هذه الرسائل لكِ أيتها الزوجة الفاضلة علها تنفعكِ للعيش بواقعية، وعدم طلب المثالية في الحياة الزوجية.
الرسالة الأولى: القناعة تجلب راحة البال والهناءة
إن من المُسلم به إن المرأة عندما توافق على الارتباط بشخص ما، فهذا دليل على قناعتها التامة ورضاها عن هذا الشخص، مع كل عيوبه وسلبياته، بالنتيجة نحن بشر، وليس هناك انسان كامل ليس فيه عيب أو نقص.
لذا يجب أن تتعامل مع الاختلافات سواء كانت فكرية أو تربوية بشكل سلمي، وتنمي في نفسها مسألة القناعة بما هي رضيت واقتنعت به بدءاً، ومن هنا نفهم ما يقال حول إن ظهور الاختلافات والمشكلات في فترة الخطوبة لهو أمر جيد ومفيد، لكي لا يغتر كلاً من الخطيبين بالشخصية المثالية التي تجعل المقياس في الرضا والقبول بالمقابل هو العاطفة لا العقل، وبعد الزواج تبدأ ظهور حالة من عدم القدرة على التقبل لتصرفات الآخر، والشعور بصعوبة العيش معه.
الرسالة الثانية: الزواج رحلة وشراكة للتكامل
إن من معاني إن الزواج هو بالأصل رحلة تكاملية هو إن الانسان كثيراً ما يدعي لنفسه كمالات قد لا تكون فيه، وليس متأكد من حقيقتها في نفسه، فيضع الله تعالى في طريقه من يكشف له حقيقة نفسه، كما في الحديث: "المؤمن مرآة المؤمن"(١)، والايمان درجات، فمثلاً المرأة المؤمنة التي تدعي إنها من أهل الصبر، عندما تتزوج برجل مؤمن لكنه يعاني من صفة العصبية والمزاجية مثلاً هنا هي في الحقيقة أمام تجربة في اكتشاف الذات، فإن صبرت فهي بالنتيجة نجحت في الاختبار، وإن لم تصبر اكتشفت حقيقة نفسها، وهنا عليها أن تبدأ بتنمية هذه الصفة وبمجاهدة نفسها لبلوغ مرتبة الصابرين.
وهكذا تكون قد رأت نفسها فيه، ومتى ما تخلصت هي وتحملت، يقيناً هو أيضاً سيتخلص من هذه العادة وستكون هي مرآته أيضاً، فعندما يتصرف بغضب وهي تعامله بالحسنى يقيناً هو سيصبح أكثر هدوءاً، بخلاف إن تقابله بالغضب أيضا، وهكذا فلنقس بقية الأمور والمشكلات التي قد تحصل ومدى انتفاعنا من هذه الرحلة في تكاملنا المعنوي.
الرسالة الثالثة: لا تتركي حل مشكلة اليوم لغد
إنَّ البحث عن الحلول للمشاكل الزوجية بعد سنين من تراكمها وكبتها مشكلة قائمة بحد ذاتها، والزوجين عليهم أن يتحملوا ويتقبلوا النتائج المترتبة على تأخرهم في تدارك إيجاد حلول لهذه المشكلات والثغرات في حياتهم الزوجية سواء كانت آثار مادية أو نفسية، ويتحملوا أيضا صعوبة العمل بالحلول إن بحثوا عنها بعد ذلك ووجدوها.
ومن هنا نعرف قيمة أن يكون الزوجان من ذوي الالتفات لمثل هكذا أمور وحلها بوقتها، فذلك يحفظ سلامة العلاقة بينهما على المدى البعيد، وكما ينصح أحد علمائنا "من الجيد أن يبرئ كل من الزوج والزوجة في نهاية كل يوم عن كل زلة أو خطأ حصل خلال ذلك اليوم" فمن شأن ذلك أن يجعل الحياة خالية من المشكلات المتراكمة دون حلول، قد تؤدي إلى انهيار العلاقة وانتهاءها لأدنى سبب أو لأصغر مشكلة.
الرسالة الرابعة: دائما هناك فرصة جديدة
إن الزوجة التي تخسر فرصة أن تحصل على زوج صالح، وغير قادرة على الانفصال عنه لعدم وجود مكان أفضل- كما يحصل في زماننا -حيث أن الأهل ليس بإمكانهم أن يوفروا لها حياة كريمة وخاصة إذا كان بصحبتها أطفال لصعوبة المعيشة، وتكون هي غير قادرة على الاستقلال بحياتها، هي بالحقيقة لم تخسر كل شيء-كما يقول أهل الخبرة- بل هناك فرصتين قيمتين جداً أمامها غير الرجوع إلى أهلها هما: أن تكون هي زوجة صالحة مرضية عند العلي الأعلى، وإن كان زوجها بغير المستوى المطلوب، وأن تربي جيل صالح تعوض به نقص صلاح من تقاسمت معه الحياة - فكما ينقل- إن كثير من النساء كن مبتلات بأزواج ليسوا بالمستوى المطلوب لكنهن نجحن بإنشاء جيل بالمستوى المطلوب، وكن زوجات صالحات فاضلات.
الرسالة الخامسة: صبرك على مشكلات الحياة الزوجية قوة وليس ضعف
إن فشل اختيارك لزوجك أو أنه لم يكن بالمستوى اللائق ليس دليل على فشلك، وتحملك لزوجك ليس دليل ضعفك بل قوتك، فالشجاع والقوي هو ليس الذي يهرب من المسؤوليات، ومن الاختبارات الصعبة لبلوغ الراحة، إنما قيمة حياة الانسان بتلك اللحظات الصعبة التي يمر بها وبإجتيازها.
لذا من ينظر إليك بنظرة إشفاق أو أنه يصفكي بالضعف والمظلومية، فقط لأنك تصبرين على صعوبة حياتك الزوجية لعدم وجود خيار آخر ممكن أن تتحسن به حياتك فهذا دليل على نظرته القاصرة، لأن هذا أمر يدعو للفخر والاحترام لشخصك الذي اختار أن يكون أقوى من ظروفه، فأنتِ لستِ ضحية بل تحملين روح التضحية، وهذه فضيلة جليلة ليس من السهل التحلي بها.
------
اضافةتعليق
التعليقات