روبلوكس (Roblox) ليست مجرد لعبة واحدة، بل هي منصة ألعاب ضخمة وعالم افتراضي يتيح للمستخدمين، وخاصة الشباب والمراهقين، إنشاء ألعابهم الخاصة وتجاربهم ومشاركتها مع ملايين اللاعبين حول العالم. تم إطلاقها في عام 2006، وتعمل على مختلف الأجهزة مثل الهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر، وأجهزة الألعاب مثل Xbox.، كما يمكن للاعبين في روبليكس:
إنشاء شخصياتهم الافتراضية (الأفاتار): وتخصيصها بالعديد من الملابس والإكسسوارات.
اللعب والاستكشاف: الانضمام إلى ملايين التجارب والألعاب المختلفة التي أنشأها مجتمع اللاعبين.
صناعة المحتوى: استخدام أدوات "Roblox Studio" المجانية لإنشاء ألعاب وتجارب خاصة بهم باستخدام لغة برمجة "Luau".
تأثير روبلوكس على الشباب والمراهقين ذو حدين، له جوانب إيجابية وأخرى سلبية، فالايجابيات تشمل (الإبداع والابتكار فهي تشجع المنصة على الإبداع من خلال أدوات إنشاء الألعاب، مما يساعد الشباب على تطوير مهارات البرمجة والتصميم والتفكير الإبداعي، والتفاعل الاجتماعي فهي تتيح لهم التواصل واللعب مع أصدقائهم وملايين اللاعبين الآخرين حول العالم، مما يعزز مهاراتهم الاجتماعية، والتعليم، إذ يمكن للمعلمين استخدام المنصة لإنشاء تجارب تعليمية تفاعلية، مثل محاكاة الأحداث التاريخية أو المفاهيم العلمية) أما السلبيات والأضرار فهي كثيرة، على الرغم من الإيجابيات، هناك مخاطر كبيرة مرتبطة بلعبة روبلوكس، تتطلب وعيًا ورقابة من أولياء الأمور:
1- المحتوى غير اللائق: بما أن الألعاب يصنعها المستخدمون، فقد تحتوي بعض التجارب على محتوى عنيف، أو دماء، أو مشاهد غير مناسبة لبعض الأعمار، على الرغم من أن روبلوكس لديها معايير مجتمعية وأدوات لمراقبة المحتوى، تم الإبلاغ عن وجود محتوى جنسي افتراضي في بعض الأحيان، مما يثير قلقًا كبيرًا بشأن سلامة الأطفال، إضافة إلى المساس بالدين والمعتقدات بطريقة مدروسة وسيئة جداً فأحد المنصات تتطلب القفز فوق القرآن الكريم والعياذ بالله للإنتقال إلى مستوى آخر إضافة إلى إظهار الكعبة الشريفة بطريقة غير لائقة أبداً وهكذا الكثير من هذه التفاصيل التي تمس بالمعتقد الديني وتشوهه في العقل الباطن للطفل.
2- التفاعل مع الغرباء والتحرش: تسمح المنصة للمستخدمين بالتواصل مع بعضهم البعض عبر الدردشة، مما يفتح الباب أمام تفاعل الأطفال مع غرباء قد تكون لديهم نوايا سيئة، هناك خطر التحرش والاستمالة (Grooming)، حيث يحاول بعض البالغين استغلال الأطفال والتلاعب بهم، وقد يشجعونهم على الانتقال إلى منصات أخرى أقل رقابة، يمكن أن يتعرض المراهقون للتنمر الإلكتروني من قبل لاعبين آخرين.
3- الإنفاق داخل اللعبة والاحتيال: تستخدم اللعبة عملة افتراضية تسمى "Robux" يمكن شراؤها بأموال حقيقية، هناك العديد من المشتريات داخل الألعاب التي قد تشجع الأطفال والمراهقين على إنفاق مبالغ كبيرة من المال دون وعي، ويتعرض بعض اللاعبين لعمليات احتيال أو سرقة داخل اللعبة، حيث يطلب منهم آخرون معلومات بطاقاتهم الائتمانية أو بياناتهم الشخصية.
4- الإدمان والمشاكل الصحية والنفسية: مثل أي لعبة إلكترونية، يمكن أن يؤدي قضاء وقت طويل جدًا عليها إلى الإدمان، مما يؤثر على أداء الطفل الأكاديمي والاجتماعي، ويؤثر الإفراط في استخدام الشاشات على الصحة الجسدية، مثل آلام العيون والرقبة، إضافةً للمحتوى العنيف أو التحرش على الصحة النفسية للمراهقين، مما يسبب لهم القلق أو الاكتئاب أو الخوف.
كيف يمكن الحد من هذه المخاطر؟
الرقابة الأبوية الشديدة: توفر روبلوكس أدوات رقابة أبوية تسمح للآباء بالتحكم في من يمكن لأطفالهم التحدث معه، والمحتوى الذي يمكنهم الوصول إليه، وتحديد قيود على الإنفاق.
التوعية والحوار: يجب على الآباء التحدث بصراحة مع أبنائهم حول مخاطر التفاعل مع الغرباء، وعدم مشاركة المعلومات الشخصية أو المالية، وضرورة إخبارهم في حال تعرضهم لأي مضايقات كالتنمر والتحرش.
تحديد الوقت: وضع قواعد واضحة بشأن المدة الزمنية المسموح بها للعب للحفاظ عليهم من الإدمان.
مشاركة الطفل: من الأفضل أن يكون الوالدان على دراية باللعبة التي يلعبها أبناؤهم، وقد يشاركونهم اللعب أحيانًا لفهم طبيعة المحتوى والتأكد من أمانه.
اضافةتعليق
التعليقات