جو من الظلام يغيم على الجميع وصوت الأبواب وهي تصارع ايدي الداخلين والخارجين كلها تجمعت تحت ايدي نافذتي التي تعشق صدى الألم..
وجع عقيم يصرخ الحياة وانا كلعبة مللت يد الطفلة التي تشدها يمينا ويسار، تمتمت مع نفسي ماذا لو غادرتها وماذا لو اعلنت حدادها فهي وان أسأت اليها لاتشعر فماذا لو اسديتها معروف الحرية وجعلتها تحلق بين السحب ربما ستكون سحابة جحيم او رحمة لكن في النهاية هي حرية من هذا الجسد الهزيل البالي ولكن في نهاية تفكيري العقيم هذا اجد نورا يصرخ في وجهي (مرة اخرى يامريم، مرة اخرى) اوه انه ذات الشخص مجددا سأخبره بكل شيء هذه الليلة بكل شيء فلااستطيع تحمل هذا الألم وحدي.
بدأت النوافذ مجددا تصرخ الوجع وتصدر اصوات اشباح الصامتين بل هم ذاتهم الذين يصرخون داخل نفسي (الى متى يامريم، متى ستغادرين) نعم ياغريب هذا مايصرخونه داخل انفسهم فيبعث على شكل اشارات الى ذاتي الميتة ربما انت الوحيد الذي تستمع الى لغتي الصامتة ثم امتثلت امام مرآتي فوجدت عيناي قد اقتحمهما السواد حتى اصبحتا كالوحل المتعب من عجلات السيارات وظهر ضعف لم أره من قبل على شكل خطوط احتلت ماتحت الجفن، هل كبرت ياترى؟.
دقت الساعة الثانية عشر انه موعد الضمير او هو مجرد شبح يتكلم داخل رأسي المتعب، مجددا بدأ بالصراخ (حرري نفسك يامريم الى متى هذا الحزن على الوهم ستذبل زهرة عمرك التي ترينها محض عشب يابس استيقظي فالايام لاتنتظرك) احيانا تصدر اصوات داخل انفسنا نظن انها اشباح لكن لوهلة نكتشف انها انفسنا تصارع حتى اخر لحظات الموت وتنتظر منا ولو حركة واحدة لتنتفض وتعلن الحرية، حرية بجسد جديد تستجد خلاياه مع كل ابتسامة تولد من رحم الألم.
يقال ان اعظم شعورين هما الحب والخوف ويشكلان اساسا لكل الاحاسيس الاخرى وشعور الخوف الذي يصدر منه كل المشاعر الصعبة والتشتت واحيانا نجد انفسنا دخلنا في دوامة قد تأخذ بنا نحو الهلاك فنفكر بالتحرر من اجسادنا بدل ان نتحرر من خوفنا الذي هو مصدر كل مايجعلنا نفكر بطريقة للتخلص من انفسنا بدل من التحرر من السبب الرئيسي.
مصدر الخوف
يأتي الخوف من ثلاثة مصادر: الماضي والحاضر والمستقبل، ومايولد الخوف هو حدث آني يجعل مشاعرنا تتشتت حتى لو كان موضوعا بسيطا لكننا نبدأ بالبحث عن الاسباب في الماضي ونمدها بأفكار تخيلناها تحدث مستقبلا وهنا تكتمل لدينا الفجوة المظلمة وتكون جاهزة لتستقبل اجسادنا بظلمة صدر وشيئا فشيئا نجدنا قد تهنا بين المجرات الثلاثة لانستطيع الوقوف عند واحدة او نتخلى عنهن جميعا. وبسهولة لايمكن ان نغير الماضي حتما ولكن يمكننا قلب مضمار الألم هذا وجعله تجربة فحتما هو لن يعود لكنه دون ادراك يمد عقلنا الباطن بتجربة لايستهان بها.
كيفية الاستفادة من الماضي للتخلص من الخوف؟
1-تخيلوا أنكم في ذات الموقف المؤلم الذي مررتم به وتذكروا كل كلمة حصلت وكان وقعها في الصميم وما الذي تمنيتم لو انكم فعلتموه بدل تصرفكم في هذه اللحظة.
2-تخيلوا انكم عشتم الحالة نفسها لكن هذه المرة بالطريقة التي ترغبوها انتم وبالردود التي تمنيتموها أعد ذلك عدة مرات وكأنه مشهد تلفزيوني انت تتحكم به وشاهد ماذا سيحدث، ثم قم بإعادة المشهد بسرعة اكبر حتى تشعر انك اجدت هذا الكلام واصبح داخلك قويا كفاية لينطقه على الواقع.
3-عندما تشعرون بالرضى الآن او بتحسن بدأ بالانتشار داخلك توقفوا عن التخيل لكن تأكد أن عقلك الباطن قد نسخ هذه الاحداث وترجمها على شكل كلمات لمواجهة هكذا مواقف مرة اخرى.
للتو قد تعلمتَ طريقة استغلال الماضي وترجمتهَ بأسلوب ينفعك مستقبلا، هذا مجرد تمرين بسيط يقوم بفصل النفس عن الخوف، فأهم الوسائل التي يمكن اتباعها للفصل هي أن تعيش الحالة نفسها بل تقيمها وتقدم لها الحلول بنفسك حتى يسيطر طابع القوة على نقطة الضعف داخلك. فالخوف في بادئ الأمر هو الذي يجعلكم تدخلون الدوامة وهو كالإشتراك بلعبة وعند الخسارة يتكون الانكسار أما حالة الفصل هو أن تكون كاللاعب الإحتياطي الذي يشاهد بوضوح اكثر دون اي ضغط نفسي فيحللها بشكل أجدر وطريقة سليمة اكثر.
تذكروا دائما أن تنظروا لكل شيء يمر وإن كانت لحظة حنين اعيدوها داخل انفسكم واختبروا لحظة ان تكونوا مشاهدين لشريط الفلم الذي حصل وتحليل كل شيء لتجنب مالم تنتبهوا عليه، فالأيام المقبلة ومهما كانت طريقة تذكركم للتجربة حاولوا الانتقال للجهة الاخرى ورؤية ردود الفعل بوضوح اكثر، ولكن قبل كل شيء عليكم التذكر أن أهم شيء هو أن تكون رغباتكم واضحة ومحددة ولايسيطر عليها التردد فهو كالحبل المتين الذي يسحبك من النور إلى العتمة، كن انت الطير بدل ان تكون صيادا فاشلا يحاول اقتناص الحرية عبثا ودفنها في محيط الخوف، لاتتوقف أبدا بين عجلة الوقت والصبر يوشك على النفاذ، كن انت الوقت والصبر سيكون حليفك، فالأيام زهور ومواسم فحافظ على أوراقك واجعلها تجدد نفسها مع كل موسم.
اضافةتعليق
التعليقات