استيقظت اليوم؟ ممتاز، أنت تكسب الجولة الأولى. نجوت من تقلبات المزاج، وتأملت قليلاً في السقف قبل النهوض؟ أنت بطل يومي رسمي. شربت ماءً؟ عظيم، أنت تستثمر في الحياة، ولو لم يُصفق لك أحد بعد.
لكن اسمعني جيدًا… البهجة ليست شيئًا ضخمًا يُعلن عن نفسه في نشرات الأخبار. هي شيء صغير جدًا… يمر بجانبك خلسة، وقد لا تلاحظه إن لم تكن يقظًا بما يكفي.
ربما تجدها في فوزك الصغير حين تنجح في إخراج شريحة SIM من الهاتف دون إبرة. أو حين تتذكر كلمة السر من أول محاولة.
البهجة الحقيقية لا تأتي بعد إنجاز عظيم فقط، بل تسكن تفاصيلك اليومية حين تتوقف عن ملاحقتها، وتبدأ في خلقها. حين تضحك فجأة لأن القهوة سقطت على الورقة التي لم تكن مهمة أصلًا.
أو عندما تُمسك نفسك متلبسًا بالسعادة لأن "كل شيء مو تمام… بس أنت تمام!"
البهجة ليست إنكارًا للحزن، بل سلوك حياة تقول فيه: "لن أجعل المزاج السيئ هو المسيطر مدى اليوم."
تجاهل الرسائل السامة؟ بهجة. ارتداء جوربين متطابقين دون تخطيط؟ بهجة. تخطي "مكالمة واجبة" لأنك تفضّل الهدوء؟ بطولة وبهجة.
في الحقيقة، الحياة ليست عادلة دائمًا… لكن المزاج يمكن أن يكون كريمًا إن درّبته على الانحياز للضحك، وللبساطة، وللأشياء الصغيرة التي تُربّت على كتفك دون كلام.
لا تنتظر البهجة كأنها ضيف فاخر سيطرق بابك يومًا ما. عاملها كصديق سري… يختبئ تحت وسادتك، في جيبك، في كوب الشاي، في لحظة عبور الضوء بين الغيوم.
قد تجدها في لحظة هدوء وحدك مع أفكارك، حيث تصنع من هذا الوقت الخاص بك مغامرة صغيرة، تشعر فيها بالسلام الداخلي وتكتشف أشياء جديدة عن نفسك.
أحيانًا، تكون البهجة في أن ترى وجه شخص آخر يتنوّر بسبب مساعدة صغيرة منك، حتى وإن كانت مجرد كلمة لطيفة أو ابتسامة. أن تستمتع بحركة الهواء الباردة على وجهك. أو يمكن أن تكون في التحدي نفسه، في معرفة أن بإمكانك النهوض مجددًا بعد كل سقوط، وأن الضحك في وجه الصعوبات هو السلاح الأقوى.
اضحك الآن. حتى بدون سبب. لم تأتِ إلى هذا العالم كي تكون مجرد متلقٍّ للأخبار… بل صانعًا للابتسامات. وأحيانًا، هذا وحده يكفي لتكون منتصرًا.
اضافةتعليق
التعليقات