حلمنا بدأ بمكان ، من اجل كل مكان... هكذا كان وما زال شعار مركز باهرون للثقافة والفنون الذي يحتضن نخبة من مثقفي الشارع الكربلائي، حيث اتسم بالأعمال المسرحية الرصينة والامسيات والنشاطات الثقافية.
(بشرى حياة) تأخذنا بسياحة ثقافية للتعرف عن كثب على اهم نشاطات المركز مع مؤسس المركز ومديره محسن حسن حسين استهل حديثه قائلا:
ولد مركز باهرون في ( ٢١ / ٣ / ٢٠١٧ ) يوم نوروز عيد الشجرة او عيد الام وهو من اقدم الأعياد في بلاد الرافدين، حتى اختيار اسم باهرون هو من تراث هذا البلد العظيم فباهرون مفردة آشورية مستخدمة إلى الان بمعنى مضيء، والغاية من تأسيسه هو من اجل ان تكون المنجزات الادبية والفنية بحضور دائم في المشهد الثقافي والفني لمدينة كربلاء وان توجد افكار جديدة تتناسب مع ارث هذه المدينة والبلاد.
فضاء واسع
يرى محسن ان مركز باهرون انما هو كمُ هائل من المحبين وليس المتطوعين للعمل فيه حيث اختار ان يكون مقره في حديقة عامة بعد ان حصل على موافقة الجهات المعنية بتشييده، وذلك ليكون فضاءه واسعا ومتاحا لجميع المثقفين والمتذوقين والمحبين للأعمال الفنية، وقد اقام المركز العديد من الانشطة الفنية والثقافية منها المسرحية والسينمائية وتعليم الاطفال على الرسم والأعمال اليدوية.
وحول انبثاق فكرة تأسيس المركز اضاف محسن:
ان فكرة باهرون تبلورت منذ زمن بعيد من اجل الوصول إلى اكبر عدد ممكن من المبدعين والمحبين للثقافة والفنون الذين لم تتسنى لهم فرصة الوصول إلى المشاهد الثقافية والفنية فمن خلاله استطعنا ان نصل للكثير ممن لديهم المواهب والرغبات والحب والعمل.
وقد كان مهرجان بروتا هو النواة الحقيقية لانطلاقة مركز باهرون وهو المهرجان التأسيسي وكلمة بروتا هي مفردة آشورية تعني الشجرة الوارفة الظل، حيث استقطب المهرجان العديد من المواهب الفنية الشابة اذ تنوعت نشاطاتهم بين معارض رسم للفنانين واعمال يدوية والرسم على وجوه الاطفال مع جولة بركوب الربل وقد كان جميع المشاركين من اهالي مدينة كربلاء، كما شاركت في المهرجان احدى المنظمات الدنماركية في حينها.
اعمال المركز
تبنى مركز باهرون العديد من الاعمال المسرحية الرصينة التي اخذت حيزا كبيرا في الشارع الكربلائي منها (انتروبيا ) للكاتب والمخرج علي العبادي بعدها انتج المركز مسرحية عضة كلب حيث قدمتها قناة العربي القطرية واذاعة مونت كارلو الفرنسية وهذا يدل على عمق الرسالة التي تناولها الكاتب في فكرة المسرحية والاداء المتميز للمخرج والممثلين.
ثم تعاون المركز مع الاستاذ عباس شهاب ليقدم مسرحية ( لو كنت بيننا) و (وداع الحنظل) ثم شارك في الاعمال السينمائية للمخرج ابراهيم الشذر وقد كانت اخر اعماله مسرحية (تل اللحم ) والتي تم عرضها في مهرجان ايام كربلاء الدولي على خشبة مسرح البيت الثقافي.
كما قدم المركز مهرجان (مئوية نزيهة الدليمي) والتي تعد اول سيدة تتسنم منصب وزير البلديات والاسكان في الحكومة العراقية وفي الوطن العربي والشرق الاوسط وذلك في عهد عبد الكريم قاسم سنة 1959 حيث تم تكريم (15) امرأة ناشطة في كربلاء وتقليدهن بقلادة السيدة الاولى تثمينا لجهودهن.
أحرف الأحبة
وعن الاعمال التي قدمها المركز تابع قائلا:
اقام المركز مسابقة دولية تحت عنوان (أحرف الاحبة) والتي ضمت مشتركين من داخل العراق وخارجه حيث انطلقت نسخته الاولى عام (2021) وفازت مشتركة من سوريا وفي النسخة الثانية فازت مشتركة من الجزائر، وقد تمت طباعة كتاب من رسائل المشتركين بأحرفهم الذهبية والتي كانت اكثر من( 45) رسالة مفعمة بالحب والجمال منها للوطن او للأبوين ومضامين اخرى متنوعة.
لقاء الاصدقاء
هذا وقد احتضن المركز فعاليات لطيفة تفيض بالمحبة حيث شرع بالتواصل مع ثلة من الاصدقاء الذين فارقتهم الحياة ليلتقوا بعد سنوات الفراق تحت خيمة باهرون بعناق الشوق والذكريات ليعيدوا الامجاد لأيامهم الخوالي مستذكرين اجملها واقساها مع حلقة حوار مفعمة بالود والاسئلة والاجوبة مع توزيع الهدايا والضيافة بأجواء تكللت بالسعادة.
امسية حسينية
وفيما يخص مشاركة باهرون في شهري محرم وصفر واصل محسن حديثه: يقدم المركز العديد من الامسيات الثقافية، فضلا عن الامسيات الحسينية التي تتناول قضية عاشوراء وما لها من بعد فكري حيث يمتلك جمهور متشوق لما يقدم المركز من اعمال سواء فنية او ثقافية او دينية.
واكد على ان فكرة باهرون هو الوصول الى الناس وليس حضور الناس الى المركز لهذا يقدم جل خدماته بتمويل ذاتي من قبل المشتركين الذي عددهم عشرة اشخاص اضافة الى المتطوعين.
وقال محسن عن رؤيته للمسرح الكربلائي: ان المسرح الكربلائي بتقدم ملحوظ وهذا ما شهده بحضور الجمهور واهتمامهم للعروض المسرحية، ويعول على دمج المسرح الشعبي مع مسرح النخبة اذ يمكن ان يصل لجميع المستويات الفكرية دون تمييز فمسرح النخبة له قاعدة جماهيرية خاصة وبذلك سيحجم الجمهور لفئة معينة بينما نحن نهدف الى ايصال الاعمال المسرحية الفنية التي يكمن دورها بمعالجة قضايا اجتماعية او غيرها بشكل غير مباشر لأكبر عدد ممكن من الجماهير على كافة المستويات الفكرية وحتى العمرية.
ختم حديثه: اتمنى ان يولد الحب في قلوبنا جميعا فهو لغة ثانية تنفض غبار الضغينة والحسد وكل احساس سيء يترك ندوب في قلوب الاخرين لنعيش بعدها بسلام آمنين.
اضافةتعليق
التعليقات