اسم الكتاب: روائع نهج البلاغة
المؤلف: جورج جرداق
الفئة: ديني – أدبي
عدد الصفحات: 240 صفحة
إن الإمام علي (عليه السلام) هو أمير البلغاء على مر العصور، وكتابه نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي هو خير دليل على ذلك، فالدقة اللغوية، والحنكة في اختيار الألفاظ، كانتا سبيلًا لتوضيح جمال اللغة العربية وصعوبتها من حيث القواعد واللفظ والمعنى.
والأهم من كل هذا أن معظم خطبه ورسائله كانت ارتجالية، وبهذا الكم الهائل من الجمال، وهي فعلًا "دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق".
وبعد جمع نهج البلاغة، بدأ علماء اللغة والاجتماع بدراسته تفصيلًا، وتقديم شروحات خاصة به، واستثمروا هذه الثروة قدر الإمكان لتكوين نهج حياة كاملة وشاملة لكل تفاصيل الحياة.
قدَّم الكاتب كتابًا بعنوان الإمام علي صوت العدالة والإنسانية، والذي سبق تأليف هذه الروائع، بهدف تمهيد القارئ وإثرائه بشخصية أبي الحسن علي (عليه السلام)، حيث شمل دراسة دقيقة لهذه الشخصية، وتُعد قراءته وسيلة نجاة من الحياة الصُّوَرية التي تدور وفق مثاليات ظاهرية فقط.
بدأ الكاتب في حدود العقل والقلب، حيث ذكر فيما معناه أن جميع العلماء والأدباء كانوا يشتركون بصفة التأمل، والتأمل هو البداية الأساسية لكل الإنجازات الفكرية والعلمية. لكن كثرة التأمل والتعمق في الذات البشرية تؤدي إلى الاكتئاب والحزن العميق، لذلك وضع الإمام علي (عليه السلام) فاصلًا وحدًّا بين العقل والتفكير، وبين القلب والعاطفة. وتمثل هذا الحد في جسر من العبادات والمناجاة بالأدعية، لكبح شعور الحزن والأسى الذي يصيب الإنسان بين فترة وأخرى.
وفي الجانب الأدبي، عرّف الكاتب الأدب على أنه أصالة الفكر والحس والخيال والذوق، لكن الفنون بطبيعتها تؤدي إلى نوع من الوحدة الوجودية، وهنا تأتي أهمية العقيدة، التي لا بد أن تترسخ داخل النفس البشرية، بهدف الابتعاد عن الأفكار الإلحادية.
وتحدث الكاتب تفصيلًا عن البناء البلاغي لأمير المؤمنين (عليه السلام)، الممزوج فيه العاطفة والعقل والتربية والنصيحة، ومذكور ذلك في قسم الوصايا، عبر وصيته لابنه الحسن (عليهما السلام). حيث إنه كتب الوصية بعد المعركة، ورغم كمية الإجهاد، إلا أنها كانت رسالة تربوية لجميع المربين، بأنه مهما كنت متعبًا لا بد من الاهتمام بتربية الأولاد، حيث بدأ بمقدمة الوصية: "وجدتك بعضي، بل وجدتك كلي، كأن الذي يؤذيك يؤذيني".
يُعد الكتاب صعبًا لغويًّا، لذا لا بد للقارئ أن تكون له رؤية لغوية سابقة، كون الكاتب في الأصل أديبًا، ويكتب عن شخصية استثنائية، فمن الطبيعي أن يكون الكتاب صعبًا بدرجة معينة.
اضافةتعليق
التعليقات