ضج الشارع العربي وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي في انحاء العالم العربي بحادثة الطفل ريان البالغ من العمر (5 أعوام) حيث سقط بإحدى الآبار بإقليم شفشاون شمالي المغرب، وسط محاولات حثيثة لإنقاذه استمرت لأكثر من أربعة أيام متواصلة، وربطت فرق الإنقاذ من الوقاية المدنية المغربية هاتفا مع حبل وأنزلته إلى قعر البئر للتأكد من أن الطفل بخير ويجلس بشكل سليم رغم ضيق الحفرة.
بعد انتظار طويل وترقب في مواقع التواصل الاجتماعي وانشغال الرأي العام بقضية الطفل التي أوقفت كل البرامج والشخصيات ورفع هاشتاك # أنقذوا ريان.
إخراج الطفل من الجب الضيق العميق الذي زلت فيه قدمه قد يكون نهاية الطفل أو اخراجه سالما كما حصل مع نبي الله يوسف، فهوى إلى قاع الجب، وتحوّل إلى أيقونة الوحدة الجامعة بين العرب من المحيط إلى الخليج، ثم خرج بعد كثير من الحفر والتنقيب والصبر والألم، وتفعيل المتابعات من المتابعين ودعواتهم التي طالت السماء في انقاذ الطفل، بعد اعلان ادق التفاصيل عن وصولهم الى مكان الطفل لكن قد وصلوا في وقت متأخر قد يكون، أخرجوه بكسور وحملوه جثة هامدة، بعدما طال انتظار والديه.
ينتمي الطفل الراحل إلى قرية أغران الجبلية الصغيرة التابعة لمدينة شفشاون الزرقاء المعروفة بمعالمها السياحية وبتاريخها القرآني .
وقدمت المملكة المغربية كل وسائلها المتاحة من أجل إعادة الطفل إلى حضن والديه، حيث سخّرت عددا كبيرا من وسائل الإنقاذ ورجال الإسعاف، لكن القدر كان أسبق إلى طفل عانى 5 أيام طوال من ضيق باطن الأرض وظلام الجب، وكما وحدت مأساة ريان فقد وحّدت بشكل واضح الطيف المغربي من القصر إلى مختلف القوى السياسية والاجتماعية والدينية، وانتهت باتصال من الملك محمد السادس بوالدي ريان يبلغهما فيه تعازيه وتضامنه.
إن التعاطف جرّ أسئلة كبرى عن عشرات آلاف الأطفال الآخرين في الوطن العربي الذين يواجهون مآسي أخرى لا تقل ألما وقسوة، سواء كانوا تحت رحمة الفقر أو استهلاك الاطفال في البيع والتجارة ، والجوع في المخيمات في سوريا، أو الحرب الملتهبة في اليمن هل هناك اعلام عربي اعطى صورة عن حياتهم بهذه التفاصيل ، قصص متعددة لا تقلّ حزنا وألما عن مأساة طفل ريان ، ودموع حارة خددت وجوه آلاف الآباء والأمهات المكلومين بعد موجة البرد التي قضى اكثر من عشرة أطفال في المخيمات السورية أثر سقوط الثلوج، وفي انتظار تلك الهبّة الإنسانية التي تنقذهم من جب الظلم وقسوة الحرب.
تبقى مأساة ريان وما لقيته من التعاطف جزءا من مصداق نظرية التفرد التي صاغها العالم النفساني باول سلوفيتش، وترى أنه كلما كانت المأساة متفردة لشخص واحد، كان التعاطف معه أوسع، وكلما اتسعت دائرتها، تلاشت دائرة التعاطف كما هو الحال في اليمن وسوريا واطفال العراق.
يشير التقرير إلى أن الأطفال هم أول الضحايا لهذه الأزمة الفظيعة، حيث يحتاج 11.3 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية.
