كثيرة هي المشاكل التي تحدث في بيت الزوجية وبخاصة إذا كان عدد سنوات هذا الزواج كبيرا .. وتزداد المشكلات بوجود أطراف متعددة تدخل ضمن صراع الزوجين الذي عادة ما ينتهي بالوئام والسلام .. فالزواج السعيد يحتاج إلى بناءات متكاملة وشاملة تستوعب خصوصيات الطرفين ومعرفة طبائعهما بالأساس .. فنحن كثيري الأخطاء بطبيعتنا البشرية .. ومن المعتاد في الزيجات أن يتنازل الزوجان عن بعض خصوصياتهما و طبائعهما من اجل الآخر لضمان استمرار سفينة الحياة الزوجية لتمر بسلام من كل عواصف الأيام .. لهذا يسعى الزوجان دائما وإذا ما حدث بينهما شرخ في العلاقة إلى مسامحة الآخر والصفح عنه في إساءته والعفو عن أخطائه التي قد يكون مصدرها ليس الزوج أو الزوجة بل قد يكون شخص ثالث من الأهل أو الأقرباء أو الأصدقاء .. فالطبيعة البشرية المجبول عليها الفرد هو حب التسامح والعفو عند المقدرة فكيف الحال مع شريك العمر؟ إننا نشاهد ونسمع ونساهم الكثير من المشكلات التي تصادفنا ونجد حالات أخرى قد تسببت بالطلاق أو ترك المسائل للأيام بسبب تدخلات الآخرين وسرعان ما تنسحب هذه المشكلة التي قد تكون في اغلب الأحيان مشكلة بسيطا حلها إلى مشكلة معقدة بسبب الإضافات عليها والتدخلات من هذا الطرف أو ذاك فيسارع الأزواج إلى اتخاذ قرارات غير صائبة تؤدي إلى فرط هذا العقد المقدس .. هذه القرارات والأحكام الأليمة الناتجة عن التسرع وعدم قبول الاعتذار تلحقها استشارات ونصائح لأناس يدخلون في لب المشكلة من أطراف أخرى من المفترض عدم دخولهم فيها .. فالاستماع إلى النصائح من قبل الأصدقاء والأقرباء والأهل قد تنتج عنها أحكاما طائشة تؤدي إلى ما تؤديه إلى خراب البيت الزوجي وقد تختلط الأوراق التي كان من المفترض ترتيبها .. وفي العموم يكون هذا التدخل من قبل الآخرين من دون سابق إنذار حيث الأحاديث تتشعب والوصايا تكبر لكنها في عمومها قد تؤدي إلى هدم حياة كانت مستقرة .. والسؤال الذي يطرح بإلحاح هو..هل إننا نصغي للآخرين وندعهم يتدخلون في حياتنا الزوجية الخاصة وهل إن الأزواج يستطيعون حل أزماتهم ومشاكلهم فيما بينهم ؟
إشراك الآخرين وسوء الفهم
السيدة آمال محمد / موظفة قالت : كثيرا ما أستعين بالصديقات المقربات إلي وبخاصة من اللواتي لديهن خبرة في الحياة الزوجية ممن هن متزوجات من زمن طويل..حيث إنهن دائمات الإرشاد والنصح لي في أغلب الأمور التي أطرحها عليهن رغم إن هذه الموضوعات هي من الخصوصية لأنني أدرك جيدا المقاصد والنوايا الحسنة في طروحاتهن إذ إن خبرتي في الزواج لا تتعدى العام الواحد .. ولهذا لا اشعر بأية احراجات أمامهن بل أرى العكس هو الصحيح ما دمن يقدمن لي كل العبر التي سأستفيد منها في رعاية زوجي واستمرار حياتي الزوجية بالشكل المقنع والرائع والجميل .. وعلى العموم فان هناك الكثير من النساء من لا ترتضي إلا بحل مشاكلها بنفسها واعتقد إن المسألة ليست غريبة علينا نحن النساء فغالبيتنا تطرح مشكلاتها في العمل أو البيت للصديقات .أما السيدة سهاد خزعل .. محاسبة ..فإنها قالت ..