في ظل العولمة والانفتاح المعلوماتي تبرز حاجة المجتمعات للعودة الى الصفحة الاولى من التاريخ الانساني لعلها تجد في مفهوم الامن والامان سبيلا الى خلاصها بل في تقدمها ونجاحها وللأمن اشكال عدة ابرزها:
الأمن الاجتماعي: يبدا الأمن الاجتماعي ويرتكز على مفهوم الثقة المتبادلة فالزواج مثلا يقوم على اساس الصدق وحسن التعامل كذلك كل علاقة اجتماعية قائمة بين فردين او مجموعة افراد.
فالصداقة والبنوة والاخوة والنسب كلها علاقات قائمة على مفهوم الثقة المتبادلة هذا المفهوم الذي كان سائدا مابين المجتمعات العربية منذ القدم وعلى اثر التطور الاجتماعي الذي طرأ على المجتمع من خلال ازاحة مفهوم القبلية الى المدنية ومن المدنية الى العولمة تأثر هذا المفهوم ونتيجة لذلك تزعزعت ثقة الشخص بنفسه ومجتمعه واصبح يشعر بالتهديد وماالتهديد إلا الخوف والخوف نتيجة الجهل، يقول الامام علي عليه السلام "الناس اعداء ما جهلوا".
ومن هنا فإن السبيل الى انتشار الامن الاجتماعي يبدأ من المعرفة والعلم وازاحة المبهم عن العقل الفردي انتهاء بالعقل الاجتماعي.
الأمن السياسي:
تعرضت المجتمعات العربية والاسلامية وغيرهما تتيجة الاستعمار الى ترسيخ مفهوم حكومية الفرد على الجمع وترسيخ مايعرف بالديكتاتورية التي تسعى الى تثبيت مفهوم الفردية وقمع كل ما يخالف السائد والمتبع.
وتعريض المخالف الى اشد انواع التنكيل.. هذا الاختلاف الذي عادة مايكون بالرأي او الفعل ونتيجة لذلك تخلخل مفهوم الأمن السياسي الذي يقوم على حرية الرأي والمعتقد الذي ضمنه الله سبحانه في كتابه العزيز في كثير من الايات مؤكدا عى التنوع والتجدد والتغيير.
الأمن الاقتصادي: عندما يبدأ الفرد بالشعور بالثقة بنفسه ومجتمعه يتجه نحو تحقيق مايسعى اليه بيده وعرق جبينه.
فاعتماد المجتمع على نفسه بعيدا عن الهيمنة من قبل الاخرين سواء كانوا افراد اسرة او رب عمل الى هيمنة الدول الكبرى على الصغرى وكل مايقع في اطار التسخير يشعر الفرد بكرامته يقدم لنفسه اولا ثم للاخرين مايزيده ثقة بنفسه وتقدما لواقعه.
فالمزارع الذي تتوفر له مستلزمات الزراعة لن يبخل على ارضه ولن تبخل عليه ارضه.
كذلك كل عمل يقوم به الانسان معتمدا فيه على نفسه والمجتمعات التي تعتمد على شعوبها وابتكاراته من اليد العاملة والعقل المفكر وبالتالي وطن منتج في دورة انتاجية تعود بالنفع على كل من هم في دائرة الانتاج، ان ترسيخ هذه المفاهيم في المجتمع سبيل الى تقدمه وازدهاره.
الأمن العسكري:
وهو ما يطلق عليه بالجيش الحامي عن الدولة والشعب.
في الاطار القرآني نجد الله سبحانه مصورا لهذا الامن من خلال الملائكة التي تحفظ الانسان من الوقوع في التهلكة.
هذا التصوير يأتي ليؤكد على اهمية حفظ الافراد على بعضهم البعض بالمساعدة والتعاون ورفع الاذى والذب عن المظلوم والوقوف بوجه الظالم وغيرها من المفاهيم الايجابية التي تسعد على تقوية المجتمعات والدفاع عنها بوجه اي خطر يداهمها.
الأمن والسعادة:
في سورة قريش تنتهي الايات الكريمة بما يجب ان يبدأ به المجتمع فالأمن من الخوف يساعد على انطلاق في حركة المجتمعات نحو ما يزيد البركة المادية والمعنوية.
كذلك في دعاء نبينا ابراهيم عليه السلام: اللهم اجعل هذا البلد امنا. يدل على اهمية الامن في تطور المجتمعات وبقاءها.
ويؤكد الله سبحانه على اهمية الدفاع عن هذا المفهوم بكل ما يؤتى افراده من قوة فالله سبحانه دافع عن بيته الحرام وجعلهم كعصف مأكول فالأمن والسعادة مفهومان متوافقان ولاسبيل لأحدهما دون الاخر فبدون الأمن لامعنى للسعادة ولا سعادة بلا امن.
اضافةتعليق
التعليقات