يعاني الكثيرون مشكلات في وظائفهم الدماغية تعيقهم عن تأدية أعمالهم اليومية؛ إحدى أهم هذه المشكلات هي فقدان الذاكرة منها السبب الأول: قلة النوم، من الصعب تذكر الأمور بعد نوم سيئ، فالنوم يقوي الروابط بين الخلايا الدماغية المسؤولة عن الذاكرة طويلة الأمد.
بل ربما يجدر بنا أن نقول إنه يصعب تكوين ذكريات إذا لم ننل قسطًا كافيًا من النوم. لذا علينا أن نحسن عادات النوم بأن نخطط للحصول على 8 ساعات نوم ليلية منتظمة، ونتمرن باستمرار، ونتجنب الكافيين بعد حلول المساء.
العلاجات: قد تضعف العقاقير المهدئة والمخدرة التي تساعد على النوم من الذاكرة، وكذلك عقاقير أخرى مثل التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم ومضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين. ويجب تذكر أن الاستجابة للعقاقير (أو مجموعة العقاقير) قد تختلف من شخص لآخر، لذلك يجب إخبار الطبيب عند اختبار ضعف في الذاكرة بعد تجربة عقار جديد، فقد يتمكن من استبداله أو تغيير جرعته.
داء السكري: يكون مرضى السكري أكثر عرضةً لمشكلات فقدان الذاكرة التي تتضمن الخرف. وأحد تفسيرات ذلك يتمثل في أن السكر يؤذي الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ المسماة بالشعيرات الدموية الدماغية، والتفسير الآخر هو أن ارتفاع الإنسولين يضر الخلايا الدماغية، وما يزال العلماء يدرسون الأمر. قد يتمكن الشخص من إبطاء تراجع ذاكرته إذا تخلص من السمنة أو سيطر عليها على الأقل بتناول الدواء وممارسة التمارين واتباع نظام غذائي صحي.
الوراثة: تحدد بعض الجينات (الصفات التي يرثها المرء من والديه) إذا كان سيواجه فقدان الذاكرة والخرف، والسن الذي سيعانيهما فيه. لكن الأمر ليس بسيطًا، إذ تبدو الجينات مؤثرةً في بعض أنواع الخرف دون الأخرى، وقد يفتقر الجين المؤثر في ذاكرة شخص ما إلى التأثير في ذاكرة شخص آخر، لذلك قد يحوي الفحص الجيني معلوماتٍ مفيدة للطبيب.
السن: تضعف الذاكرة مع الكبر في السن. يشخص الأطباء تراجع الذاكرة بالخرف عندما يؤثر الأمر في الحياة اليومية. تتضاعف أعداد الشيوخ (65 عامًا فأكثر) المصابين بالزهايمر كل 5 أعوام. للجينات تأثير في ذلك، ولكنها لا تملك التأثير الوحيد، فالحياة الاجتماعية والتمارين الرياضية والأمراض كالسكري وارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب لها تأثير لا يقل أهميةً عن الجينات.
السكتة الدماغية: تُوقف السكتة الدماغية تدفق الدم إلى الدماغ، ما يؤدي إلى ضرر في الأنسجة الدماغية يصعب عملية التفكير والتحدث والتذكر والانتباه. قد ينتج ذلك عن عدة سكتات صغيرة مع الوقت. يُعد التدخين وارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب من الأمور التي تزيد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، وهي ذات الأمور التي تسبب الخرف. يجب على من يعاني أعراض السكتة الدماغية التي تشتمل على مشكلات في التحدث وضعف في الذراع وشلل الوجه النصفي، أن يتصل بالطوارئ فورًا.
التدخين: يقلص التدخين مناطق دماغية تساعد على التذكر، ويزيد من خطر الإصابة بالخرف، بسبب الضرر الذي يلحقه بالأوعية الدموية. ويرفع بطبيعة الحال خطر الإصابة بسكتة دماغية قد تسبب الخرف الوعائي Vascular dementia. يجب على الشخص الراغب في إقلاع التدخين أن يكلم أحد المختصين.
