• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عنوسة أم أزمة رجال؟

زهراء وحيدي / السبت 21 كانون الثاني 2017 / علاقات زوجية / 2664
شارك الموضوع :

هاهي أقدام الأربعين تقترب من عتبة عمري بخطوات عنيفة، عقارب الزمن تصارع اللحظات لترمي بزهرة شبابي على مقصلة الخوف، عيون العابرين تشنق احلام

هاهي أقدام الأربعين تقترب من عتبة عمري بخطوات عنيفة، عقارب الزمن تصارع اللحظات لترمي بزهرة شبابي على مقصلة الخوف، عيون العابرين تشنق احلامي الصغرى، وانا اتمتم شهادتي... حتى تأملت ما يحصل حولي، مقصلة!، شهادة!، عنف!، عقارب زمن!، هل يريدون اعدامي فقط لأني تجاوزت الأربعين؟، هل هذه "الكاميرا الخفية" ام ماذا؟!.

عدت الى وعيي ونزلت من المقصلة، خلعت الزي البرتقالي الذي يشبه لون عاداتهم البالية ونطقت جملتي بفائق السخرية: تريدون اعدامي فقط لأني عانس؟، رفعت حاجبي وكسرت صمتي بضحكة عالية، مسكت "المايك"، واعتليت المنصة، وقفت بكل جبروت وتحدثت مع الجمهور بأعلى ترددات صوتي: أحبائي الجمهور، تجاوزت الأربعين من عمري نعم!، بدأت التجاعيد تظهر على ملامح وجهي نعم، انا عانس نعم!، ولكن، هل أستحق ان تلفوا حول عنقي حبل العادات بتهمة العنوسة؟!، انا يا سادة بريئة مما تدعون. عندما بلغت الخامسة عشر من عمري، تفتحت إقحوانتي وتمنيت لو يأتي شاب من العصر الذهبي يعتلي حصانه الأبيض، او بالأحرى سيارته (الرانج روفر) البيضاء، يأخذني الى قصره الذهبي واعيش معه حياة رغيدة، وانجب منه طفلة شقراء، ولكن هذا الشاب استشهد في الانفجار الذي استهدف مدينتي، ولم يسعه الوقت كي يأتي ويتزوجني...

وما ان تجاوزت الخامسة والعشرين انخفض سقف توقعاتي، تمنيت شاباً ذا حسب ونسب بوظيفة محترمة، وراتب لا بأس به، أنجب منه طفلة سمراء!، ولكنه لم يأتِ لأنه كان مشغولاً في محاربة داعش ولم يكن فارغاً ليترك ساحات القتال للعدو ويأتي يتزوجني وينقذني من كابوس العنوسة!، وما ان تجاوزت الثلاثين.. تغيرت نظرتي للحياة، وقلت لنفسي: الغنى غنى النفس، وماذا يعني لو تزوجت شاباً فقيراً وانجبت منه فتاةً سوداء؟!. ولكنه ولسوء حظي لم يأتِ ايضاً، لأنه هاجر الى المانيا... وتركني هنا اصارع مصطلح العنوسة وحدي.

ما ذنبي انا اذا كان بلدي يعاني من ازمة رجال، لأن اعداد النساء تفوق اعداد الرجال، او لأن الشاب العراقي هاجر الى الخارج او لا زال مشغولاً في محاربة داعش، او لأن اغلب النساء المتزوجات يرفضن مفهوم تعدد الزوجات..

او لأن والدي الكريم يحلم بمهر خرافي على أمل انه سيضمن به مستقبلي الذي لن اعيشه حتى، او كارثة امي التي تحلم بعرس ملكي لا يستطيع دفع تكاليفه الاّ ابن الملك!.

تلفّون حبل العادات المتأخرة على عنق المظلوم، وتتركون الظالم يسرح بحرية؟!، جعلتم من مصطلح العنوسة مسبة توجهونها للفتاة التي فاتها قطار الزواج!. ماهذا بربكم، حتى وان كانت الفتاة راضية بقدرها، انتم من ستكرّهونها بنفسها.. وكأن الحياة ستتوقف بسبب رجل!.

لو كنتم كما تدعون اعدموا الظروف، والحروب التي باتت تقطف زهور شبابنا، وتنازلوا عن المتطلبات الملكية، راعوا الشباب في مسألة المهر، ثم تعالوا واطلقوا عليَّ وعلى مثيلاتي مصطلح العنوسة.

اظنني وبكل الأحوال سأبقى جالسة في مطرحي، انتم تندبون حظي العاثر الذي تركني بلا زواج، وانا الوم الحروب، الظروف، امي، وابي، وحتى سقف توقعاتي الهابط! الى ان اتزوج بمعجزة الهية ويشملني العفو من تهمة العنوسة، صدقوني يا سادة لو بلغت التسعين من العمر سأبقى أنتظر فارس احلامي، وسارتدي الفستان الابيض، وسأنجب منه طفلة جميلة، وسأغيض عذالي... لأن شعاع الأمل الذي يسكن وسط فؤادي من المستحيل ان ينطفىء.

المرأة
الرجل
الزواج
العمر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    وعي العباءة الزينبية ٣

    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة

    زينب العقيلة: سيّدة الصبر والعقل الواعي

    مجالس الرشد العاشورائية

    آخر القراءات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    النشر : منذ 1 دقيقة
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    انثى الحروف.. فلسفة أم ضحية؟

    النشر : الأحد 04 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    المدينة السعيدة اليمن في تاريخ العالم

    النشر : الخميس 07 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الحرمان من النوم بوصفه علاجا للاكتئاب

    النشر : الخميس 13 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    ماهي طرق التعامل مع الزوج الإستغلالي؟

    النشر : السبت 18 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    التعويض الإلهي للإمام الحسين وعطاءات المحبين

    النشر : الأحد 02 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1038 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 716 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 602 مشاهدات

    متلازمة التريند.. الشعب العراقي في خطر

    • 460 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 411 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 354 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1335 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1061 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1038 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 957 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 838 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 716 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب العقيلة: سيّدة الصبر والعقل الواعي
    • الأربعاء 30 تموز 2025
    مجالس الرشد العاشورائية
    • الأربعاء 30 تموز 2025
    الفِراق المكاني: حين تُجبر الروح على الرحيل
    • الأربعاء 30 تموز 2025
    دراسة ألمانية: لهذا يتخوف المرضى من "أطباء الذكاء الاصطناعي"
    • الأربعاء 30 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة