخطاء لكن إن وقع الخطأ سهواً أو جهلاً فعلينا أن نتعلم منه نتجنب الوقوع به مرةً أخرى، ونتعرف على الأسباب التي أوقعتنا به لنتجنبها بالمستقبل، وبهذا يكون الخطأ الذي وقعنا به دافعاً لنا لتجنب المزيد منه، ولاكتساب الخبرة بالحياة والتي تقوي بصيرتنا لتمييز الخطأ من الصواب بالمستقبل.
تقبل الأخطاء: لن تتوقف الدنيا عند خطئك، فتقبل أخطائك فأنت بشر تصيب وتخطأ، لا تكثر اللوم والعتاب لنفسك؛ فتحبطها وتدفعها للفشل والإحباط، فالخطأ جزء منا كبشر وإلا لما هبطنا لهذه الأرض، لكن عليك أن تصب جهدك وسعيك في التكفير عن هذا الخطأ، وإصلاح ما نتج عنه، واتخاذ كل التدابير التي تحميك من الوقوع بنفس هذا الخطأ بالمستقبل.
تحليل أسباب الأخطاء: عليك أن تستفيد من خطئك؛ فإن حدث ووقعت بخطأ ما عن غير قصد فعليك البحث عن الأسباب التي أوقعتك بهذا الخطأ، وتحليلها بشكل كامل لتتجنبها بالمستقبل، والتأكد من عدم تعرضك لها مرةً أخرى، وبهذا تكون فعلاً استفدت من خطئك، ويكون هذا الخطأ طريقك لتعلم الكثير.
ما سمي الإنسان إنساناً إلا لكثرة النسيان؛ فدون كل ما توصلت إليه من دروس مستفادة من الوقوع بكل خطأ، وما لديك من نقاط ضعف أوقعتك بهذه الأخطاء، وما عليك أن تقوم به بالمستقبل حتى لا يتكرر مثل هذا الخطأ، والمزيد المزيد من كل ما استفدت به من الأخطاء، ليكون مرجعك بعد ذلك لتتعلم منه، وتذكر به نفسك، إن زارها النسيان.
ومهما بلغ العبد من مقامات العبودية ودرجات التقوى فلن يسلم من الذنب أو المعصية ((كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)) فهذه الحياة مليئة بالأخطاء والزلات، والسقطات والخطيئات، وإذا كان صدور الخطأ من العباد أمر قدري فإن علاج الخطأ وإصلاح حال المخطئين واجب شرعي، فليس من الشرع والدين أن يترك الخطأ والمخطئون دون تصويب أو إصلاح، و أنهم مراهقون، أو أن عصرهم ملئ بالفتن والمغريات.
قال الامام علي (عليه السلام ): (الاعتذار منذر ناصح) وفي حديث اخر ( رُبَّ جرمٍ أغنى عن الاعتذار عنه الإقرار به).
اضافةتعليق
التعليقات