تحتل المرأة العراقية مكانة كبيرة في المجتمع العراقي بصورة خاصة والعربي والغربي بصورة عامة فقد شغلت حيزا كبيرا في النقاشات اليومية سواء النقاشات السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية وغيرها.. كونها نموذجا رائعا في الصلابة والصمود والشجاعة والتضحية.. حيث رسمت اروع صور البطولة والفداء بجميع المراحل التي مر بها الوطن وجميع الحروب التي خاضها العراق..
إضافة إلى أنها قدمت الاب والاخ والزوج والابن فداء لأرض العراق ومعاناتها من مرارة الحرمان والترمل وتيتيم أطفالها، هي ايضا تعرضت للاعتقال والسجن وشردت واغتصبت وسبيت وتهجرت وتعرضت لشتى أنواع التعذيب والقتل. فقد وصل الحال بالنساء في زمن داعش الارهابي ان يكونوا اداة لتجنيدهن في الأعمال الإرهابية أو ما يعرف بـ "ظاهرة الانتحاريات".
لم تكسر هذه المعوقات المرأة العراقية لا بل زادتها قوة واصرار للنجاح فنراها كجبل شامخ متصدرة جميع جوانب الحياة واثبتت جدارتها في الحياة العامة والسياسية والحياة الاجتماعية والاقتصادية ففي الحياة العامة نراها الأم القوية التي تواجه كل مصاعب الحياة بقوة وابتسامة، وفي الحياة الإقتصادية المرأة في العراق اخذت مكانة متصدرة في فتح المشاريع الخاصة والعمل حتى ان اغلب المؤسسات تحتوي على نسبة النساء العاملات اكثر من الرجال فهي تمتلك اصرار للنجاح وتعمل بكل جد ومثابرة .
ليس هذا فقط كان للمرأة دور فعال وكبير في الحرب على داعش فلم تبقَ مكتوفة اليد لا بل ساهمت مساهمة فعالة في طرد داعش الارهابي من العراق وفق ماتناقلته وكالات الانباء المحلية والعالمية وخير دليل على ذلك نساء مدينة امرلي اللاتي حملن السلاح ودافعن عن ارضهن بكل قوة وشجاعة وبسالة. وام قصي المرأة العراقية التي منحتها الولايات المتحدة الامريكية لقب واحدة من اشجع عشر نساء في العالم لعام 2018 وذلك لموقفها المشرف من انقاذ مجموعة من الجنود العراقيين من مجرمي عصابات داعش الإرهابية، وهنالك الكثير من القصص والصور البطولية المشرفة للمرأة العراقية.
وفي الجانب السياسي أصبحت نواة أساسية فخاصة بعد عام 2003 كان لها حضور ملحوظ ودور فعال في المعترك السياسي حيث كانت المشاركة النسوية العراقية بنسبة 25 % داخل البرلمان العراقي ونيلها ستة مقاعد وزارية. والسماح لها الدخول في الانتخابات ونزولها ساحة التنافسات الانتخابية ولا ننكر ان بعض البرلمانيات حققن نجاحات وكانت لهن بصمات مؤثرة في البرلمان العراقي بحسب ما بينه بعض المختصين بالشؤون السياسية.
ولكن مع هذا بقي حضورها خجولا وليس له مساحة واسعة وذلك لوجود عدة معوقات منتشرة في المجتمع العراقي التي وقفت حاجزا امام دور المرأة العراقية في السياسة وأمام توليها مناصب عليا في الدولة مثل رئاسة الدولة نذكر منها:
1/ بعض المختصين يرون ان ضعف دور المرأة في الجانب السياسي بسبب دخولها الى قبة البرلمان عبر الاحزاب والتكتلات البعيدة في برامجها عن مطالب المرأة، وهذا الأمر يؤدّي إلى تشتّت أصوات النساء وفقدان تأثيرهنّ في الحياة السياسية.
2/ يعود السبب بالأول والأخير الى مجتمعنا الذكوري الذي يقف حاجزا أمام تقدم المرأة وتصدرها في المناصب السياسية العليا كرئيس الدولة أو حتى رئيس الوزراء.. أن مجتمعنا الذكوري لا يتقبل فكرة أن تكون المرأة مترأسة عليه وهي من تصدر القرارات.
3/ الأعراف المجتمعية خاصة ونحن مجتمع لاتزال الاعراف مرتبطة به والتقاليد العشائرية التي تمنع المرأة من أن تكون صاحبة قرار حتى في منزلها فكيف إن كانت رئيسة وزراء أو رئيسة جمهورية.
4/ الفهم الخاطئ للدين الاسلامي والذي اثر بصورة سلبية على السلوك السياسي للمرأة بالرغم من أن الدين الاسلامي ينظر الى مجالات العمل السياسي كافة يباح شرعا أن يتولاها من هو أهل لها رجلا كان أو امرأة.
أخيرا أود أن أنوه إلى أن رفع مستوى المرأة العراقية والترفع بمناصبها السياسية وتوليها مناصب قيادية. يحتاج إلى وعي حقيقي بدورها وقيمتها والايمان بمشاريعها وقراراتها. وهذه المهمة تقع على منظمات المجتمع المدني والمنظمات التي تدافع عن حقوق المرأة التي يجب ان تتحرك صوب هذه المهمة وتعتمد طرق وآليات تساعد على التغيير الجذري في جعل المرأة قادرةً على تبوُّء المناصب والوصول الى المواقع القيادية. لأن المجتمع العراقي بحاجة ماسة جدا الى مشاركة المرأة في جميع المجالات التنموية والاقتصادية وبما فيها السياسية لتحسين الحياة وتوفير بيئة عمل ممتازة تعمل على تطوير البلد في جميع المجالات.
اضافةتعليق
التعليقات