• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

زينب كاظم التميمي / الأربعاء 21 آيار 2025 / حقوق / 536
شارك الموضوع :

فلنُعِد ترتيب أولوياتنا، ولنعطِ التربية المكانة التي تستحقها، لأنها الأساس الذي نبني عليه كل شيء آخر

كما نَعرف، وتُعرَف التربية على أنها المسؤولية الأهم والهدف الأسمى في الحياة. وفي ظل هذا العالم المليء بالمهام، حيث تتسارع وتيرة العمل الخارجي، وتتعدد متطلباته وتزداد تنافسيته، يجد الكثيرون أنفسهم أمام مفترق طرق حقيقي: هل الأولوية للوظيفة المرموقة والنجاح المهني، أم للتربية والنشأة السليمة للأبناء؟

هذا السؤال، الذي قد يبدو بسيطًا، يحمل في طياته أبعادًا عميقة تتعلق بمستقبل الأفراد والمجتمعات على حد سواء. فإن جعل التربية الهدف الأول في الحياة، وتفضيلها على أي منصب أو نجاح مهني خارجي، ليس مجرد شعار، بل هو استثمار حقيقي في رأس المال البشري، وبناء لمستقبل أكثر إشراقًا.

إن العمل الخارجي، بكل ما يحمله من فرص للنمو المالي والمهني، يظل في نهاية المطاف وسيلة لتحقيق غايات أكبر، وليس غاية بحد ذاته. فالمال والمنصب، وإن كانا يوفران سبل الراحة والأمان، لا يمكنهما أن يحلّا محل القيم والأخلاق والمبادئ التي تغرسها التربية الصالحة في نفوس الأبناء. إن بناء شخصية إنسان، ورعايته، والاهتمام بنشأته، وترسيخ سلوكيات وأخلاق عالية فيه، يُعد من أفضل الأهداف وأسمى الغايات.

وفي ظل هذه التحديات، وما تتركه من آثار بالغة على شخصية الفرد، فإن مقاومة التيارات الكبيرة التي تواجهه لهو جهاد وهدف عالٍ وذو قيمة. فالتربية التي تقوم على الوعي والمرونة، إضافة إلى مواجهة هذه التحديات بكفاءة، وتزويد الأبناء بالمهارات الحياتية الضرورية، وغرس روح المبادرة والابتكار فيهم، وتنمية قدراتهم على التكيف مع المتغيرات، كل ذلك يبدأ من الأسرة. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال قضاء وقت نوعي معهم، والاستماع إلى أفكارهم، وتوجيههم بحكمة، ومشاركتهم في بناء هويتهم.

قد يرى البعض أن الموازنة بين العمل الخارجي والتربية أمر صعب، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية. وقد تقول إحداهن: “من دون العمل، لا أستطيع أن أضمن الحياة السعيدة لأطفالي.”

ولكن يجب أن تُدرك أن “التربية” لا تعني بالضرورة التخلي عن العمل، بل تعني إعادة ترتيب الأولويات، وإدارة الوقت بفاعلية، وإيجاد التوازن الذي يسمح بتحقيق النجاح المهني دون المساس بسلامة ونمو الأسرة.

كما يجب أن تُدرك أيضًا أن مسؤولية ضمان المعيشة تقع على عاتق الأب، والله يتكفل بهم ما دامت النية والعمل ساميين. إن تفضيل التربية على المنصب، مهما كان عاليًا، ليس قرارًا خاطئًا قط، بل هو القرار الصائب، وإن كانت نتائجه بعيدة المدى.

فالنجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بكمية المال المكتسب أو عدد المناصب المشغولة، بل بجودة الأجيال التي نتركها خلفنا. فالأبناء هم امتداد لنا، وهم بناة المستقبل، والاستثمار فيهم هو الاستثمار الأكثر ربحًا على الإطلاق.

كما يجب الالتفات إلى أن دور ومسؤولية الأمهات سابقًا يختلف تمامًا عن مسؤوليات الأم المعاصرة، لأن الأولاد الذين يدرسون لديهم أوقات فراغ أكثر خارج المدرسة يقضونها من دون إشراف من جانب أحد الأبوين عليهم. ومن هنا، فإن ملء أوقات فراغ الأولاد الذين لديهم أمهات عاملات بشكل مناسب، أمر مهم جدًا.

تربية الأبناء وتكوين شخصياتهم وقيمهم، لا ينبغي أن يتراجعا أمام أي مسؤولية أخرى، مهما علا المنصب أو ازدادت المهام. فالتربية ليست وظيفة وقتية، بل هي رسالة مستمرة وهدف أسمى.

فالعمل ضرورة، لكن التربية أولوية. وقد تكون الأم مديرة، أو طبيبة، أو مهندسة، وما شابه ذلك، ولكن الأمومة تتطلب نوعًا آخر من القيادة: قيادة بالقيم، بالحب، وبالقدوة.

التربية الحقيقية لا تتم عبر الأوامر أو المراقبة البعيدة، بل عبر التفاعل، والإصغاء، والتعليم بالموقف والسلوك.

لحظة حوار صادق مع الطفل قد تساوي في تأثيرها سنوات من الغياب المشغول.

العمل مهم وضروري، لكن التربية هي الأساس، فمن وضع أبناءه في المرتبة الأولى، لم يخسر شيئًا، بل كسب كل شيء.

فلا منصب، ولا راتب، ولا شهرة، تعوّض لحظة يفتقد فيها الابن حضن والده أو دفء حوار مع أمه.

وأخيرًا، لا بد من الاعتراف بأن عمل النساء يجب أن ينسجم ويتلاءم مع دورهن في مجال الأمومة؛ فالتربية في مجتمعاتنا الإسلامية ضرورة لا يمكن تجنبها.

إنها ليست مجرد واجب أو مهمة إضافية، بل هي غاية نبيلة، وغاية تستحق أن تكون الهدف الأول في حياة كل إنسان يطمح إلى بناء مستقبل أفضل لنفسه، ولأسرته، ولمجتمعه ككل.

فلنُعِد ترتيب أولوياتنا، ولنعطِ التربية المكانة التي تستحقها، لأنها الأساس الذي نبني عليه كل شيء آخر.

الابناء
الاب والام
التربية
المسؤولية
النجاح
العمل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    من حديث الثقلين: نحو ركنٍ وثيق

    مشاعرُ خادم

    راقب سرعة مشيك... فهي تكشف عن أسرار عمرك العقلي

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    آخر القراءات

    كاري الدجاج بالاعشاب

    النشر : الثلاثاء 21 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    فن الكتابة الابداعية للنساء.. دورة اقامتها جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأربعاء 13 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أمجاد النصر.. تاريخ مستمر

    النشر : الأثنين 10 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عود الياس لا يموت

    النشر : الأثنين 20 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    العيدية.. فرحة الأيتام في العيد

    النشر : الأحد 26 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    نصائح من شخصيات بارزة تشجعك على القراءة يوميا

    النشر : الثلاثاء 12 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 806 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 408 مشاهدات

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 407 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 377 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 373 مشاهدات

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    • 370 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1412 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1358 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1235 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1084 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1079 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1047 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟
    • منذ 20 ساعة
    من حديث الثقلين: نحو ركنٍ وثيق
    • منذ 20 ساعة
    مشاعرُ خادم
    • منذ 20 ساعة
    راقب سرعة مشيك... فهي تكشف عن أسرار عمرك العقلي
    • منذ 20 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة