أمسى الهاتف المحمول جزءاً لا يتجزأ في حياة كل شخص حيث احتل مساحة كبيرة من خصوصياتهم، هناك من لم يجد استخدامه ليصل إلى حالة الادمان بين تطبيقاته التي لا حصر لها وفي الجانب الآخر استطاع أن يجعله اداة مفيدة سواء في عمله أو حياته الخاصة مما جعل غالبية الصائمين يستخدمونه في تلبية احتياجاتهم من ناحية الافطار والامساك وترقب صوت الآذان للمناطق التي تخلو من الجوامع وأمور أخرى كمتابعة البرامج المتنوعة التي ترتبط بالطهي والاقتصاد والسياسة...
(بشرى حياة) كانت لها هذه الجولة الاستطلاعية حول خصوصية رمضان والهاتف الجوال..
متابعة دؤوبة
تنقل الحاجة أم عيسى رؤيتها بهذا الجانب قائلة: أتاح لي الجهاز المحمول (الموبايل) فرصة في تلاوة القرآن الكريم حيث كنت دوما ما أخطأ في نطق مخارج الحروف أما الآن بدأت أستمع من خلال برنامج (حقيبة المؤمن) آيات من الذكر الحكيم لمتابعة القراءة بالشكل الصحيح، فضلًا عن توقيت المنبه لأوقات السحر والآذان .
من جانب آخر قالت أم رفل (ربة بيت 39 سنة): لا يفارقني الهاتف الجوال في رمضان فمن خلاله أطلع على أنواع برامج الطهي للوصفات الشرقية والغربية وصناعة الحلويات والمعجنات.
وأضافت: كما سهل مهمة قراءة الأدعية المتعارفة من خلاله والزيارات حيث أصبح بديلا عن الكتب خصوصا حينما نخرج في سفر خارج المدينة في أيام شهر رمضان المبارك أو غيرها.
منصات مختلفة
يعد التطور التكنلوجي واحد من أهم أسس الحياة العصرية لمواكبة العالم بما هو جديد ومفيد من الناحية العلمية والاجتماعية والدينية.
حيث وفرت منصات التواصل مثل اليوتيوب وحقيبة المؤمن وغيرها من التطبيقات فرصة مثمرة لمن لا يجيدون القراءة والكتابة من خلال متابعة القراء والمنشدين من مختلف الدول العربية.
ورغم تلك المميزات الجميلة إلا أن الهاتف المحمول قد يقف عائقا أمام فرصة التآزر الاجتماعي التي كانت طاغية ضمن العادات الرمضانية في الشهر الفضيل خلال العقود المنصرمة حيث يتبادل الأصدقاء والأقارب الزيارات فيما بينهم، إلا أن ظهوره تسبب بالكثير من العزلة لدى البعض.
بهذا الجانب كان لنا وقفة مع الباحثة الاجتماعية ثورة مهدي الأموي قالت من خلالها: إن شهر رمضان من أهم الشهور لأنه شهر الإيمان والتقوى وحب الخير والصبر على تحمل الجوع والعطش والاحساس بمعاناة الفقير.
وأضافت: كما يتوجب علينا في هذا الشهر الفضيل أن نوظف وقتنا بشكل يتناسب مع قدسيته وذلك من خلال التوجه بشكل كامل للعبادات وترك الأمور الدنيوية قدر الإمكان، ومنها ترك الحديث بجهاز (الموبايل) بالأمور الجانبية، ولتكن علاقتنا به علاقه خدمية نستفيد منه بشكل كامل بالتواصل مع القنوات والصفحات التي تهتم بهذا الشهر الفضيل وهي أمور العبادات وترك المحرمات.
واغتنام هذه الأيام المباركة باستخدامه في الاستماع إلى القرآن الكريم والمواضيع الهادفة كالأحاديث النبوية وأقوال أهل البيت (عليهم السلام) حتى أثناء عملنا كتواجدنا داخل المطبخ.
فضلًا عن تقديم فرصة للسيدات اللواتي لا يتقن تحضير أطباق رمضانية مميزة بتعلمهن بعض الأكلات وصناعة الحلويات التي تفرح بها أهل بيتها في هذا الشهر العظيم.
وأشارت إلى ضرورة تقسيم الوقت المناسب لاستخدامه ليتمكن الصائم من الاستفادة منه بالدرجة الأساسية في عبادته والأمور الاجتماعية الهادفة.
اضافةتعليق
التعليقات