• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

السيدة الزهراء وحكاية الإنتظار

فاطمة الركابي / الخميس 20 شباط 2020 / اسلاميات / 3376
شارك الموضوع :

إن الزهراء كانت منتظرة وتعيش الظهور في آن واحد

بعد أن كان البيت الفاطمي العلوي يَنعم بنعمة وجودة حبيب الله وخاتم رسله، حانت لحظة رحيله؛ فتعالى قال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}(الزمر: 30) فسُنة الموت لا تعدو أي انسان وإن كان نبيا.

هنا بدأت تحكي لنا وتبين مولاتنا الزهراء(عليها السلام) ما جرى وصار، بقولها: [...ثُمَّ قَبَضَهُ اللهُ إليْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَاختِيارٍ، ورَغْبَةٍ وَإيثارٍ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله عَنْ تَعَبِ هذِهِ الدّارِ في راحةٍ، قَدْ حُفَّ بالمَلائِكَةِ الأبْرارِ، وَرِضْوانِ الرَّبَّ الغَفارِ، ومُجاوَرَةِ المَلِكِ الجَبّارِ]، نعم هكذا رفعت أعظم نِعم الله تعالى على البشرية، ولكن ماذا بعد رحيل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)؟!

كتاب الله يجيبنا بقوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}(آل عمران: 144).

فالصديقة قامت وخطبة قائلة: [أَنْتُمْ عِبادَ الله نُصْبُ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ، وَحَمَلَةُ دينِهِ وَوَحْيِهِ، وِأُمَناءُ اللهِ عَلى أنْفُسِكُمْ، وَبُلَغاؤُهُ إلى الأُمَمِ، وَزَعَمْتُمْ حَقٌّ لَكُمْ للهِ فِيكُمْ، عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ، وَبَقِيَّةٌ استَخْلَفَها عَلَيْكُمْ]، بعد ما صدر من أمة أبيها الأنقلاب والخذلان؛ صدر منها عتاب المشفق لا الموبخ، عتاب المُحسن الظن بأمة (بايعت نبيها في حياته وها هي تنقض المواثيق بعد رحيله) لا عتاب الساخط؛ فهي بنت من بُعث للناس رحمة، السيد الهادي، والرسول المبلغ.

كانت تترقب منهم اليقظة بعد الغفلة التي وقعوا فيها، والإستقامة بعد الانحراف الذي سيبنون عليه دينهم ودنياهم؛ تترقب تلبية صرختها الحقة، ذكرتهم بما اوجبه عليهم رسول الله والذي به سعادتهم ونظم امرهم، ووحدتهم، بقولها[...وَطاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ،..].

ولكن إنتظار الزهراء (عليها السلام) لتحقق ذلك قد طال، فقد صغت قلوبهم لأهل الدنيا وطلبة السلطة فصموا عن سماع تذكيرها، فألقت عليهم الحجة وقالت: [فَبعَيْنِ اللهِ ما تَفْعَلُونَ {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}، وَأَنَا ابْنَةُ نَذِيرٍ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَديدٍ، {فَاعْمَلُوا إنّا عامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إنّا مُنْتَظِرُونَ}].

نعم، طال إنتظارها لكن على المستوى العام لا الشخصي، فإن الزهراء (عليها السلام) هي كانت منتظرة وتعيش الظهور في آن واحد فهي بمعرفتها بأمام زمانها وطاعتها له ونصرتها له هي عاشت عصر ظهوره وهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وهي بذات الوقت منتظرة  على أثر جهل الأمة بإمامهم وعدم طاعتهم له الذي جعل عصر الظهور يتحقق بشكل كامل.

وهذا مفهوم الإنتظار الذي يمكننا أن نتعلمه من مولاتنا الزهراء (عليها السلام) أي إذا لم يكن ظهور الإمام متحقق في ذات المهدوي المُنتظِر في زمان الغيبة الآن فلن يكون من المنتظرين الحقيقيين لقيامه وظهور دولته الالهية العادلة الحاكمة للعالم، كما أشارت إليه العديد من الروايات:

فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):" طوبى لمن أدرك قائم أهل البيت وهو مقتد به [قبل] قيامه، يتولى وليه ويتبرأ من عدوه ويتولى الأئمة الهادية من قبله، أولئك رفقائي وذوي مودتي وأكرم أمتي عليِّ"(١).

وعن زرارة قال أبو عبد الله (عليه السلام):" أعرف إمامك، فإنك إذا عرفت [لم يضرك] تقدم هذا الأمر أو تأخره"(٢)،

لذا فالزهراء (عليها السلام) هي المثل الأعلى للمنتظرين والممهدين الذين يريدون أن يحققوا الانتظار المطلوب في نفوسهم والذين يريدون أن يعيشوا عصر الظهور الآن وإن غيب عنهم إمامهم، وفي القادم من الزمان عند تحقق الفرج التام.

----

(١) الغيبة للطوسي، ص٤٥٦، ح٤٦٦.            
(٢) الكافي للكليني:ج١، ص٣٧١، باب: انه من عرف إمامه...، ح١.

الامام المهدي
القيم
الفكر
الدين
فاطمة الزهراء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    آخر القراءات

    العلماء يحددون الجينات المسؤولة عن تطور الدماغ البشري

    النشر : الأثنين 04 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    جابر الانصاري في ذاكرة التاريخ

    النشر : الخميس 09 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    ممارسة الركض تجلب السعادة وتزيد الثقة بالنفس

    النشر : الثلاثاء 01 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    دجاج بالزعتر

    النشر : الأحد 19 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    قدرة فائقة للسكر على علاج الجروح

    النشر : الأحد 29 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    لا تقتليه.. عالجي نظراته!

    النشر : الثلاثاء 28 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 890 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 770 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 453 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 375 مشاهدات

    من الغرب إلى كربلاء: صحوة الروح أمام ملحمة الفداء

    • 350 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 335 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1364 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1346 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1224 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1144 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1068 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1067 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت
    • منذ 9 ساعة
    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح
    • منذ 9 ساعة
    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟
    • منذ 9 ساعة
    "لا أحد يأتي إلينا"، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش والموت في مراكز علاج نفسي؟
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة