يقصد بالتنمر الإلكتروني استخدام التكنولوجيا الحديثة كوسائل التواصل الإجتماعي وكافة الخدمات التي توفرها الإنترنت لمضايقة شخصٍ آخر أو تهديده أو إحراجه أو التحرش به، يشمل ذلك نشر معلوماتٍ شخصيةٍ أو صورٍ أو مقاطع فيديو مصممة لإيذاء شخصٍ آخر أو إحراجه.
ومن أكثر التصرفات التي يمكن تصنيفها ضمن سلوكيات التنمر الالكتروني نجد:
إرسال رسائل البريد الإلكتروني أو النصوص أو الرسائل الفورية.
تكرار إرسال رسائل لا معنى لها لشخصٍ ما إلى حدِ المضايقة.
نشر أشياءٍ مؤذيةٍ عن شخصٍ ما على وسائل التواصل الاجتماعي.
نشر الشائعات أو القيل والقال عن شخصٍ ما عبر الإنترنت.
السخرية من شخصٍ ما في دردشةٍ جماعيةٍ عبر الإنترنت.
مهاجمة أو قتل شخصيةٍ في لعبةٍ على الإنترنت، بشكلٍ مستمرٍ وعن قصدٍ.
انتحال شخصية شخصٍ آخر عن طريق إنشاء ملف تعريفٍ مزيفٍ عبر الإنترنت.
تهديد أو تخويف شخصٍ ما عبر الإنترنت أو عبر رسالةٍ نصيةٍ.
التقاط صورةٍ أو فيديو محرج ومشاركتها دون إذن.
يكثر هذا النمط من أفعال التنمر الالكتروني بين الشباب اليافعين والأطفال، في حين أن تعرض البالغين لمثل هذه الأفعال أقل، فيمكن أن يحيل البالغون الأمر للقضاء ليُعامل على أنها جريمةٌ لها عواقب قانونية قد تصل حتى عقوبة السجن.
إحصائيات وأرقام
قد يعتقد البعض أن موضوع التنمر الالكتروني أمرٌ مبالغٌ فيه ولا يستحق المعالجة فهو ظواهرٌ فرديةٌ قليلةٌ ونادرةٌ يمكن أن تختفي تلقائيًا، إلا أن الإحصائيات تشير إلى خلاف ذلك! أهمها:
- يتعرض ما يقارب من 43% من الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت للتخويف، ربعهم بشكلٍ متكررٍ.
- تعرض 70% من طلاب المدارس المتوسطة للمضايقات الإلكترونية المتكررة.
- يستخدم أكثر من 80% من المراهقين الهواتف المحمولة مما يجعلهم عرضةً للتنمر الإلكتروني.
- يعتبر 68% من المراهقين أن التنمر الإلكتروني مشكلةً خطيرةً تحتاج المعالجة.
- اعترف حوالي 58% من الأطفال بأن شخصًا ما قد استخدم عباراتٍ ضارةً معهم عبر الإنترنت، وأكثر من 4 من أصل 10 يقولون إن هذا قد حدث أكثر من مرةٍ.
- ضحايا التنمر الالكتروني أكثر عرضةً للتفكير في الانتحار من باقي أقرانهم في نفس العمر.
كيف نحمي أطفالنا وطلابنا من التنمر الالكتروني؟
تظهر الإحصائيات التي عرضناها أعلاه أن مشكلة التنمر الإلكتروني قد توصل الضحية حد التفكير في الانتحار، لذلك على الآباء والمدرسين التعامل بجديةٍ والسعي لحماية الأطفال الطلاب.
أفضل طريقةٍ لمنع التنمر الالكتروني هي تعليم الطفل وتدريبه للتعامل مع هذه التصرفات وعدم التأثر بها، فمن المستحيل أن نبعد أطفالنا عن استخدام الإنترنت الذي غدا جزءًا أساسيًا في حياتنا.
الإجراءات الممكنة للحماية من التنمر الالكتروني:
تعريف الطفل بماهية التنمر الإلكتروني وتقريبه إليه بكلماتٍ بسيطةٍ دون تعقيدٍ.
