يحتفل العالم في الثالث من آيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة لتعريف العالم بحرية التعبير وكذلك لتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين آثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار، وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن هذا اليوم العالمي في عام (1993)، وذلك بعد التوصية التي اعتمدتها الدورة السادسة والعشرون للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991.
في الآونة الاخيرة زاد العنف ضد الصحفيين فتعرضوا لمختلف أنواع المضايقات، من الاعتداء والاعتقال وحتى القتل أحيانا كثيرة، في الوقت الذي تعتبر الصحافة السلطة الرابعة، و يُطلق مصطلح السلطة الرابعة على وسائل الإعلام عموماً وعلى الصحافة بشكل خاص، ويستخدم هذا المصطلح اليوم في سياق إبراز الدور المؤثر لوسائل الإعلام ليس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب، بل في تشكيل الرأي، وتوجيه الرأي العام، والإفصاح عن المعلومات، وخلق القضايا، وتمثيل الحكومة لدى الشعب، وتمثيل الشعب لدى الحكومة، وتمثيل الأمم لدى بعضها البعض.
ومنذ أول ظهورٍ مشهورٍ له منتصف القرن التاسع عشر، استخدم المصطلح بكثافة انسجاماً مع الطفرة التي رافقت الصحافة العالمية منذ ذاك الحين، ليستقر أخيراً على معناه الذي يشير بالذات إلى الصحافة وبالعموم إلى وسائل الاتصال الجماهيري (mass media)، كالإذاعة والتلفاز.
استخدم العرب والأوروبيون القدامى عديدا من المصطلحات لوصف الصحافة، بأشكالها المختلفة، فعند دخول الصحافة، لأول مرة، في مطلع القرن التاسع عشر، حينما اصدر الوالي داوود باشا أول جريدة عربية في بغداد اسماها جورنال عراق، باللغتين العربية والتركية، وذلك عام (1816) ، واصدرت أول صحيفة عام (1869) تبعها عدة صحف منها جريدة الموصل والبصرة وبغداد والرقيب.
أما في العراق تأسس أول تنظيم للصحفيين (1946) باسم جمعية الصحفيين ثم جرى حلها عام (1959) وبعد ثورة (14) تموز صدر قانون بتأسيس نقابة الصحفيين عام (1959)، و تم صدور جريدة الزوراء العراقية على يد مؤسسها الوالي مدحت باشا. الذي جلب لها مطبعة من باريس عام 1869، اسماها بمطبعة (الولاية). فكانت المطبعة والجريدة صنوين لعمل واحد. صدرت الزوراء ومنذ عددها الأول باللغتين العربية والتركية وبالحجم المتوسط، بثماني صفحات، ثم بأربع صفحات، حتى عام 1908 م.
بعدها ومع حملة نابليون بونابرت على مصر عام ( 1798) وفي بداية القرن العشرين كثر عدد الصحف العربية وخصوصا في سورية ومصر، فصدرت المؤيد واللواء والسياسة والبلاغ والجهاد والمقتبس وغيرها ومن الصحف القديمة والتي لا زالت تصدر في مصر كجريدة الأهرام والتي صدرت لأول مرة في عام (1875).
وقد عرف بعضهم الصحافة الحديثة بأنها كل نشرة مطبوعة تشتمل على أخبار ومعلومات عامة وتتضمن سير الحوادث والملاحظات والانتقادات التي تعبر عن مشاعر الرأي العام وتباع في مواعيد دورية محددة وتعرض على الجمهور عن طريق الاشتراك والشراء. وكان يطلق عليها لفظة "الوقائع" ثم أطلق عليها الجورنال. وقد استعمل العرب الأقدمون كلمة "صحفي" بمعنى الوراق الذي ينقل في الصحف، وقيل في ذلك عن بعضهم "فلان من أعلم الناس لولا أنه صحفي" بمعنى أنه ينقل عن الصحف أو الصحائف.
حرية الصحفيون
تقول سي بي جاي أن (90% من الـ370) جريمة قتل بحق الصحفيين خلال السنوات العشر الأخيرة لم ينتج عنها حكم إدانة. في حين تنظر المنظمات الدولية وغير الحكومية في منهجيات جديدة لمواجهة المشكلة، ونادراً ما يتم مناقشة دور الإعلام في هذه العملية.
اضافةتعليق
التعليقات