دائماً ما نقول أنّ لدى الشباب طاقات وقدرات هائلة، وسرعان ما يتسلقون سلم النجاح. لكن كما أنّ لديهم هذه الكمية الكبيرة من الطاقات؛ لديهم مشاعر جياشة وغزيرة لا يمتلكها بهذه الكمية الهائلة من تقدم به العمر..
تفوق طاقاتهم البدنية طاقات المسنين الذين هم ذوو طاقات روحية تتحرك إذا سلكت طريق الحب على نحو أسرع..
في "الحب" يكون مسيرهم قفزاً ووثوباً وطيراناً! لا مشياً متأنياً كما هو حال المسنين، وسرعان ما يبلغون الغاية. تجدونهم إن أحبوا شخصاً بصدق، أحبوه بشدة وأبرزوا له ما يكنون له بأقوالهم وأفعالهم. يسعون ليرون المحبوب سعيداً بل وإذا رأوا عليه كدراً تألموا.
هذا أمر محمود أن نحب الآخرين ونبرز لهم ذلك، لكن، لم لا نكرّس مقدار عظيم من هذا الحب "للإمام" (روحي وأرواح العالمين له الفداء)؟!، فهو أحق بـ هكذا حب عظيم وغزير من نوعه، وهذا لا يعني أن من الخطأ أن تحب زوجتك/زوجك وأهلك وأصدقائك وأطفالك لكن الإمام هو أفضل البشر وأودهم وأرحمهم عليك ومركز دائرة الإمكان وكلما ازداد محبة الإنسان لمقام ولي العصر (عجل الله فرجه) كانت إنسانيته أقرب إلى الكمال!.
ذلك أن المحبة للإمام (روحي له الفداء) هي نفسها المحبة لله تبارك وتعالى، وقد ورد في نص
"الزيارة الجامعة" الشريفة: "من أحبكم فقد أحب الله".
فعندما تهب له هكذا حب سيرد لك هذا الحب أضعاف مضاعفة.. وعادةً ما تكون "النساء" إذا سلكن سبيل الكمال الروحي بجد أكثر توفقاً من الرجال في الفوز بانكشاف الحجب..
ذلك أنّ النساء أرهف عاطفة وأوفر رحمة وأشد حياء وأرق قلباً.. وهن أكثر إستعداداً لخروج حب الدنيا من قلوبهن مما لدى الرجال. وهناك دلائل على هذا يطول بيانها.
فينبغي على سالك طريق العشق أن يكثر ذكر الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ويتّسم بالدقة في أداء وظائفه، فهكذا يصبح موضع عناية من الإمام بقية الله (عجل الله فرجه الشريف).
نعم، الإنسان إذا أراد.. فإنه سيتقلب دائماً في المعجزات وينال كل ما يشاء! ويكون كما في الحديث القدسي الذي يقول الله (عز وجل) فيه: "عبدي أطعني تكن مثلي: تقول للشيء كن.. فيكون، وتقول للشيء: لا تكن.. فلا يكون".
سوف تغدو أنت كذلك من هذا النمط، إن سلكت طريق العشق المهدوي. أما الذي يود لو بقي على عمى قلبه ويظل ماكثاً في الجهل المركب إلى أبد الدهر فهذا له بحث آخر.
إنه لم يفهم معنى "الإنسانية"، ولم يدرك الهدف من وراء الخِلقة ، ولم يعرف الحقيقة والواقعية.
ولا تنشّق عطر المحبة الحقيقية ولا عاينها!. والإنسان العاقل والواعي يرى بعين قلبه أن ولي العصر (عجل الله فرجه الشريف) حاضر وناظر..
اللهم عجل في فرج مولانا إمام العصر وناموس الدهر قطب دائرة الإمكان، الحجة بن الحسن العسكري (صلوات الله عليه).
اضافةتعليق
التعليقات