المشكلات موجودة دائما في الحياة الزوجية .. وأنا ممن لا يرغبن في إشراك الآخرين في هذا الأمر ولو لأقرب الناس فانا اعد المشكلة بيني وبين زوجي أمرا خاصا علينا نحن الاثنين حله بأبسط الطرق ودون تدخل الآخرين .. فما دام الود والحب والاحترام والتفاهم موجودا بيننا لابد إذن من إيجاد حل لسوء الفهم الذي قد يحدث .. وأنا دائما اذكر للصديقات بان النقاش وتحكيم العقل والتصرف اللائق مع الزوج هو من أهم الوسائل لإذابة الخلاف .. فيجب على الزوجة من إطاعة زوجها فالعناد والإصرار على الخطأ يزيد المسائل تعقيدا .. وهذا الأمر ينعكس كذلك على الزوج فالإصرار على عدم استشارة الزوجة في المسائل التي تتعلق بحياتهم وحياة أبنائهم يجب أن تأخذ صيغة الجدية والنقاش لا أن يتصرف الرجل لوحده دون الزوجة فالإحساس بالدونية وعدم كفاءة المرأة وعدم رجاحة عقلها كما يقولون يسبب الكثير من الخلافات بين الزوجين لان فرض الآراء والإصرار على الموقف لمجرد الإصرار تدفع الكثير من النسوة إلى طرق باب الصديقات والقريبات لحل هذه الإشكالية .. وأظن أن ابسط شيء في الحياة هو التفاهم الذي ينعكس على تربية الأطفال فيما بعد .
حياة الزوجين واللقاء اليومي
السيد حيدر الموسوي صاحب معرض للسيارات يقول: العلاقة الزوجية لا يمكن تحديدها من قبل الآخرين ولو كانوا من الأهل والأقرباء لان حياتهم تعنيهم وحدهم وكل المشكلات التي تحدث يجب حلها من قبلهم فقط .. واهم شيء هو أن تكون هناك فرصة للقاء الزوج بزوجته في أوقات معينة للتباحث وإعادة ديمومة الحياة بجو هادئ لا يعكره شيء لتحقيق التفاهم المرجو .. نعم إن الكثير من الأزواج لا يستطيعون التواصل مع زوجاتهم للظروف الصعبة التي يعيشها العراقيون بشكل عام ولكن بالرغم من ذلك فان قضاء وقت ولو بسيطا بينهما سيعيد ترتيب الحياة بل سيزيد إشراقها بالشكل الأجمل .. لانهما يكملان بعضهما .. وعليه أرى من الواجب أن يكونا أكثر فهما لحالتهما وان لا يتدخل احد في حياة لاتهم بالأساس احد غيرهما .
حالة النساء والتفهم المطلوب
السيد هادي اسعد..مدرس فله رأي آخر يقول: لعل من المسائل التي يدور حولها أسباب الخلافات الزوجية هي الحالة المادية وكيفية العيش وهذه واحدة من الشماعات التي تعلق عليها فشل الزواج والتواصل بين الزوجين .. نعم للظروف المعيشية أهميتها في كل وقت .. ولكن نحن شرقيين ونساءنا يدركن جيدا هذه الحالة وهن قنوعات وراضيات واهم شيء لديهن الاهتمام بهن ورعايتهن من الجوانب النفسية والاعتبارية على حساب المادة وبالمقابل تصرفات الرجال غير معقولة أحيانا إذ إنهم يوجهون الانتقاد للزوجة في حالة تقصير معين قد لا تتقصده ..ولهذا يجب على الرجال أن يتفهموا حالات النساء على المستوى النفسي والبايلوجي في أوقات معروفة لدينا وعندما تحدث المشكلة لابد للمرأة من الاتصال بالصديقات أو القريبات للتباحث والتشاور بخصوص الأمر لتتفادى الزوجة استمرار الصراع والغضب وانقلاب الأمور في البيت . وعليه يجب على الرجال تهدئة المسائل بينهما وإعادة المياه إلى مجاريها لان أي تدخل خارجي سيهدم الثقة وبالتالي سيكون سببا آخر للخلاف .
