نظرا لما يشهده العراق من الانفتاح الواسع على الأسواق العالمية، ودخول المواد التجارية التقليدية إلى أسواقنا، وبأسعار مناسبة قياسا بالمواد الأصلية، نرى اليوم الذهب البرازيلي حاضرا من بين هذه المواد ليصبح من أولويات زينة وإكسسوارات المرأة العراقية، ونظرا لارتفاع أسعار الذهب الأصلي، تلجأ بعض النساء لاكتشاف البديل ألا وهو "الذهب البرازيلي"، لأنه يشبه كثيرا بتصاميمه الفاخرة والأنيقة الذهب الأصلي وارخص سعرا، لهذا استطاعت الكثير من السيدات اللاتي يعشقن الذهب التخلي عن المعدن الحقيقي، والبحث عن البدائل، طالما النتيجة التي يسعين إليها واحدة، وهي الحصول على زينتهن الأساسية سواء في المناسبات أو الأيام العادية.
نساء بين الرفض والقبول
في بداية جولتنا التقينا بالسيدة بتول ناصر حيث قالت: "فيما مضى كان سعر مثقال الذهب ما يقارب (300) ألف دينار، وفي الوقت الحالي شهد السوق انخفاضاً كبيراً، حيث وصل المثقال إلى 190 ألف دينار، وبالرغم من ذلك حينما تفكر ببيع قطعة ذهبية يكون الفارق ضئيل جدا وأحيانا نفس السعر، لدرجة إني لا اشعر بنزول سعر الذهب في الوقت الحالي، ولأني أحب الإكسسوارات ولا يسعني شراء ما أريد من الذهب، اضطر إلى اللجوء للذهب البرازيلي، والذي يؤكد لي صاحب المحل بضمان سنتين من زوال لونه لكن على شرط أن تبعديه عن الماء والعطر، وحتى لو انقطع أو ضاع فمبلغه مناسب جدا قياسا بالذهب الذي نحرص عليه بشدة خاصة في التسوق أو حضور المناسبات أو الزيارات العائلية".
فيما قالت صفاء عبد الحسين 18 سنة: إن "الإكسسوارات الفضية والذهبية خصوصا الفرنسية والبرازيلية أغنت عن الذهب الذي أصبحت أسعاره خيالية خصوصا المزخرفة بالزاركون والأحجار الكريمة، ورغم إن معظم تجار الذهب يدعون انخفاض سعر الذهب لكني لا أرى أي هبوط حينما اعزم على شراء قطعة ذهبية، أنا أرى إن هذه المصوغات المطلية تفي بالغرض، فيمكن أن ارتدي أكثر من قطعة، أو حتى شراء أكثر من تصميم لأرتديه، سواء في المناسبات، أو حتى في الأيام العادية، وأنا شخصيا أحب شراء هذه الإكسسوارات وبالذات الملونة وأفضلها على الذهب، فطالما هذه الحلي تزيد من أناقتي، فما الداعي لشراء الذهب الذي يكلفني الملايين وأنا كل ما أبتغيه هو أن أضيف ما يزيد أناقتي أكثر جمالا".
وتضيف وسن سلمان ربة بيت (31) سنة: "هناك الكثير من الفتيات والنساء يفضلن الذهب المطلي، وهذا يتوقف إما على الرغبة او المادة، أنا شخصيا أفضل شراء الذهب الإماراتي لجمال مصوغاته وزخارفه، بينما هناك نساء يفضلن الذهب العراقي القديم".
لافتة: "اعتقد ان الرغبة بين الذهب الحديث والقديم، يتوقف على الزمن الذي تعايشه النساء فـ(كل شيء في وقته جميل".
صناعة صينية
ويقول محمد عقيل وهو صاحب محل إكسسوارات: "إن أكثر النساء التي تقبل على شراء الذهب البرازيلي هنّ الفتيات، والأغلب تشتريه لتقديمه هدية وذلك لجمال مصوغاته ولأن السعر يكون مناسباً".
