• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

خريف العمر

مروة حسن الجبوري / الأثنين 06 شباط 2017 / منوعات / 12815
شارك الموضوع :

على رصيف العمر، ثمة اوراق صفراء ذابلة، تتساقط من الروح فلا ماء يعيد لها الحياة، ولا غصن يتمسك بها، تهوي الى القاع تسحقها الايام بكل ما فيها

على رصيف العمر، ثمة اوراق صفراء ذابلة، تتساقط من الروح فلا ماء يعيد لها الحياة، ولا غصن يتمسك بها، تهوي الى القاع تسحقها الايام بكل ما فيها، لم تعد لها قيمة كما كانت في العلاء، باتت رخيصة، هاوية، فقدت بريقها الألمع، صبغت لونها بألوان أخرى، وغيرت ملامحها، فلم اعد اعرف إن كانت ورقة شجرة منشارية، أم  ورقة  مسننة، سهمية، تمايلت فأنكرت أغصانها، وأسقطتها الرياح ورمت بها على رصيف ممتلئ بالأوراق، فهذه اقل عقوبة حلّت بها.

تجاهلت تعب الأشجار في تغذيتها ونموها، في تربيها وتزينها إلا أنها ردت الإحسان بالإساءة والذبول، أتأمل في عود الشجرة وكيف نقش عليه ورقة خضراء يواسي بها الشجرة، وعود آخر جمع أوراقه ونثرها، تزينت ورجعت لها الحياة، إلا أنها تعوّدت على النكران ممن تعطيهم كل شيء، تثمر فيقطعها الإنسان ويحرقها ليدفئ بها جسده، ويستريح على كتفها العصفور بعدما يفترش جناحية ويهدأ من هروب القط المفترس، ويستند عليها الفلاح حين يعرق جبينه، وتخبئ خلفها شهرزاد القرية حينما يغازلها القمر، ويخط على جذعها شهريار المدينة حروف عشيقته ويرسم لها شيئا يدق على يسار جسده.

وأخرى تعلق أرجوحة ولدها على أوتارها ليكف عن بكائه، تسلمهم أغصانها وتفرش أوراقها، لعلها تنال رضاهم، ومع هبوب أول ريح، يرحلون عنها، يتركونها تواجه الموت، حتى تلك الأوراق المتلاصقة تحاول أن تتعرى، وعند أول سكرة من الموت يقطعون جسدها، ويجعلوها تحترق من اجل رماد يتطاير ويرحل مع أول نسمة، فتصبح بكل سهولة عصا يهش بها الراعي على الغنم، في ربيعها الآن، راسخة  جذورها، لا ترهبها الهوجاء، ولا تكسرها الأعاصير، بل تدور حولها فتنحني احتراما لجذورها الأصيلة، تبتسم جذورها وتنتعش أغصانها وتفتح أوراقها، لتلك العواصف الثقيلة، وتبقى الأوراق النظيفة الخالصة تزين هذه الأشجار وتسقط منها الصفراء الخائنة.

كهذه الشجرة حياتي، كورق الخريف هم الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي، البعض يعيش معي في ربيع آمن، ينعش المواقف بالصدق والإخلاص، ويقوي الشجرة بالغذاء الصالح، فيكون نعم الأخ والصديق ونعم الإنسان، والبعض الآخر بدأت أوراقه تفصح عن مضمون لا يليق بالإنسان، فاصفرت أوراقه وتساقطت عند أول موقف، وآخرون صيفهم طويل لم نكتشف ضمائرهم بعد، قد يحرقنا وقد يطفئنا، لا نعلم مدى قيمتنا عندهم، شمسهم لم تغرب، الى الآن نحن في قربهم، وقليلون من كان شتاؤهم باردا، قطرات أمطارهم تسقي أرواحنا، وتنبت الأمل الاخضر في صحراء قلوبنا.

بين هذه الفصول هنالك من ضاع فيه الأمل فلم ينفع معه إلا الخريف، تسودّ أوراقه وتصفّر، يتلوّن مع كل الفصول، مغرور، منافق، متملق، معسول ظاهره، ومفسد باطنه، تأتيه الرياح فيسقط كما تسقط الحشرة من التفاحة، هؤلاء الذين مروا في حياتي، وآخرون باقون في حياتي ما حييت.

رغم هذه الفصول إلا انني متمسكة بأغصاني الباقية، انثر عليها ندى العمر وما تركته لي ذرات الرياح، مازالت العصافير تغرد فوق أغصاني وتبني أعشاشها بأمان، الفراشات تراقص أجنحتها على أوتار قلبي فتمنحني جمالها ورونقها، وتعزف سمفونية المحبة لكل الأوراق التي مازالت تزين حياتي بوجودها قربي، فشكرا أيتها الفصول التي ما فتئت تمنحينني الأمل والرجاء.

 في هذه الدنيا نمر بكل الفصول، نقف عند الكذب، وعند الألم، نفقد الحب، نعطي الثقة، نعيش كل هذه الفصول، وتموت في كل عام لتحيا فصول اخرى، لكنها تبقى المحطة المؤلمة، ورد عن الامام علي (عليه السلام) في الأصدقاء: لا خير في ود أمرئ متلون إذا الريح مالت، مال حيث تميلوا ما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهـم في النائبات قليلُ.

 الصداقة عند الامام علي (عليه السلام):

 إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا... فدعه ولا تكثر عليه تأسفا

ففي الناس إبدال وفي الترك راحة... وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا.... كل من صافيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة.... فلا خير في خل يجيء تكلفا

ولا خير في خل يخون خليله.... ويلقاه من بعد المودة بالجفا

وينكر عيشا قد تقادم عهده ويظهر.... سرا كان بالأمس في خفا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها.... صديق صدوق صادق الوعد منصفا..

الحياة
الانسان
الصداقة
العمر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة

    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟

    كربلاء المعيار: بين فاجعة الطف ومآسي العصر

    ضجة بسبب سماح شركة ميتا بدردشات "رومانسية" مع الأطفال

    استطلاع رأي: مصباح علاء الدين والأمنيات الثلاث

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    آخر القراءات

    التجليات السلوكية في الحياة الزوجية

    النشر : الأثنين 08 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ليزى فلاسكويز.. من شخصية محطمة الى ذات ملهمة

    النشر : الخميس 21 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأطباء ينصحون: لا تعيبوا على الأطفال البدانة

    النشر : الأثنين 19 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    أبا الفضل.. باب من جود علي

    النشر : الأثنين 15 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    تعرف على أهم مشاكل الجلد الشائعة

    النشر : الأثنين 02 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الحوزة الزينبية في سوريا تحيي ميلاد الأقمار المحمدية

    النشر : الثلاثاء 17 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 411 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 391 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 373 مشاهدات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    • 356 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 353 مشاهدات

    راقب سرعة مشيك... فهي تكشف عن أسرار عمرك العقلي

    • 341 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1431 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1365 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1238 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1090 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1083 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1052 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة
    • منذ 14 ساعة
    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟
    • منذ 14 ساعة
    كربلاء المعيار: بين فاجعة الطف ومآسي العصر
    • منذ 14 ساعة
    ضجة بسبب سماح شركة ميتا بدردشات "رومانسية" مع الأطفال
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة