كرامة الأنسان جوهرة ثمينة والتي تثمر من خلال التصرفات والسلوكيات وتكون واجهة جبارة ومشرقة للمجتمع وبالأخص الإنطباع الذي ينتج عن مواطنيه في الأصداء الدولية والعالمية وإن كانت الدول الناجحة إقتصادياً والتي رسخت جذورها دون الأنتظار لإعانات دولية أو مساعدات من منظمات ومؤسسات وحتى إتفاقيات دوليه لها صدى وسمعة ويشهق المرء تعجباً عند ذكر أسمها وتجربتها.
الطبيعة مصدر ثروة كبير وحتى الأنسان هو مصدر مهم ويعد الأثمن وذلك لأنه مصدر لصنع الأفكار وبذات الوقت يد عاملة ومؤسس بما وهبة الله من فضله من العقل والجسم والارادة، لكن نراه مغموس في الكسل والحرص على عدم تقديم جهد أضافي أو ربما الجهد الذي من المفروض أن يبذله لكي يكون الناتج الذي يحصل عليه أو منفعه حلالا.
تغيرات طرأت في مجتمعنا واقترنت مع التغيرات السياسية والأوضاع الجديدة كهدر الثروات وعدم أستغلال أي من الموارد بشكل منظم وأيجابي فخلق جيلاً من الكسالى، فتجد أن هناك ظواهر كثيرة رست على الجرف كالتسول، التسليب، السرقة، النصب وبإضافة إلى الكسل والاهمال لذوي المهن والموظفين بنسب تتفاوت من فئة لأخرى أو من شخص لآخر.
يمكن القضاء على هذه الظواهر بأساليب تتضمن مراحل وتكون أول مرحلة منها تثقيفية، الإشارة إلى ضرورة ممارسة الرياضة والمشي فطبيعة الطعام والمناخ في العراق يشجع على السمنة ونرى أن هناك كثرة الشكاوى من الكرش والبدانة في حين يمكن الأستغناء عنها بالرياضة والعمل بدلا من الكسل والخمول وتصفح الانترنت الغير مجدي، هذه لشريحة معينة.
وأما ممن يمتلك مهنة ولكن الكسل مسيطر عليه فلا بأس من أن يقارن حاله إذا فقد عمله بسبب التقصير، هنا لا بد وأن يراجع الطريقة التي يثمن بها وقته وثمرة عمله إن كانت منتجة أو لا، وكذلك يمكن الأستفادة من تجارب حصدت نتائجها بالنجاح وتكللت بالأيجابية كما في التجربة السويسرية في رعاية كبار السن وساعات الخدمة الأجتماعية، فكل شخص يمكنه أن يستثمر وقت فراغه مثلا ساعتين لمرتين في الأسبوع ويواظب على هذا المنوال لعدة سنوات وكل الوقت والخدمات التي يقضيها تضاف إلى رصيده ولكن رصيد مادي كمبلغ من المال ولكنه ساعات أيضاً في حال اذا أحتاج العناية أو رفقة في مرض أو عند الكبر في دار المسنين.
هذه تجربة تحفظ كرامة شريحة أفنت عمرها عطاءا للمجتمع ولأبنائها ألا وهم كبار السن ونجحت في المجتمع السويسري وحصدت ثمارها بأيجابية، ولكن علينا أن نلقي الضوء بأن أستخدامها دون تعديل قد يكون غير مناسب وفعّال وذلك لما يتشكل عليه تكوين المجتمع العربي وعاداته التي ترفض وجود شخص غريب لرعاية أحد المرضى في البيت وخاصة إذا كان المتبرع للخدمة رجل والمريضة أمراة، ولكن هناك أساليب ممكن أن نعمدها لحفظ كرامة كبار السن مع وجود من يرعاهم من ذويهم أو بدونهم حتى وإن ظهرت نماذج تعد بقع سوداء في لوحة الأخلاق العربية لأفراد عاقّين رموا ذويهم في ملاجىء المسنين.
كما وهناك شريحة تحتاج إلى تركيز وإعادة تأهيل وهم المتسولين وبخاصة الذين تندرج أعمارهم من الأطفال _المراهقين _وحتى الشباب فبقيامهم التسول يعد هدراً لطاقة شبابهم وعكس حالة من الكسل وكذلك إضفاء صورة سلبية للمجتمع في تواجدهم في الشارع وما قد يجرهم إلى مشاكل وإنخراط في نشاطات اخرى.
يمكن طرح مشاريع لاستيعابهم وتمكينهم من تعلم مهنة أو صنعة من شأنها أن توجههم لخدمة انفسهم وكفالة عيشهم بكرامة وكذلك خدمة المجتمع الذي تذمر وعلا انينه من الإهمال وهدر الطاقات وهو يعج بالخيرات ويزخر بالمواهب والمبدعين وهذا ما يزيدنا تحسراً، نظرة إلى شبابكم والوقت فهما لايتكرران.
اضافةتعليق
التعليقات