البحث عن مستقبل الأديان حاجة ملحة تدفع اتباع تلك الاديان لمعرفة مصيرهم ومصير اديانهم، ولذلك ظهرت نظرية صراع الاديان او الحضارات التي تبحث ان المستقبل سيكون للدين الاقوى بعد ان يخوض صراعا وصداما مع الحضارات والاديان الأخرى، وذهب اخرون الى تبني نظرية حوار الحضارات والاديان كبديل عن الصراع وزاد الآخرون على الحوار بين الاديان تعارفها وهي مرحلة اكثر تقدما وتطورا من الحوار اضافة الى بحث موضوع نهاية العالم فيما اذا كانت نهاية مأساوية كما تصورها معركة (هرمجدون) او نهاية سعيدة تملأ الارض خيرا وعدلا على يد المهدي المنتظر كما تقدمها النصوص الواردة عن اهل البيت .
وكل ذلك لأجل تشخيص ملامح المستقبل لكل دين من الاديان الكبرى لاسيما التوحيدية منها وهي اليهودية والمسيحية والاسلام هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعرض النص القرآني ان الاديان السماوية التي سبقت الاسلام قد تعرضت للتحريف والتعطيل والتضييع، ولم يقتصر الأمر على اليهودية والمسيحية فقط، بل شمل الاسلام كذلك حتى عاد غريبا كما بدأ لما اصابه من تشويه وتعطيل وتحريف وتضييع لاحكامه التي انزلها الله سبحانه، وبات الانسان يسفك دم اخيه الانسان باسم الدين مما يعني ان الشرائع السماوية لم تحقق مهامها في الارض بشكل تام، واندرست معالمها لما تعرضت له، كل ذلك يستدعي بحث مستقبل تلك الاديان السماوية التي جاءت لانتشال البشرية من براثن الشرك الى معين التوحيد، وإذا كانت تلك الاديان ومنها الاسلام لم تظهر بشكلها التام كما انزلها الله سبحانه على يد الانبياء والرسول الخاتم ، فمن المظهر لها وقد وعد الله سبحانه بتمكين المؤمنين واستخلافهم في الارض؟
البحث عن مستقبل الاديان حاجة ملحة تدفع اتباع تلك الاديان لمعرفة مصيرهم ومصير اديانهم، ولذلك ظهرت نظرية صراع الاديان او الحضارات؛ لأن الديانة خاصية اساسية في التعريف بالحضارات، والتي تبحث ان المستقبل سيكون للدين الاقوى بعد ان يخوض صراعا وصداما مع الحضارات والاديان الاخرى.
وذهب آخرون الى تبني نظرية حوار الحضارات والاديان كبديل عن الصراع، وزاد الآخرون على الحوار بين الاديان تعارفها وهي مرحلة اكثر تقدما وتطورا من الحوار، وكل ذلك لأجل تشخيص ملامح المستقبل لكل دين من الاديان الكبرى لاسيما التوحيدية منها وهي اليهودية والمسيحية والاسلام هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعرض النص القرآني الاديان السماوية التي سبقت الإسلام قد تعرضت للتحريف والتضيع والتعطيل؛ ولم يقتصر الأمر على اليهودية والمسيحية فحسب، بل شمل الاسلام كذلك حتى عاد غريبا كما بدأ لما اصابه من تشويه وتعطيل وتحريف وتضييع لاحكامه التي انزلها الله سبحانه.
وبات الانسان يسفك دم اخيه الانسان باسم الدين، مما يعني ان الشرائع السماوية لم تحقق مهامها في الارض بشكل تام، واندرست معالمها لما تعرضت له، كل ذلك يستدعي بحث مستقبل تلك الاديان السماوية التي جاءت لانتشال البشرية من براثن الشرك الى معين التوحيد، فضلاً عن ان اندراسها لابد له من محيي ومظهر، وإذا كانت تلك الاديان ومنها الاسلام لم تظهر بشكلها التام كما انزلها الله سبحانه على يد الانبياء والرسول الخاتم فمن المظهر لها وقد وعد الله سبحانه بتمكين المؤمنين واستخلافهم في الأرض؟ وهذا ما يجيبه الكتاب تفصيلياً.
تعددت آراء المفسرين في كيفية غلبة دين الحق (الإسلام) وظهوره على بقية الاديان ويمكن اجمالها فيما يأتي:
أولاً/ الظهور بالإخبار والإطلاع: يقول البغوي ان الضمير المتصل في (ليظهره) يرجع إلى الرسول الأعظم، وعلى هذا الأساس تدل الآية على أن الله سبحانه أرسل النبي بالهداية ودين الحق؛ ليعلمه شرائع الدين كلها فيظهره عليها حتى لا يخفى عليه منها شيء، وهو رأي نسبه البغوي لابن عباس، مع ان العلامة الطباطبائي قد استبعد ان يكون الضمير راجع للرسول، إلا انه وجه لا يخلو من صحة؛ لأن الدين الحق - في ضوء ما تقدم - كي يظهر على الاديان كلها لابد له من مظهر، ولكي يتمكن المظهر من اظهار دين الحق لابد ان يكون مطلعا على الشرائع السماوية السابقة، كي تكون له الحجة في ذلك الاظهار من جهة، وله الاحقية في الاتباع من جهة أخرى.
ثانياً/ الظهور بالغلبة الفكرية والبهانية: يذكر ابو اسحاق الثعلبي ان ظهور الدين على الاديان كلها يكون بالحجج الواضحة والبراهين القاطعة فتكون حجة هذا الدين أقوى، الا ان الفخر الرازي يرفض هذه الكيفية في الغلبة؛ لأن صياغة الآيات تدل على أنه سبحانه يعد ويبشر بأمر لم يتحقق ساعة نزولها، في حين أن غلبة الدين الإسلامي على سائر الأديان بالحجج الواضحة والبراهين القاطعة شيء قد حصل في بداية الأمر، فكل من الوعد والبشارة يخص أمراً لم يتحقق؛ بل إن تحققه سيكون في المستقبل.
كما ذُكر في الكتاب، ان الظهور امر تشكيكي ذا مراتب بمعنى انه درجات كما للايمان درجات فقد يكون الدين ظاهرا على غيره من الاديان بالبراهين والحجج بدرجة ما في وقت نزول الآية او حتى بعد نزولها، ولكن بأعلى درجات الظهور لم يظهر بعد وهو ما سيكون في المستقبل، ولذلك لا يمنع تحققه فيما سبق البشارة به فيما هو آت مستقبلاً.
ثالثاً/ الغلبة بتسلط المسلمين على جميع اهل الاديان والملل: يبين الطبري في تفسيره ان ظهور الاسلام على بقية الاديان ان يبطل الله به الملل كلها حتى لا يكون دين سواه، ويوافقه الآلوسي بقوله: ليعليه على جنس الدين بجميع أفراده أي ما يدان به من الشرائع والملل فيشمل الحق والباطل، وإظهاره على الحق بنسخ بعض أحكامه المتبدلة بتبدل الاعصار، وعلى الباطل ببيان بطلانه، وجوز غير واحد، ولعله الأظهر بحسب المقام، أن يكون إظهاره على الدين بتسليط المسلمين على جميع أهل الأديان، ثم يوضح الالوسي كيفية تسلط المسلمين على غيرهم من الاديان وذلك بقتالهم ووعد الله سبحانه بفتح البلدان لهم وذلك بخروج المهدي ونزول عيسى السلام.
اضافةتعليق
التعليقات