الكتاب: بناء الشخصية بين الحقيقة والوهم
المؤلف: حسن علي الجوادي
الفئة: تنمية مهارات
عدد الصفحات: 112 صفحة
يقدم الكاتب مجموعة من المفارقات بين الشخصية الحقيقية والشخصية الوهمية والأساليب المؤثرة في ذلك فالدورات القائمة والمقدمة للفئة الشابة تركز على الجانب المادي – العملي – العلمي من الحياة ويهمل بناء روحية الانسان وشخصيته الحقيقية التي تختفي في عالم الماديات وتتجاوزها فالركيزة الأساسية في بناء شخصية الانسان هي تقوية الجانب الايماني والفكري والخلقي وبعدها ننطلق للبناء المادي والمهاري.
بداية لا يحاسب الانسان على شخصية غيره إنما على شخصيته وعلى هذا الأساس للشخصية عدة تعريفات فهي جملة من الصفات الجسمية والعقلية والمزاجية والاجتماعية والخلقية التي تميز الشخص عن غيره تمييزاً واضحاً، كما أن أهم طريقة لبناء شخصية قويمة هي تركيز الأبعاد النظرية الصحيحة وترجمتها بشكل عملي مع أهمية تطويرها فالإيمان يدعوا الانسان دائماً على التقدم نحو الأفضل على مستويات عديدة، عن الإمام الصادق (عليه السلام): "من استوى يوماه فهو مغبون" فكما يوجد قواعد فسيولوجية وضعها الله للإنسان لتقويم جسده عن المرض فيوجد قواعد روحية وتنظيمية كذلك وضعها الله لتقويم وتهذيب النفس البشرية.
يتفق جميع علماء النفس والاجتماع والدين على أن البيئة والمجتمع لهما الدور الكبير في صقل شخصية الإنسان وإخراجها بشكل يتكيف مع تلك البيئة فيكبر الانسان وهو محاط بمجموعة من المؤثرات تتدخل كلها في صقل شخصيته وصبها في قالب معين وهنا طرح الكاتب سؤال هل بمقدور الانسان أن يبني شخصيته كما يحلو له رغم كل هذه المؤثرات؟
الإجابة نعم وهذه الإجابة متوافقة مع روح الشريعة الإسلامية والدين فقد فطر الله الانسان على الخير والشر وهداه النجدتين فإما شاكراً وإما كفورا وجعل مصيره بيده والمنظومة الدينية مبنية على أن الإنسان غير مجبور في أفعاله بل له القدرة على الاختيار.
ويطرح الكاتب سؤال آخر "كيف يبني الانسان شخصيته؟" وتضمنت الإجابة عدة خطوات:
1 أول الطريق الحب فإن أعمالنا تحتاج إلى الحب فهو الكلمة السرية لجميع مفاصل الحياة.
2 أهمية فهم الحياة حاول فهم ما تريد من الحياة وما هي رسالتك واعتمد على قدراتك وأدواتك باستعانة بعض الخبرة.
3 أهمية التخلص من الأخطاء في الحياة من خلال (معرفة الأضرار، فعل الصواب، تحديد الخطأ بشكل دقيق، الإرادة والعزيمة لإصلاح الذات، الايمان بالقدرة للقضاء على الأخطاء).
ثم ركز الكاتب على أنه لدى الانسان حياة واحدة وأضاف أن النجاح والفشل من الأضداد المهمة في هذه الحياة لأن حياتنا مركبة من ثنائية الطرح وحصرية الاختيار فأنت أمامك النجاح والفشل وعليك الاختيار، كما أن السلوكيات مهمة جداً فما يميز الانسان في أذهان الناس هو تعامله الخارجي معهم وما يصدر منه فعل أو قول وذكر الكاتب عدة قواعد لذلك، كما أكد على أن التغيير هي قاعدة مهمة ويستند اليها الناجح في حساباته من خلال تبديل ما ينبغي تبديله وتصليح ما يمكن إصلاحه ويتخذ التغيير صوراً وأنماطاً متعددة (الفكر والمعتقد بما يتناسب مع الإنسانية والدين الإسلامي، تقويم السلوكيات، اتخاذ العلم وسيلة للتغيير)، كما أن لتحديد الهدف والطموح ورسم خريطة هي الوسيلة الافضل للنجاح.
في القسم الثاني من الكتاب يذكر الكاتب جملة من أدوات بناء الشخصية الحقيقية بشكل تفصيلي مع أمثلة على ذلك منها:
1 الصدق والأمانة: مصداقيتك تحدد شخصيتك ومدى تأثرها وأهميتها في المجتمع.
2 الثقة بالنفس: فهي أمر مطلوب ومهم لكن لا تتعدى لدرجة الغرور فهناك خيط رفيع بين الثقة والغرور.
3 الإرادة والعزم: كل هدف ليتحقق لابد من وجود العزم والإرادة لفعل ذلك.
4 التعلم والدراسة: فهما القاعدة الحصينة والسند الذي يلجأ إليه الانسان فهو المقوم الرئيسي لرقي الفرد والمجتمع.
5 الرفق واللطف: الرشة السحرية للعلاقات الرسمية المطلوبة في الحياة العلمية والعملية.
6 السماحة والحب: لهما أثر بالغ على شخصية الفرد.
وختاماً ذكر الكاتب أدوات لبناء الشخصية الوهمية منها (الغضب والتعصب، التكبر والتفاخر، الهزل والمرح والضحك المبالغ فيه وفي غير محله، النصب والاحتيال والخداع، الاندفاع والانتقام وحب الغلبة).
اضافةتعليق
التعليقات