في عالم المظهر اجل عالم المظهر الذي نعيشه الآن والذي صار يصب كل معايير الجمال على المظهر والشكل الخارجي للانسان حتى صار ينزلق الجميع نحو الاعتناء بشكله ومظهره الخارجي وبذل الكثير من المال على اصلاح عيب في وجهه مهما كان صغيراً او كبيراً او لربما لا يلائم مقاييس الجمال الدراجة في وقت ما.
وان شئت ان تطرق ابواب الثروة ماعليك سوى فتح حساب شخصي في اي شبكة اجتماعية والتحدث عن العناية بالشكل وعن المنتجات المفيدة لذلك سترى وفي غضون ايام كيف ستنهال عليك المشاركات والعروض الاعلانية من الشركات لتكون من المشاهير الاثرياء!.
الكثير اليوم مشوه من الداخل رائع من الخارج ولا احد يلقي ولو ادنى نظرة لتحسين دواخل الناس ونفوسهم حتى الانسانية ومع بالغ الاسف تدحرجت مع سيل الواقع العارم فتفشى هذا الوباء في جميع المؤسسات ومرافق الدول والمسؤولين بها.
سألت صديقتي قبل مدة وكانت تعمل في احدى المراكز الانسانية "كيف هو العمل معك"؟
وكنت انتظر ان ترفدني بجواب يرفع من معنوياتي على المكان الذي سأعمل به لاحقاً..
فاردفت منزعجة "يمعودة كل تعاملهم على الشكل يريدون حلوات وعلى هالاساس يقسمون الشغل".
ضحكت بألم ثم عبس قلبي على وجهي لما سمعته وازمة الواقع لاننكر انها جعلت الكثر الكثير ينزوي في داره لانه يعاني من اعاقة ما في وجهه اعاقة هو ليس من اوجدها!.
لكنه دفع ضريبة واقع بائس ومع واقع الحال المضني والموجود حتماً هناك من برز وغير مفاهيم الجمال في العالم برمته انها ليزى فلاسكويز.
وُلدت ليزي في مدينة أوستن بولاية تكساس الأمريكية في 13 آذار/مارس عام 1989 قبل موعد ولادتها بأربعة أسابيع. كانت تزن وقت ولادتها 2 باوند و11 آونس (ما يعادل 1.219 جرام) ليزي هي عبرت علنًا دون خوف عن إيمانها بالخالق الذي وفقًا لما قالت: "رزقها بأعظم نعمة في حياتي؛ وهي مرضي"!.
الحالة الصحية
وُلدت ليزي بحالة مرضية نادرة جدًا؛ حيث يوجد ثلاثة أشخاص في العالم فقط يعانون منها يحتوي جسمها على نسبة 0% من الدهون ولم تزن طيلة فترة حياتها أكثر من 64 باوند (ما يعادل 29 كيلو جرام) ولا تستطيع اكتساب المزيد من الوزن. بالإضافة إلي أنه يتوجب عليها أن تأكل وجبات صغيرة وخفيفة مرارًا على مدار اليوم.
وتستهلك ليزي حوالي 5.000 كيلو كالوري من الطاقة يوميًا مقارنة باحتياج الشخص الأمريكي المتوسط الذي يُقدّر بحوالي 3.770 كيلو كالوري. فقدت ليزي البصر بعينها اليمنى التي بدأت في الضعف في عامها الرابع وبذلك قيدت مدى الرؤية في العين الأخرى لديها كذلك جهاز المناعة ضعيف،
حالتها المرضية هذه تشبه حالات أخرى كثيرة وخاصة حالة الشُّياخ، ولكنها ومع ذلك ليست المحطة النهائية. أعلن الباحثون الأطباء بالمركز الطبي الجنوبي الغربي لجامعة تكساس عن رأي مفاده أن ليزي تعاني من شكل من أشكال متلازمة بروجي رويد لحديثي الولادة، التي على الأقل بدا أثرها السلبي في نمو العظام غير الصحي لديها، بالإضافة إلى أجهزة الجسم والأسنان. ويُعتقد أنه بإمكانها الحمل بصورة طبيعية مع ضمان عدم نقل الحالة إلى أطفالها.
