عام بعد عام يتزايد زوار زيارة الاربعين وهم يلبون نداء الحسين تراهم كالحجيج كلهم يهرعون صوب كربلاء الحسين وبصوت واحد ينادون يا حسين من اقصى البلاد ومن جميع انحاء العالم عرب واجانب على خطوة واحدة وصوت واحد لبيك يا حسين تحت راية واحدة وعبرة خالدة..
وفي الطريق الى كربلاء الحسين ترى الخدمات المقدمة الى زوار ابي عبد الله الحسين تفوق الخيال والتوقعات طريق مليء بجميع الخدمات وجميع وسائل الراحة سواء من الناحية المعنوية او المبيت والعلاج، اما من ناحية الغذاء فقد توزعت المواكب الحسينية على طول الطريق لتقديم ما لذ وطاب من الغذاء بأشهى الاطعمة والذ النكهات فمن يسير الى كربلاء لا يشعر بالجوع في ذلك الطريق المنير ولن تشتهي نفسك شيء، لا تجده كل ما لذ وطاب متوفر في طريق ياحسين..
ولكن هنالك مجموعة من الشباب قرروا ان يغذوا زائرين ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) بغذاء مختلف طعمه الذ وقيمته اغلى انه غذاء الروح والفكر قرروا ان يغذوا حجيج كربلاء بفكر الامام الحسين بمبادئ الامام الحسين بأخلاق الامام الحسين قرروا ان يزرعوا دروب الزائرين بأجمل العبارات ويضيئوا افكارهم بالعبر والدروس ويفتحوا لهم افاق جديدة.
وهو ما فعله مخيم الراية الثقافي الذي هو عبارة عن موكب ليس كبقية المواكب له اضاءة مختلفة ونبرة جديدة تنبئ بجيل لمستقبل مشع ويحمل فكر له بذور جميلة.. متكون من شباب جامعيين من عدة محافظات عراقية اجتمعوا تحت راية ابا عبد الله وهم على يقين بمبادئ الامام الحسين عليه السلام خاصة في وقتنا الحاضر الذي يتعرض فيه زوار ومواليين اهل البيت عليهم السلام الى هجمات اعلامية كبيرة لتشويه المبدئ الحسيني. بجميع الاساليب وكلنا على علم ويقين ان الحرب تحولت من حرب سيوف الى حرب افكار من خلال تسويس افكار المجتمع وادخال افكار دخيلة في اذهان شبابنا.
وهذا ما بينه لنا المخيم من خلال البوسترات المنتشرة داخل المخيم والتي تتحدث عن الحرب الناعمة وكيف ان الشباب الجامعيين هم ضباط الحرب الناعمة امام مؤامرات الغرب وكيف الاعلام الغربي يغسل ادمغة الشباب. ايضا يتوفر في المخيم رغم امكانياته البسيطة ولكنها كبيرة في معناها ركن خاص لتسلسل زمني عن اعداء مواليين اهل البيت او بصحة القول اعداء اهل البيت في كل زمان ومكان وبكل رقعة من العالم يتواجد بها محبين ال البيت يكون هنالك معادين وناس يحاولون تشويه مبادئهم عليهم السلام.
والجميل بالأمر ان كل ركن في المخيم يتحدث عن قضية معينة بتسلسل جميل ومترابط ويوجد بكل ركن شاب يقف ويشرح الى الوفود معنى هذه اللوحات وكيف هي مؤثرة على عقول الشباب. وكيف يجب ان يقاوموا هذه الاساليب الدنيئة.
المخيم تأسس منذ عام 2014م وهو خاص بزيارة الاربعين هذا ما اكده احد الشباب المؤسسين له، وهو مكون من ادوات بسيطة وافكار كبيرة فأغلب ادواته هي من اعمال الشباب اليدوية وتبرعاتهم المالية ويوجد ثلاث مخيمات على ثلاث طرق يمر من خلالها زائرين الامام الحسين عليه السلام وهي:
الاول طريق بغداد- كربلاء عمود721
الثاني طريق نجف- كربلاء عمود 1152
الموقع الثالث الحلة- طريق ابي غرق عمود 161
وقد اكدوا بعض الشباب الذين قاموا بتأسيس هذا المخيم الراقي الغاية او الاسباب الاساسية من اقامة هذا الصرح الثقافي الكبير من حيث المعنى وهي:
1/ نشر الفكر الحسيني عليه السلام بالصورة الصحيحة.
2/ ربط احداث الامام الحسين وثورته عليه السلام بالواقع.
3/ فضح اعداء المواليين لشيعة امير المؤمنين واساليبهم الخبيثة في تشوية المبادئ الحسينية.
4/ الدفاع عن المرجعية الحكيمة وقراراتها.
5/ مواجهة عدونا الذي غير مجرى الحرب من عسكرية الى فكرية بنفس اساليبه.
9/ تنشئة جيل واعي ومثقف وقوي العقيدة.
لكن ما يحزنني ان هذا المخيم قد اقيم منذ حوالي اربع سنوات ولم يوجه الضوء صوبه من خلال قنوات الاعلام او مواقع التواصل الاجتماعي لماذا ننشر فقط القضايا السيئة ولا نلتفت الى مثل هكذا مبادرات راقية وكبيرة ونمد لها يد العون وندعوا الشباب لزيارتها لتعم الفائدة الى الجميع. وعلينا ان نسير ونشجع طريق هؤلاء الشباب كل واحد من موقعه وعلى القدرة التي يستطيع ان يقدمها للتغيير ولو بشيء بسيط يؤثر في اصلاح المجتمع.
ويبقى طريق الامام الحسين عليه السلام طريق النور الذي يجمعنا.
اضافةتعليق
التعليقات