نظرًا للأهمية القصوى التي يحظى بها العنوان لدى القارئ ولتطوير المواهب النسوية وتقوية الأقلام الصحفية والأدبية في المجتمع الكربلائي أقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية ورشة في عناصر صناعة العنوان الناجح بتاريخ (2022/5/2) الموافق 20 من شهر شوال المبارك .
وكانت الورشة من تقديم الدكتور السيد مسلم عباس/ دكتوراه في الصحافة والاعلام .
وبدأ الدكتور في تعريف العنوان ومميزاته حيث أضاف: هو اللقاء الأول بين القاريء والنص فاعرف كيف تجعل هذا اللقاء جذاباً أو مملاً.
كل مادة صحفية تحتاج إلى عنوان، فالعنوان يعرّف مضمون المادة الصحفية وزاوية معالجتها ونوعيتها حتى يُفردها عن بقية المواد الأخرى. العنوان الرديء يقتل المادة الصحفية وإن كانت جيدة، لا يتيح العنوان الجيد إنقاذ المادة الرديئة بل إن وضع عنوان كبير لمادة غير رديئة، يؤكد قصور المهنية عند الصحيفة.
وكذلك لابد أن يكون حاملا للجديد أن يكون راهنا على مستوى الرأي والخبر، وأن يكون دقيقا وسهل الإدراك وبسيطا ومفهوما.
العلاقة الجزئية: وفيها يُحيل المحرّر إلى جزئية وردت في المقال ويركز عليها العلاقة الكلية، وفيها يَختزل العنوانُ النصَّ بناء ودلالة بشكل كامل.... يمكن أن تُحيل إلى مضمون النص دون اختزاله كما هو الحال في العناوين الاستفهامية وعناوين الاستطلاعات علاقة إيحائية وفيها تُترك للقارئ مهمة استنباط المعنى الذي يرتبط بالنص معتمدا على خلفياته...... العلاقة الإيحائية تظهر أكثر في بعض أجناس الرأي، خاصة العمود الصحفي.
وأضاف الدكتور: تمارس الكثير من المؤسسات نوعا من الاحتيال على القارئ، فهو يقرأ في العنوان معلومة معيّنة أو يدفعه إلى تكوين فكرة ما، وعندما يقرأ المادة يجدها غير وفية أبدا للعنوان. وهذه الظاهرة السلبية انتشرت بشكل واضح مؤخرا، إذ ترغب بعض المواقع في جلب الزوار بأي وسيلة كانت، حتى لو اقتضى الحال ممارسة الخداع، وهو ما ينتفي تماما مع وظائف الصحافة. ينقسم هذا الخداع إلى شكلين:
الأول: ذكر معلومة غير صحيحة في العنوان وتصحيحها في مضمون المقال، ومن ذلك كتابة ما يشير إلى وفاة فلان، وعندما تنقر على المادة تجد أن الوفاة مجرد إشاعة.
الثاني: هو المبالغة في العنوان، إذ يتحوّل التشويق إلى إثارة أو تهويل، ومن ذلك مثال: "عاجل.. مجلس الأمن يصفع الدولة الفلانية"، فعندما تنقر تجد أن لا شيء في المادة يستحق كلمة الصفع، أو تجد نعوتا غير مطابقة لمضمون المادة من قبيل: خطير ومأساة ومجزرة وصدام وفضيحة.. إلخ.
اضافة لقب عند كتابة لقب الشخص المتحدث فقط، يجب وضع صورته في الخبر حتى يتسق اللقب مع الصور ويكون أحدهما مكملا للآخر بعض المواقع العراقية تكتب لقب المتحدث فقط، بينما تضع صورة مختلفة لا تشير للمتحدث إنما تشير للقضية التي يتحدث عنها وهذا خطأ في العنونة.
يقال إن “الخطأ في العنوان أشبه بخطأ حارس المرمى الذي يتسبب في هز شباكه” لذلك هناك عدة أمور مهمة منها:
أولا: تقديم العنوان معنى دقيقـًا ومفيدا لايصلح العنوان الصحفي الذي يكون عامًا لا يفيد معنى جديرًا بأن يسمعه القارئ ويستفيد منه، مثل ندوة علمية في بغداد.
ثانيا: انسجام العنوان مع النص المطلوب في العنوان الصحفي أن يحيل على النص الخبري الذي يصاحبه بشكل واضح، ويكون ذلك بأن يتضمن العنوان الصحفي واحدًا من ثلاثة أشياء، إما المعنى العام (مبتكرا) الذي يقصده الخبر، أو العنصر المتميز من عناصر الخبر، أو الحقيقة الجوهرية في الخبر.
وقدم الدكتور نماذج من العنوانين التي تكون مميزة وصالحة للنشر.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الورشة كانت لمجموعة من الأقلام النسوية التي تمارس عملها في مجال الكتابة والنشر في موقع بشرى حياة وتحت اشراف جمعية المودة والازدهار التي طالما تبحث عن ماهو جديد ومفيد للساحة الاعلامية المعاصرة .
اضافةتعليق
التعليقات