وأضاف محمد : إني "أسافر كل ثلاثة أو أربعة أشهر إلى دبي للتبضع، وكثيرا ما بحثت عن المصدر الأساسي لهذه الإكسسوارات التي اكتسحت السوق العراقي، بحسب ما قالوه لي انه سمي بالذهب البرازيلي لأنه يشبه كثيرا ذهب البرازيل وهي تسمية لا اكثر، ولكنه يصنع في الصين في جميع أنواعه، حيث تتكون العجينة من الحديد والنحاس ويطلى بمادة سائلة متعرضة لأشعة ليزرية لتعطيه اللون البراق الذي يشبه لون الذهب".
وأكد إن "أكثر شيء يجعل الفتيات يقبلن على شراء الإكسسوارات هو التأثر بما يعرض بالتلفاز، ففي هذه الفترة الإقبال على الإكسسوارات الهندية أصبح لا مثيل له".
واضاف عمر موفق صاحب محل إكسسوارات إلى ما قاله محمد ان "الذهب البرازيلي لا يحتوي على وزن معين، بل ان وجه الاختلاف هو بصلابته، ولونه، وهناك من يكون لونه اصفر صاخب وقد يزول اللون في مدة ستة أو سبعة أشهر، وهناك من يكون لونه اصفر هادئ وهذا النوع يحافظ على لونه لمدة سنتين تقريبا".
وأكد عمر انه "لا يشتري أي قطعة مستخدمة من هذا النوع من الذهب، ولكنه يعطي ورقة ضمان بأن لونها لا يزول قبل ستة او سبعة أشهر، والضمان لمدة ستة اشهر فقط".
وأوضح عمر ان "اغلب زبائني من النساء، وأحيانا بعض الرجال يشترون بعض الأساور وخواتم على إنها ذهب حتى يطالبوني بوصل ليقنعوا زوجاتهم بأنها ذهب، وطبعا هذا ينطبق على النساء اللاتي يسكن الأرياف وهناك الكثير من تنطلي عليهن الحيلة".
خبير بأنواع الذهب
والتقينا بالحاج حيدر جاسم وهو صاحب محل صياغة وخبير في أنواع الذهب حيث استهل حديثه قائلا إن "اكتساح السوق بالذهب البرازيلي لا يشكل أي خطر لأنه يبقى ذهبا مقلدا لا قيمة له، وتعود هذه التسمية إلى التجار، فهم من أطلقوا عليه هذا الاسم، ويبقى الذهب الأصلي له قيمته المادية والجمالية حتى وان مرت عليه سنوات".
وأضاف ان "سعر الذهب الحالي يتوقف على أجور الصياغة، فالذهب الايطالي تكون أجوره 60 ألف دينار عراقي، أما التركي فيكون 45 ألف دينار، والخليجي 45 ألف أيضا، أما العراقي يتراوح بين 30 أو 35 ألف دينار، وغالبية النساء تفضل الذهب الخليجي، وهناك من يفضلن شراء الذهب العراقي وخصوصا كبيرات السن حيث يتداولن كلمة (ذهب اهلنة)".
وعبر الحاج حيدر عن "أسفه الشديد" لان ما جعل الذهب العراقي يهبط بمستواه وتميزه هو الذهب الخليجي، متهما الغش التجاري بذلك، حيث أكد انه حينما يسافر لشراء كيلو من الذهب الخليجي، وبالمقابل إعطاء التاجر كيلو ذهب عراقي، يكون هناك "فرق بالوزن"، وذلك لـ"خلط الذهب من عيار (21 و 18) فالذهب الخليجي يكون وزنه صافي.
وختم حديثه قائلا "يبقى لكل أنواع الذهب زبائنه كما للبرازيلي زبائنه".
اضافةتعليق
التعليقات