احرص على ممارسة النشاطات الاجتماعية في العالم الحقيقي بمشاركة الطفل ليتعلم آداب الحديث وما يمكن أن يعتبر شاذًا وغير مقبول.
من الضروري الحفاظ على خطوط اتصالٍ صريحةٍ ومفتوحةٍ بين الطفل ووالديه، أو الطالب وأستاذه في المدرسة.
معرفة الأجهزة والتطبيقات والتكنولوجيا التي يستخدمها طفلك.
من المهم جدًا إبقاء التكنولوجيا خارج غرف نوم الأطفال حيث يمكن أن يستخدمها دون إشرافٍ، وقد يسيء استخدامها.
في حال تخصيص الطفل بهاتفٍ محمولٍ مع شريحة اتصالٍ يمكن استخدام عقد شراء الشريحة لتفعيل المراقبة الأبوية للجهاز وذلك بالتعاون مع مزود الخدمة.
تعليم الأطفال الاحترام والتعاطف مع الآخرين عبر الإنترنت.
بالإضافة للخطوات العملية المذكورة من المهم جدًا ألا يشعر الطفل أو المراهق أن الأهل يفعلون ذلك بهدف تقييد حريته، بل بالعكس، ذلك أنّ حماية خصوصية الأطفال على الانترنت يجب أن تكون إجراءً واضحًا، ويكفل بوضوحٍ اطمئنان الطفل أو المراهق لتجربته في العالم الافتراضي.
يختلف علاج التنمر اعتمادًا على نوعه وحينه، إذ إنّ له عدة أنواع:
التنمر اللفظي: يتضمن المضايقة، وإطلاق الألقاب، والإيحاءات الجنسية غير اللائقة، والسخرية، والتهديد بالأذى.
التنمر الاجتماعي: يتضمن نبذ شخصٍ ما من مجموعةٍ، وإخبار الأطفال الآخرين ألا يكونوا أصدقاء معه، ونشر الإشاعات عنه، أو إحراجه أمام الآخرين.
التنمر الجسدي: ويتضمن ضرب الشخص، أو دفعه، أو سلب أو كسر أغراضه، وإيقاعه، أو حتّى القيام بإشاراتٍ مسيئةٍ بالأيدي.1
أساليب علاج التنمر
تقوم طرق علاج التنمر بشكلٍ عام على مساعدة ضحايا التنمر في رؤية المستقبل بنظرةٍ إيجابيةٍ سواء بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ. يمكن زيادة النشاطات التي يستمتع بها الطفل بالإضافة إلى مساعدتهم لإيجاد طرقٍ للاسترخاء، كما يجب التوضيح للضحية أن تعرضه للتنمر ليس ذنبه، وألا يرد بعدائيةٍ على المتنمر، ففي أغلب الأحيان حين يتم تجاهل المتنمر فإنه يمل ويتوقف لأن الأمر لم يعد مسليًّا بالنسبة له، كما يجب تعليم الطفل كيف عليه الرد على الإساءة في المرة المقبلة لكي يكون متجهزًا لأي ظرفٍ.
غالبًا ما يقوم ضحايا التنمر بتجاهل تلك المشاعر السلبية التي يتسبب بها المتنمرون لهم، وذلك بهدف عيش حياة طبيعية، ويمكن لهذا أن يسبب لهم بعض الراحة بشكلٍ مؤقتٍ، لكنه ليس حلًا دائمًا. هناك عدة طرقٍ متاحة من أجل علاج التنمر والأخذ بيد ضحاياه في التغلب على الاضطرابات النفسية واستعادة الثقة بالنفس، ومنها:
التدخل
بالنسبة للأطفال في المدارس، في أغلب الأحيان يتم إيقاف التنمر عن طريق التدخل إما من قبل الشخص المسؤول في المدرسة أو عن طريق شخص يمثل ندًّا للمتنمر؛ حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2001 أن 57% من حالات التنمر توقفت بسبب تدخل ندّ يدافع عن الضحية.
