في فضاء المواهب تتعدد العطاءات والمنافع ولكنها بمجموعها تشكل رياضاً زاهرة يتمتع الانسان بكل ثمرة فيها، ومن هذه الثمار ثمرة الكتابة والتأليف.
عالم الكتابة ذلك العالم الحافل بالمعاني والقيم الذي يمنح لصاحبه حرية الابداع بما تخطه أنامله ليحلق بالقارئ في فضاءات لا متناهية من البوح الذي يأسر القلوب والألباب.
عالم أبدع فيه الصغير والكبير... فكم من مبدع قدم للبشرية أعمال فريدة في مرحلة الشيخوخة كالأديب الفرنسي فيكتور هيجو الذي كتب مجموعة من أفضل قصائده في مرحلة متأخرة من حياته..
فالكتابة تجعل من مرحلة الشيخوخة حياة منتجة مثمرة فيها شعور بالرضا والسعادة لمن تظلل في ظلالها، ذلك لأن السعادة تطالب الانسان بالحركة والعمل لا كما يتصور البعض بأن السعادة هي الركود والجمود.
وغير ذلك من ثواب عظيم إذا وظفت الكتابة في سبيل الله ولنشر التعاليم الدينية لاسيما ان الاعلام المناوئ يعمل ليل نهار لتشويه الحقائق.. ولم يغفل الاسلام عن هذا الجانب بل اهتم به أشد الاهتمام فكانت لسيدة نساء العالمين عليها السلام (مصحف فاطمة)، وروايات عديدة قد حثت على الكتابة، عن أبي عبد الله عليه السلام: "أكتب وبث علمك في إخوانك، فإن مت فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي على الناس زمان هرج ما يأنسون فيه إلا بكتبهم".
فحري بالمرأة المؤمنة أن تقتدي بسيدتها فاطمة عليها السلام بهذه الوظيفة العظيمة وما أحوجنا اليوم إلى كاتبات يلتمسن خطى الزهراء عليها السلام كي نخلق طفرة نوعية في عالم الكلمة.
وقد أثبتت كثير من النساء قدرتهن على التأليف والكتابة فبرعن في هذا المجال وتنافسن مع الرجال بل فقن الكثير منهم.. فدور المرأة في الكتابة لا يقل عن دور الرجل.
فيا أيتها المرأة أن تكوني أنثى ذلك تكوين، وأن تكوني اعلامية فتلك مسؤولية، وأن تكوني اعلامية وملتزمة فتلك رسالة مقدسة في حياة كل امرأة واعية عرفت حركتها في الحياة وأدركت أن للكلمة ضريبة وأن للبيان ثمن..
لذا علينا أن نعلم بأن مسؤولية القلم مسؤولية جليلة لا ينبغي التقليل أو الاستخفاف بدورها في حركة الحياة لأنها رسالة الحاضر، وأرشيف المستقبل وبها تسمو الحضارات وتبنى الأمم..
وعلى جميع الكاتبات أن يشهرن سيف القلم الصادق ليسطرن أروع صفحات العلم والمعرفة وينقلن خبراتهن إلى الأجيال المتعطشة الظامئة للنهل من معين العلم الحقيقي.
اضافةتعليق
التعليقات