إحصائيات الاطفال في العالم
وأوردت المذكرة أن معدل الأمية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 سنة بلغ 4.8 في المائة على الصعيد الوطني في سنة 2014، مقابل 32.2 في المائة بالنسبة لمجموع سكان المغرب. وتبقى الفتيات أكثر عرضة لظاهرة الأمية من الفتيان (5.9 في المائة مقابل 3.8 في المائة). و بلغ هذا المعدل 1.9 في المائة بالوسط الحضري مقابل 8.5 في المائة بالوسط القروي.
وبلغ معدل تمدرس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة نسبة 95.1 في المائة على الصعيد الوطني، و97.8 في المائة بالوسط الحضري و91.6 في المائة بالوسط القروي. ويبلغ هذا المعدل 95.7 في المائة لدى الفتيان (97.8 في المائة بالوسط الحضري و93 في المائة بالوسط القروي) و94.4 في المائة لدى الفتيات (97.9 في المائة بالوسط الحضري و90.1 في المائة بالوسط القروي).
وذكرت المندوبية بأن 38.8 في المائة من الأطفال دون سن 18 سنة كانوا يتوفرون على مستوى التعليم الابتدائي في سنة 2014، و14.8 في المائة على مستوى التعليم الثانوي الإعدادي و4.5 في المائة على مستوى التعليم الثانوي التأهيلي. وحسب الجنس، فإن 19.8 في المائة من الفتيان حصلوا على تكوين ثانوي أو عالي، مقابل 19 في المائة من الفتيات..
أما التوزيع حسب وسط الإقامة، فإن حوالي ربع الأطفال الذين يعيشون بالمدن يتوفرون على الأقل على مستوى التعليم الثانوي (24.3 في المائة)، مقابل 13.1 في المائة فقط بالقرى.
اقتصاديا، كان حوالي 69 ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين 7 و15 سنة يمارسون نشاطا اقتصاديا في 2014، حسب معطيات البحث الوطني حول الشغل، وهو ما يمثل حوالي 1.5 في المائة من مجموع الأطفال الذين ينتمون إلى هذه الفئة العمرية. والقطاعات الأكثر استقطابا للأطفال هي قطاع الفلاحة بالوسط القروي، وقطاع الخدمات والصناعة، بما فيها الصناعة التقليدية، بالوسط الحضري.
وحسب التقرير فقد كانت تقارير سابقة أكدت أن 60 طفلا مغربيا يتعرضون يوميا لاعتداءات جنسية، وأن نحو 1000 طفل تعرضوا للاغتصاب وجرائم البيدوفيليا سنة 2015،في 2020، طالب كثير من المغربيين بإنزال أقصى العقوبات على مرتكبي جرائم الاغتصاب فيما يأمل نشطاء حقوقيون العمل على كسر حاجز الصمت والقضاء على المحرمات في المجتمع المغربي بهدف محاربة ظاهرة الاستغلال الجنسي ضد القاصرين ووضع حد “للتساهل” مع هذه الظاهرة .
وعندما تتوقف العملية التعليمية في المدارس، يكون الأطفال أكثر عرضة لمخاطر عمالة الأطفال أو الالتحاق بالجماعات المسلحة، وفقا لتقرير اليونيسف، خلال الفترة الواقعة بين آذار/مارس 2015 وشباط/فبراير 2021، تم تجنيد أكثر من 3,600 طفل في اليمن ضمن القوات والجماعات المسلحة. وفي عام 2013، انخرط 17 في المائة من أطفال اليمن ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما - 3.1 مليون في المجموع في عمالة الأطفال. ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من الأطفال العاملين في الوقت الراهن بسبب الانهيار الاقتصادي الذي يشهده اليمن..
وتشدد اليونيسف على أن التعليم الجيد هو حق لكل طفل، ويجب أن يضعه صناع القرار والمانحون كأولوية. ودعت جميع أطراف النزاع إلى وقف الهجمات على المدارس وأماكن التعليم.
اضافةتعليق
التعليقات