قد يتم التدخل بين الآباء، حيث يقوم والدا الضحية بمناقشة تجارب ومشاعر ابنهما مع والدي المتنمر واللذان قد لا يكون لهما علم بالوضع من قبل، إلا أنّ التدخل يجب أن يكون مع وجود وسيط أو ضمن مجموعة تجنبًا لحدوث شجارٍ من مستوى آخر!.
استشارة طبيب نفسي
خلال الجلسات، يمكن للضحية استرجاع معظم الذكريات المتعلقة بتلك الحوادث، وتعلم طرق جديدة لكي يتخطى الصدمات، ويجب أن يعمل الطبيب النفسي على زيادة ثقة المريض بنفسه وأن يساعده على تخطي تجاربه السلبية.
تغيير المدرسة أو مكان العمل أو الإقامة
عندما يتم تجاهل مقدار كبير من التنمر على مدى سنوات قد لا ينفع التدخل في علاج التنمر هنا، ففي بعض الحالات مثلًا، عند التعرض للتنمر في مكان العمل وعدم تجاوب المدير أو الأقسام المختصة مع الشكوى، قد يكون على الشخص إيجاد مكان عمل جديد ذي بيئةٍ أفضل، وعندما يصبح الطفل غير راغبٍ بالذهاب إلى المدرسة حتى بعد توقف التنمر فقد يكن على الأهل نقله إلى مدرسةٍ جديدةٍ.
علاج أعراض التنمر عند الأطفال على المدى البعيد
تبدأ مراحل علاج التنمر باستشارة مختصٍ، حيث يقوم العلاج على المراحل التالية:
تكوين علاقة قائمة على الثقة بينه وبين الطفل؛ حيث يجب أن يشعر الطفل بالأمان.
تعزيز ثقة الطفل بنفسه؛ عن طريق رفع معنوياته، كما يجب أن يعمل المختص مع الطفل سويًّا على تخفيف مستويات القلق لدى الطفل للمساعدة في تخفيف أو علاج الاكتئاب الذي قد يحصل.
مساعدة الطفل على اكتساب الثقة؛ لكي يعود إلى المدرسة وتعليمه المهارات الاجتماعية.
مساعدة الطفل على بناء صداقات وثيقة؛ مما يؤمن له الدعم والمساندة.
العمل مع المدرسين والأهل؛ لتسهيل عملية التغيير.
إجراءات يمكن القيام بها لمنع التنمر
لعلّ الحلّ الأفضل في سبيل علاج التنمر يكمن في تجنيب الطفل أو المرء فرص الوقوع فيه، وذلك من خلال:
تشجيع الأطفال على فعل الأشياء المحببة لهم: حيث يمكنهم القيام بالأعمال التطوعية، والرياضة، والغناء في مجموعاتٍ أو الانضمام للنوادي المدرسية. تساعدهم تلك النشاطات على التسلية والتعرف على أطفالٍ آخرين يشاركونهم نفس الاهتمامات، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويمنحهم فرصة بناء صداقاتٍ تحميهم من التنمر.
فتح أبواب الحوار مع الأطفال: تُظهر الأبحاث أن الأطفال يتطلعون للأهل طلبًا للنصح في المشاكل، لذلك يجب تخصيص وقت بشكلٍ يومي تقريبًا للتحدث مع الطفل وسؤاله عما يحدث معه في المدرسة أو مع أصدقائه، وتشجيعه على التحدث بشكلٍ دائمٍ، والتحدث إليه عن التنمر وشرحه له.
خلق مثال جيد للأطفال: يجب على الأهل أن يكونوا مثالًا جيدًا يحتذي به الطفل من ناحية معاملة الآخرين بلطفٍ واحترامٍ.
تعليم الأطفال الطرق الآمنة للوقوف بوجه التنمر، مثل:
التحدث إلى شخصٍ بالغٍ موثوق عند تعرضهم للتنمر أو مشاهدتهم أحدًا ما يتعرض له.
تعليمهم كيفية الوقوف بوجه الأطفال المتنمرين، وإلى من عليهم التحدث في حال لم تنجح تلك الطريقة.
تعليمهم طرق المحافظة على السلامة عن طريق بقائهم في مجموعاتٍ أو على مرأى من أشخاصٍ بالغين آخرين.
اضافةتعليق
التعليقات