الزوجان وإكمال الآخر
المعلمة أمل الزيدي تقول: الزوج والزوجة يكملان بعضهما البعض فهما مثل الماء والهواء والغذاء ولا تستمر الحياة بدونها ولكن الفارق الكبير في المستوى العلمي والثقافي مهم وهو الذي يحدد ما إذا كان رأي الرجل صحيحا أم لا .. وأنا بحكم عملي التقي الكثير من النساء وهن يشتكين من عدم قبول أزواجهن في مراجعة الطبيبة مثلا لهذا تقع بعض المشاكل هنا وهناك لان الاهتمام بالمرأة ضرورة ملحة لا يعنيها ويهتم بها الرجال بشكل عام .. أما بالنسبة لي فان أية مشكلة قد تحدث مع زوجي فإننا نتحاور بعد أن يمر وقت ليس بالطويل على المشكلة فإذا كنت خاطئة اعتذرت بلباقة واحترام إلى زوجي وإذا حدث العكس فانه يقدم اعتذاره لي مع مودته الخالصة والمحببة فيأت بهدية بسيطة للدلالة على إن الأمر فات وانقضى وان الحياة يجب أن تستمر لأننا معا واحد يكمل الآخر . ولهذا فإننا دائما لا احد يعرف عن أسرارنا وعن خصوماتنا شيئا .
رغبة التواصل هي الحل
السيد عبد الله احمد صاحب مكتبة يقول .. إن مسؤولية اتخاذ القرار الصحيح والصائب يجب أن ينبع من نفس الزوجين ولا أرى أية ضرورة في تدخل الآخرين في الحياة الزوجية .. صحيح إن النص القرآني قد دلل على وجود الخلافات بين الزوجين وتدخل الأهل ولكن هذا بالنسبة للمشكلات المستعصية الكبيرة التي لا يوجد حل لها .. بل إن مشكلات الأزواج تبدأ بسيطة لتنتهي معقدة .. هذه المشكلات يمكن حلها إذا ما وجد الزوجان رغبة حقيقية في التواصل وجعل المشكلة بهارات العلاقة الزوجية لا أن تكون بأبغض الحلال .. لان التدخلات في رأيي تتمحور على الإضافات هذا قال وذلك قال وهنا تنشأ التهويلات لمشكلة غاية في البساطة .. وحتى لو كان التدخل بنية حسنة ومهما كان الفعل نبيلا وخالصا فمن شأنه أن يؤدي إلى الخراب . لان الأهواء والمزاجات والمصالح الشخصية قد تلعب دورا في التفريق دون الجمع .
رجاحة العقل وحسن التصرف
السيدة فاتن مرتضى معلمة تقول: الحياة فيها الكثير من المشاكل بسبب الحياة المعقدة التي نعيشها خلال هذه الأعوام وعليه فإنها تحتاج إلى رجاحة العقل وحسن التصرف ووزن الأمور بميزان العقل والتروي في إصدار الأحكام لان الحياة الزوجية ليست مرحلة عابرة في حياة البشر بل إنها تجربة تمتد إلى نهاية العمر ولهذا يجب التوفيق بين المسائل الخاصة التي ينبغي أن تكون فيها خصوصية وسرية لأنها شيء ثمين يجب عدم التفريط به .. وتدخل الأصدقاء أو الآخرين في حل المشكلات لا أرى فيها ضيرا ما دامت تصب في خدمة الزوجين لأنها آراء بنيت على المحبة أساسا لكنني ارفض الإفصاح الكامل لأسباب وتداعيات المشكلة مع الآخر أيا كان .. وعلى هذا يجب أن تتحصن النساء بمن تثق بهن في معالجة المشكلة وكذلك عليهن معرفة النوايا الصادقة من النوايا المغرضة كي لا تكبر المشاكل وتؤدي إلى الانفصال .
اضافةتعليق
التعليقات