• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فاطمة الزهراء والقدوة النسائية في المحور السياسي

زهراء وحيدي / الأربعاء 31 كانون الثاني 2018 / اعلام / 6578
شارك الموضوع :

لقد كانت خطبة السيدة العظيمة في لقاء النساء تجسيداً لمنعطف القضية السياسية المركزية التي أدركها الانحراف.. وغزاها الزيغ والجنف في مفازات ال

لقد كانت خطبة السيدة العظيمة في لقاء النساء تجسيداً لمنعطف القضية السياسية المركزية التي أدركها الانحراف.. وغزاها الزيغ والجنف في مفازات الأفكار المضادة، وقد أبلغت الزهراء في ذلك ابلاغا مزدوجاً للنساء والرجال معاً.

ولم تكن الخطبة اعتباطية المنشأ ولا عاطفية المصدر، بل كانت تنزع عن احتجاج صارخ لقضية مشروعة، ولكنها في لغة القوم مقاومة صادعة، ومعارضة عارمة في المنظور السياسي، فقد لخصت الزهراء بإمعان عالٍ ما ينتظر الأمة من الفتن وسفك الدماء واستيلاء الفوضى وتردي الاوضاع، فلا الحقوق مصونة من الاغارة ولا الحرمات في ذمام من الهتك، ولا الاحكام وفق الموازين في عدالة اجتماعية.

وانما هو السيف القاطع وسيلان الدم.. والسطوة القاتلة في ظل المعتدى الغاشم، والهرج الدائم الاستمراري واستبداد الظالمين في كل شيء وقد حدث كل هذا فعلا وفوق هذا فالفيء زهيد والجمع حصيد، وقد منعت السماء قطرها، والأرض بركاتها، فكانت الحسرات متلاحقة في الصدور، والآهات مترادفة في الأعماق، والنوازل متتالية في الوقوع حيث لا تنفع الحسرة، ولا تجدي الندامة، وقد عميت عليهم من كل الجهات، فهم في ظلمات يغشى بعضهم بعضا.

وقد أنحت الزهراء في هذه الخطبة باللائمة على قريش في مبادرتها الخطيرة تجاه أهل بيت النبوة... واستعظمت ابتزازها لمنصب خلافة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) استبدادا، دون الالتجاء الى ركن وثيق فيما أقدموا عليه.. ولا تعلق بحبل متين يتشبثون به، وما ذلك إلاّ الأثرة، وحب السلطان وحب القبيلة.

وقال سويد بن عفلة، وهو يتحدث عن جزء من هذا الملحظ من وجه، ومن تأثير الخطبة من اخر، ومؤرخاً لها: (فأعادت النساء قولها على رجالهنَّ... فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار معتذرين، وقالوا: يا سيدة النساء، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن يبرم العهد... ويحكم العقد لما عدلنا إلى غيره!.

فقالت الزهراء (سلام الله عليها): "إليكم عني، فلا عذر بعد تعذيركم... ولا أمر بعد تقصيركم"[1]

وكان هذا الرد رفضاً مريراً يحكي عن الواقع الأليم الذي وصل اليه المناخ الاجتماعي المتعثر.

ومع كل هذا الظلم والدناءة التي كانت تحيط بالمجتمع السياسي في ذلك الوقت الاّ اننا شهدنا موقفا عظيما للسيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) مثلت من خلاله الدور السياسي الكبير للمرأة القوية الصارخة بإسم الحق، المدركة بأهمية الموضوع والفاهمة لضرورة الوقوف بوجه الظلم، اذ تجلى ذلك بتصريح ذكي في المشهد السياسي تم من خلاله فضح الهواجس الدنيئة وطرح الأكاذيب الملفقة التي ارادت طمس الهوية الإسلامية من اجل المصالح الشخصية في الساحة.

فإن نساء اليوم لا يُقصرن عن مثل ذلك، وخصوصاً لو كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي القدوة النسوية في محورهنَّ الحياتي، ولكن انعدام الوعي وتحيّز الشعور بالمسؤولية تجاه الإسلام والأمة، وتراجع الروح الرسالية إضافة الى الحواجز النفسية التي صنعتها الثقافة الجاهلية جميعها كانت عوامل مساعدة في خلق هذا البرود الفكري الذي شجع النساء على البقاء بعيداً عن الخوض في الساحات السياسية، لتُصد المرأة عن تفعيل دورها الرسالي في المجتمع.

فحينما تنهض المرأة تعطي زخماً مماثلاً لنهضة الأمة، بينما لو تعطلت عن ذلك لأضحت عقبة في طريق تطور ونهوض الأمة، وعلى النساء اليوم التفاعل اكثر في الميادين السياسية وإبراز الأفكار والتحليلات العميقة التي سترفع من شأن المرأة وتعود بالنفع على المجتمع الاسلامي، ولكي تعود المرأة الى الميادين السياسية بقوة اكبر يجب تذكيرها بالمسؤولية الكبيرة التي تحملها على عاتقها تجاه الإسلام، خصوصاً مع الوضع والتحديات التي نعيشها في الوقت الراهن، والخسارات الكبيرة التي ستلحقها بالأمة والإسلام في حال استمرت على منوال الجهل وعدم ادراك الوضع السياسي الذي تمر به المنطقة، خصوصاً بعد نبذ العلمانية والإصرار على الارتباط العميق الذي يربط الدين بالسياسة.

كما ان السيدة الكريمة كان لها دورا كبيرا في المشاورة، ومن هذا الباب تعتبر الشورى هي ايضاً لون من ألوان المشاركة في إبداء الرأي واتخاذ القرارات التي تهم مصلحة الأمة، وقد أشرك النبي الكريم (ص) النساء وبالأخص فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الشورى من اجل المصالح العامة وفيما يتعلق بشؤون الأمة، كدليل على أهلية المرأة في إعطاء المشورة وتنفيذ ما تشير به، ان كان الرأي ينسجم مع المصلحة العامة، كما هو الأمر في استشارة الرجل.[2]

ومن هذا المنظور نستنتج بأن المرأة تعكس على المجتمع دورا سياسيا عميقا، ومن خلاله تترك اثرا بالغا يرفع من همم الأمة ويزيد من قوتها.. فالدور الكبير الذي لعبته السيدة الزهراء يبين لنا أهمية موقع المرأة في المجتمع وما يمكن ان تسعى اليها في ضغون التحديات التي تواجهها في العالم. 


[1]الطباطبائي، الميزان في تفسير القران: ١٠/٥٨.
[2] (المرأة في نهج البلاغة/ ص ١٤٦)

فاطمة الزهراء
السياسة
الاسلام
مفاهيم
المرأة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    آخر القراءات

    غِيلَ الأمل..

    النشر : الأثنين 27 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    من البصرة الفيحاء: تاكسي القراءة

    النشر : الأربعاء 09 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    مطبخ بشرى حياة: فتة الدجاج الدمشقية

    النشر : الخميس 07 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    اليوم الدولي للسلام: اللون المفقود في الدول العربية

    النشر : الأحد 22 ايلول 2019
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الإمام المهدي: طريق نحو توحيد الأمة الإسلامية

    النشر : الخميس 13 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    أخيرا.. ايفون يمكنك من إرسال الرسائل عبر واتساب بدون انترنت

    النشر : الأثنين 13 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 523 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 455 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 418 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 413 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 401 مشاهدات

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    • 358 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1438 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1378 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1255 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1099 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1060 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1048 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه
    • منذ 11 ساعة
    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟
    • منذ 11 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 11 ساعة
    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم
    • منذ 11 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة