عندما تحصل في الامتحان على درجة 55 سوف تشكر ربك آلاف المرات لأنك لم ترسب، ولكن عندما تحصل على 99 تلوم نفسك وتحزن لأنك لم تحصل على المئة، خلاصة الحياة تكمن في هذا المثال ، لماذا مع آلاف النعم لا نشعر بالسعادة؟
النعم التي كل واحدة منها هي حلم كثير من حولنا، النعم التي أصبحنا نعتادها وأصبحت عادية ومن حقوقنا الأولية ونظن أننا من كسبناها بأيدينا وصبرنا وسعينا..
ولكن وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، نعم هذه الحروف التي تكتب الآن وتمسح لتأتي كلمة أنسب منها نعمة، العينان الجميلتان اللتان تنظران إلى الشاشة بلطف وتقرأ هذا النص من نعم الله… و الشاي الذي يدفء لحظاتنا الباردة بحنية نعمة ولكن نحن من نجلس متذمرين ننتظر السيارة من نوع كذا، أو الجهازالفلاني أو البيت والمنطقة ، وهكذا دواليك.
وهكذا نودع لحظاتنا الجميلة التي نراها تحت الصفر الآن لتصبح ذكرى جميلة في المستقبل ونتحسر عليها فيما بعد ونقول أيا ليت الزمان يعود يوما !
ولكن هيها ، كنت أسجل في دفتر يومياتي وإذا بي لاحظت كم كبرت عندما كنت في السادسة عشر من عمري كلما كانوا يسألونني عن عمري كنت أجيب إجابة أخرى كي لا أقول الحقيقة ويندهش الجمهور، من عمري الصغير وأنا أحمل طفلة صغيرة بيدي.
ولكن الآن بعد مرور كل هذه السنوات أرى بأن الحياة مرت كالصاعقة وكأنني البارحة كنت أسرق نظراتي عنهم كي لا أجيبه وهكذا الحياة تمر مر السحاب بسرعة وخفة وبصمت ونحن لا نشعر.
كما نرى في آيات متعددة في القرآن الكريم والروايات التركيز على سرعة مرور الوقت وإن الناس لا يشعرون بذلك .
(وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)، مع إنهم لبثوا عشرات السنين ، أو يقول مولانا اميرالمؤمنين (عليه السلام ): أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام اذا ماتوا انتبهوا.
هل فعلا هذه السنوات القليلة تستحق كل هذا النكد والصراخ والعويل؟
لو ننظر في حياة الناس ممن حولنا أو ربما حياتنا ندرك عظم المصيبة بأننا لم نعش أبدا إننا في حالة سباق دائم، وهل يا ترى نحو المقصد أو في طريق معاكس؟
دخلت إحدى معارفنا في عالم التجارة وهي لا تملك من العمر إلا إحدى عشرة سنة كانت فخورة بنفسها وتقول لوالدتها بنتكِ (بيزنس) ومن أجابت بذكاء مافائدة تجارتكِ إن لم تدفعي مبلغا لإمام زمانكِ؟
كانت الإجابة كالصاعقة أذهلت الجميع !
مافائدة شهادتكِ إن لم تخدم إمام زمانكِ؟
مافائدة أطفالكِ وزوجكِ إن لم تخدموا إمام زمانكم؟
مافائدة بيتكِ إن لم تذكري إمام زمانكِ فيه؟
صديقتك التي تشارك لحظاتك إن لم تذكركِ بمولاكِ أين الصدق في صداقتها؟
وهكذا كل امرئ على نفسه بصير ، من الجميل أن نردد كلمات مولاتنا سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) كل حين: واستعملني لما تسألني غدا عنه.
يا ترى ما هو السؤال الجوهري؟
ماهو السؤال الذي يرفعني إلى النجاح أو يسقطني و يدمر مستواي إن لم أجب عنه؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
جميع النعم إن كانت تستعمل لأجل معرفته وفي طريقه تكون نعم وإلا هي ليست إلا نقم وتصبح عبئا على العاتق في يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. وقلبي مسلم لكم وتابع ونصرتي لكم معدة …
اضافةتعليق
التعليقات