لدى ليزي فيلاسكويز بعض الخصائص الجسدية الخاصة بمتلازمة بروجي رويد مثل الأنف الحاد وتشيخ الجلد الواضح عندها.
تبدأ قصتها من بريد الكتروني تلقته وكان يحمل رابط لمقطع فيديو يصفها "بأبشع امرأة في العالم" حيث صورت من دون علمها وهي تضحك
ونظرت تحته لالاف التعليقات التهجمية التي تسخر منها وتطلب منها ان تنتحر.
فعانت اثر ذلك من ازمة وحالة نفسية عصيبة جعلتها تنطوي على ذاتها في دارها ولكن استطاعت ان تكسر هذا الحاجز وتثبت للعالم صورة مختلفة عكس التي رسموها اليها واتخذت من هذا الجرح نقطة انطلاق الى اقصى مراتب النجاح.
فوثائقي "قلب شجاع" الذي تناول قصتها والذي يحمل رسالة هادفة لكل من يتعرض لأزمات وأوقات عصيبة مثل التي تعرضت لها ليزي جراء الفيديو الذي شاهده الملايين، مفادها أن النجاح والنجومية يمكن أن يكونا نتيجة للشجاعة في مواجهة المواقف العصيبة. وتؤكد فيلاسكيز وفق صحيفة "ديلي ميل"، أن الأمر لم يكن سهلاً في البداية، بل كان قاسياً ومؤلماً، واستغرق منها سنوات حتى استطاعت أن تعود لحياتها الطبيعية، مشيرة إلى أنها في النهاية استطاعت بشجاعتها أن تتخطى الأزمة وتجعل من تجربتها نموذجاً قد يعود بالنفع على كثيرين. غدت صورتها كأيقونة للاستهزاء وإثارة سخرية الآخرين على شبكة الانترنت، لقبها البعض بالفتاة الأكثر قبحا في العالم..
لكن كل هذه التمثلات السلبية لم تجعلها تنزوي على نفسها خوفا من نظرة الآخرين، بل شيدت من كل هذه الانتقادات، طريقا فريدا لتحقيق أحلامها وللتأثير على العالم بشكل قد لا يقوم به الكثير من أصحاب وصاحبات الوجوه الجميلة.
ليزي الآن هي خريجة جامعة.. كاتبة.. وملهمة الآلاف عبر أنحاء العالم.. خرجت من بوتقة العجز إلى عالم الإبداع وحولت ضعفها إلى قوة، غيرت المفاهيم وبينت أن لا مستحيل في هذا العالم، الفضل في هذا التغيير كما صرحت بذلك في كل الحوارات التي أجرتها مع وسائل الإعلام، هو احتقار الآخرين لها وحطهم من كرامتها بشكل غير محدود.
أرادت ليزي أن تبرهن لكل الذين انتقدوها وشتموها ودعوها إلى قتل نفسها «إنقاذاً للبشرية» أنها مثلهم وأفضل منهم حتى. فتخّرجت من جامعة تكساس وحصلت على شهادة في الاتصالات بداية أعمالها كانت سيرتها الذاتية التي ساعدها فيها مجموعة من زملائها ونشرتها هي عام 2010 باللغة الإنجليزية والإسبانية. أما كتابها الثاني المعنون " كن جميلاً..كن أنت" يهدف إلى تعليم الناس أن المظهر الخارجي لشخص ليس مُهمًا على الإطلاق. بالإضافة إلى تأكيد ضرورة أن يعشق الإنسان ذاته فقط لما حققه لها وليس لهدف آخر يتناول حياتها بحلوها ومرّها وكل المراحل التي مرّت بها وجعلت منها قويّة بما فيه الكفاية، وأرادت منه أن يكون ملهماً ويحث المعرّضين للاحتقار أو السخرية على الوقوف بوجه كل المنتقدين.
اضافةتعليق
التعليقات