أمراض القلب: يحدث تصلب الشرايين عندما تتراكم الرواسب في الشرايين ما يبطئ تدفق الدم إلى الدماغ والأعضاء الأخرى، ومن ثم تتعسر عملية التفكير والتذكر. وقد يؤدي أيضًا تصلب الشرايين إلى حدوث سكتة قلبية أو دماغية، وكلا السكتتين تزيد خطر الإصابة بالخرف. وحتى إن لم تكن تعاني أمراض القلب حتى الآن فالمسببات الممكنة تتضمن التدخين والسكري وارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع ضغط الدم: يزيد ارتفاع ضغط الدم من مشكلات الذاكرة ومن ضمنها الخرف؛ يحدث ذلك غالبًا بسبب الضرر الذي يلحقه بالأوعية الدموية الدماغية الصغيرة، وقد يقود ذلك أيضًا إلى السكتة الدماغية التي تتسبب بدورها في الخرف. نجد أن الأشخاص المتحكمين بضغط الدم لديهم بواسطة النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية والعقاقير المناسبة يبطئون تراجع قدراتهم العقلية أو يوقفونه.
الاكتئاب والقلق: يصعب أحيانًا تذكر الأمور أو التركيز فيها في حالة القلق أو الاكتئاب، إذ يعدان من مسببات الخرف، رغم عدم توصل العلماء إلى سبب لذلك بعد. يجب على الشخص التواصل مع طبيب أو معالج نفسي عند شعوره بأن القلق أو الاكتئاب باتا يعطلان عليه نشاطاته اليومية.
إصابة في الرأس: قد تؤثر ضربة في الرأس في الذاكرة قصيرة الأمد؛ قد تؤثر في تذكر المواعيد وتسبب شعور عدم التيقن مما قد أنجز خلال اليوم. قد يساعد الدواء والاسترخاء في الشفاء. قد يؤدي تلقي الضربات على الرأس باستمرار كما في الملاكمة وكرة القدم إلى معاناة الخرف في مرحلة مستقبلية من الحياة. إن تلقى شخص ضربةً على رأسه ففقد وعيه أو بدأ يعاني الغثيان أو الدوار أو الرؤية المشوشة، فليراجع المشفى في أقرب وقت.
السمنة: إن كان مؤشر كتلة الجسم BMI أكثر من 30 في منتصف العمر، فالشخص أكثر عرضةً للإصابة بالخرف، وكل كيلو زائد في كتلة الجسم يزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب. تستطيع حساب مؤشر كتلة الجسم على الإنترنت بإدخال الطول والكتلة. تواصل مع الطبيب ليخبرك عن الكتلة الصحية لجسمك؛ تستطيع الوصول إلى الكتلة المثالية باتباع نظام غذائي صحي والتزام التمارين الرياضية.
إهمال التمارين الرياضية: التمرين بانتظام يقلل تراجع الدماغ ومشكلات الذاكرة والخرف؛ وعلى النقيض من ذلك، يحسن الوظائف الدماغية لدى المصابين بالخرف. ليس مطلوبًا من الناس أن يركضوا في الماراثون أو أن يقفزوا بالزانة، لأن التنزه مشيًا في الحديقة والسباحة مدة 30 دقيقةً في معظم أيام الأسبوع يُعد كافيًا.
نظام غذائي غير صحي: قد يتسبب الأكل على نحو غير صحي في أمراض القلب، ما قد يسبب مشكلات في الوظائف الدماغية كضعف الذاكرة والخرف، لذلك يُعد النظام الغذائي المكون من أطباق عربية Mediterranean تناسب القلب صحيةً جدًا للدماغ، إذ تقلل اللحوم وتهتم بأصناف مفيدة كالفواكه والخضراوات والسمك والجوز وزيت الزيتون وبعض الدهون الصحية كالأفوكادو.
اضافةتعليق
التعليقات