الاهتمام بالشكل والمظهر أحد الأمور التي شغلت بني البشر، ولعل المرأة كانت السباقة لهذه الرغبة كونها تمثل عنصر الجمال لكل العصور، وبمرور الزمن تزايد الاهتمام بالمظهر الجميل والجذاب وتساوى هذا الاهتمام بين الجنسين.
وتعد حلاقة الرجال من أقدم المهن التي امتهنها الإنسان لأنها تزيد من جماله وتضفي عليه هنداما لائقا ومرتبا ويكون أكثر تقبلا بين الناس، وارتفعت الحاجة لهذه المهنة مع تقدم الحياة حتى أصبحت حاجة ماسة وضرورية خصوصا مع التطور والتقدم التكنولوجي الذي وفر أنواع المعدات ومستحضرات التجميل من كافة المناشئ فأصبحت صالونات الحلاقة معدة بشكل متطور وتقوم بعدة أعمال كلها تهدف لجعل الزبون يخرج راضيا وسعيدا بشكله الجميل.
مقارنة بين الماضي والحاضر
- كيف كانت الحلاقة في الماضي؟ أجابنا عن هذا السؤال الحلاق أبو مرتضى الذي ورث مهنة الحلاقة عن والده قائلا:
كثيرا ما روى لي والدي كيف يطوف الحلاقين أيام زمان في الأزقة والدرابين يحملون حقيبة جلدية أو صندوق خشبي فيه بعض الأدوات البسيطة تتكون من (مكينة حلاقه يدوية, مشط أو أكثر، شفرة حلاقة، مستحد، سير جلد لشحذ الموس (قايش)، كاسة صغيره , قطن، (تنتريوك) للتعقيم، فرشاة حلاقة، فرشاة تنظيف، صابون حلاقة، منشفة صغيرة، عطر( قولونيا)، مقص أو أكثر) ويجول في الأزقة مناديا: حلاق.. حلاق.
وكان سعر الحلاقة لا يتجاوز( 10 فلوس) للكبار و(عانه للصغار) وعادة ما تكون على الأرض أو على مكان مرتفع (دكه) أو كرسي ان تيسر أما الآخرون من الحلاقين فقد كانوا مستقرين في أماكن محددة على الأرصفة قرب المحلات ومراكز تجمع الناس... كانت للحلاقة أنواع وموديلات كما هو الحال في كل الأزمنة، واليوم أصبحت الحلاقة من المهن المعتبرة والتي تدر واردا ماديا جيدا لأصحابها ودخلت إليها التكنولوجياالحديثة في (الأدوات والشفرات والتعقيم والكريمات وقناع الوجه وصبغ الشعر وحفر خطوط وكتابات وأنواع قصات الشعر يسمى ستايل) حسب رغبة الزبون، ويقدم الحلاق أفضل الخدمات لكي يكسب الزبون.
- وأجابنا الحلاق وسام نجم قائلا:
سابقاً كان يطلق على الحلاق ب (المزين) وعند النساء كان يطلق عليها (الماشطة) وليس لدى المزين مكان خاص به كان متجولا وهو من يقوم بختان الأطفال يسمى( المطهرجي).
هناك ما يقارب ( 600) صالون حلاقة في كربلاء المقدسة
- وعن سبب انتشار صالونات الحلاقة أجابنا الحلاق سيد أيمن قائلا:
يعود إلى أسباب عدة منها تزايد الرغبة لدى الشباب في ترتيب أنفسهم ووجود معاهد لتعليم الحلاقة التي ساهمت بانتشار هذه المهنة والتعلم من الفيديوهات الموجودة في الانترنت لمن يرغب في تقليد شخصية رياضية أو غيرها من الشخصيات المشهورة في قصة الشعر وكذلك توفير منتجات التجميل والأدوات الحديثة المستخدمة في صالونات الحلاقة وقد ظهر مصطلح في الآونة الأخيرة يسمى (كوافير).
- هل تعتبر مصدر رزق جيد؟
نعم، أصبحت مصدر رزق، فإن الحلاق الجيد يعمل بنظام الحجز المسبق وهذا ما ساعد على انتشار صالونات الحلاقة في جميع المحافظات ففي كربلاء المقدسة مثلا ما يقارب ( 600) صالون حلاقة.
- متى تأسست أول جمعية للحلاقين؟
أسست أول جمعية للحلاقين في العراق عام (1929) وقد أسسها مجموعة من الحلاقين الشباب وهي أول جمعية مهنية وكان من ابرز ما حققته الجمعية هو إنشاء صندوق مساعدة للحلاقين العجزة وكبار السن.
- والسؤال نفسه وجهناه إلى الحلاق أسامة بشير ماهي أسباب انتشار صالونات حلاقة الرجال؟
حيث قال:
اهتمام الشباب بالمظهر الخارجي، ظهور الموضات الحديثة، اعتبارها مهنة منخفضة التكاليف وذات مردود مالي جيد.
- كيف ساعدت المعدات والتكنولوجيا الحديثة في هذه المهنة؟
ساعدت المعدات الحديثة وخاصة مكائن الحلاقة من خلال سهولة وسرعة العمل ولكافة مستويات الشعر وظهور الأصباغ ومواد التسريح كالجل والكرياتين وغيرها مماكان له دور ايجابي بسهولة الحلاقة.
- ما سبب الربح الجيد في مهنه الحلاقة؟
يعود الربح الجيد إلى عدة أسباب منها إن أكثر الأشخاص يذهبون إلى صالونات الحلاقة كل أسبوع خلاف ما كان عليه في السابق والسبب الآخر هو ارتفاع أسعار الحلاقة مما كان له دورا ايجابيا في زيادة الوارد.
-كيف يروج لهذه المهنة؟
يتم الترويج لها من خلال الدعاية أولا أو عن طريق اللوحات الإعلانية ومن ثم الترويج لها عن طريق الحلاق نفسه من طريق القصات والاعتناء بها وإخراجها بطريقة سليمة تعجب الناظرين وهذا هو الإسلوب الصحيح في الدعاية.
- يقال إن ما يقارب ( 600) صالون حلاقة في كربلاء المقدسة هل هذه النسبة صحيحة؟
نعم، صحيح فصالونات الحلاقة الرجالية في تزايد مستمر وكذلك صالونات الحلاقة النسائية.
اضافةتعليق
التعليقات