يعتبر مرض الكآبة من أشد أمراض العصر فتكاً بالشباب، ويعتبر مرض من أمراض العصر، إذ قد يكون قلة هم الشباب الذين لم يعرفوا في ربيع العمر حالات من التوتر، أو الاحباط، بل أن البعض يذهب إلى حد السؤال عما إذا كان هنالك ما يدعو للتفاؤل في الحياة!.
الاكتئاب النفسي: مرض عصبي مثل كل الأمراض العضوية ينتج عن خلل كيميائي يصيب المخ، ورغم إنتشاره بشكل كبير والخوف الغير مبرر من أعراضه إلا أن إمكانية علاجه ليس بتلك الصعوبة.
أعراض الاكتئاب: هو الشعور العميق بالفراغ، والحزن، وفي حالات كثيرة ترافق الاكتئاب بعض العوارض الجسمانية. مثل آلام الظهر أو ارهاق دائم ويشكي المريض من العصبية، والتوتر، والمزاج السيء.
وغالباً ما يسبق المرض حالات إرهاق وحزن سببها قد يكون وفاة أحد أفراد العائلة أو خسارة أحد الأصدقاء أو بعض الأمور العاطفية الأخرى أو قد يكون ارهاق جسدي، ونفسي، ومهني، فنجد الشاب المكتئب يفقد الاستمتاع بِمباهج الحياة، والأفكار التشاؤمية تُسيطر عليه ويجد صعوبة في التركيز، وفي أسوأ الظروف قد لا يستطيع مزاولة حياته اليومية، وفي بعض الأحيان قد تؤدي هذه الأفكار الى وضع سيء جدا ًبحيث يفكر الشاب أو المراهق بأفكار انتحارية.
ومن الأسباب الأخرى للاكتئاب هو العامل الوراثي فحسب الإحصاءات الطبيعية فإن حوالي ثلثي المصابين بمرض الاكتئاب لديهم أفراد في العائلة أو أقرباء أصيبوا بالمرض فهناك أدلة متزايدة على الاستعداد الوراثي للتشاؤم وحتى الاصابة بمرض الأكتئاب.
هل الأكتئاب النفسي قابل للعلاج؟
من حسن الحظ أنه يمكن علاجه وقد يكون المريض وحده قادر على الخروج من هذه الأزمة ولكن بعض الحالات قد تحتاج الى معالج نفسي، ويلجأ الى الطبيب بعد أن تكون الحالة قد استعصت، وزادت شدتها.
إن العائق الوحيد أمام علاج ناجح للأكتئاب النفسي هو
(الخجل من اللجوء إلى الطبيب) فيما اذا احتاج المريض لذلك، بسبب شعوره بالحرج من المجتمع. فنلخصها في:
اولا: اعتقاد الشاب المريض أنه لايحتاج الى العلاج النفسي.
وثانيا: يشعر بالحرج عند ذهابه للمعالج النفسي حيث يظن أن المجتمع قد تتكون لديه نظرة سلبية عنه، فيفكر في قولهم بأنه فقط الشخص المجنون من يذهب للطبيب النفسي.
على الرغم من الظروف الصعبة والأعراض المرضية التي يصاب بها المريض، ولكن على الأغلب كل الحالات استطاعت التغلب على هذا المرض النفسي، والذي لايحتاج سوى الى القوة، والعزم، والارادة القوية لكي يكسر قيود الاكتئاب والخروج إلى الحياة الطبيعية،
ولايخفى علينا طبعاً أن الخطوة الأولى في هذا الأمر هو التوكل على الله تعالى سبحانه وتعالى، الذي بيده يُدبر الأمر كلٌه وتيسير أمورنا مما يَجعلنا نرى الحياة جميلة بكل ألوانها فيجب أن يتعلم الشباب التوكل على الله في جميع المشاكل والصعوبات التي تواجههم في الحياة، وكذلك يجب على الآباء والآمهات علاج التفكير السلبي عند أبنائهم، وخاصة الشباب، والمراهقين الذين هم في هذه المرحلة من العمر يعيشون في ثورة من الأفكار والمشاعر، ومساعدتهم على تحديد هذه الأفكار، ومحاولة تغييرها، بالتقرب منهم، وايجاد الحلول لمشاكلهم، وعدم تشجيعهم على الانعزال والوحدة، وحثهم على الخروج مع الاصدقاء، وممارسة بعض الانشطة الرياضية، ومساعدتهم في اتخاذ بعض القرارات الصعبة حول مستقبلهم، أو بعض الأمور التي يحتاجون فيها إلى استشارة، فالمراهقين الذين لديهم مشاكل دائمة مع ذويهم تكون قدرتهم على حل المشاكل الطبيعية، ومهاراتهم في المدرسة، والحياة أقل من غيرهم.
فالحالة النفسية والسلوك الجيد في تعامل الوالدين مع الأبناء بالحب والتفاهم لها دور كبير في التعايش مع المشكلات التي يواجهونها في حياتهم وقدرتهم على حلها.
فالعلاج السليم يمكن أن يحسن شعور المصابين بمرض الأكتئاب في غضون أسابيع معدودة عادة، ويمكنهم من العودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية كما أعتادوا على الاستمتاع بما قبل الاصابة بالمرض.
يقول أحد المختصين النفسيين عندما تشعر بالألم ويُسيطر عليك الخوف والحزن ولِتجاوز الأمر أستجمع قواك الداخلية، وبكل ماأوتيت من قوة، وأكتُب كُل الأشياء الجميلة التي تتمناها، وكل الحلول التي ستسعدك وترضيك، وفكر جيداً في أنك على إتصال دائم مع الله، لذلك أغمر نفسك بنور الله، وبعد فترة سيصبح إتصالك أقوى وتهدأ نفسك وستجد الحلول العبقرية لكل مشاكِلك.
اضافةتعليق
التعليقات