خرجت الإناث للتعلّم في المدارس, والجامعات, ومن ثم إلى العمل؛ لكسب المال, وتحقيق ذواتهن ومكانة عالية في مجتمعاتهن التي طالما حرمت نظيراتهن سابقاً من طلب العلم, وحكمت عليهن بالأمية, والجهل, ومحدودية دورهن لحين وصول الخطاب..
ولكن السينما والدراما العربية صيّرت الأنثى سلعة رخيصة, ولقمة سائغة لكل عين جائعة, ونفس مريضة, واستخدامها في تحطيم قيم وأخلاق الإسلام, والترويج للجنس, والحب المحرم.. وتعقدت التغييرات المجتمعية بعد أن ظهرت الشبكة العنكبوتية بمنتدياتها, ومواقعها المختلفة التي سهلت التواصل بين الذكور والإناث الذين أساء الكثير منهم استخدامها, وحولوها إلى نقمة, ووسائل لفعل الحرام بسوء فعالهم؛ أصبح الخجل, والحياء الذي كان سمة الإناث في العهود السابقة عملة نادرة الوجود في زماننا هذا, وبات من الصعب على الكثير من الشباب الأتقياء الراغبين في الزواج إيجاد فتيات يتسمن بالحياء, والعفة, والأخلاق الحسنة؛ ليصلحن لأن يشاركنهم حياتهم ويكنَّ زوجات فضليات, وأمهات ناجحات, الأمر الذي أدى بدوره إلى أرتفاع معدلات الطلاق بين المتزوجين حديثاً, وامتلاء أروقة المحاكم بالقضايا الأسرية المتعلقة بالطلاق والخلع, والحضانة, والنفقة؛ نظراً لهوان أمر الطلاق في نفوس هؤلاء, وعدم تحليهم بالصبر, والشعور بعظم مسؤولية الزواج..
ولأنَّ الزوجة هي من يقع على عاتقها الجهد الأكبر للعمل على استقرار البيت, وصنع الراحة والسعادة للزوج والأبناء؛ تفشل العديد من الزوجات حديثات السن في إعمار بيوتهن, وعبور صعوبات الحياة وعقباتها بسلام, وحفظ أعراض الأزواج في حضورهم وغيابهم, لا لشيء سوى أنهن صدقن أكاذيب, وأباطيل الدراما العربية التي سطحت معنى الزواج, وهونت أمره في أذهان المشاهدين, بإظهار المرأة المتزوجة تافهة, تعيش في رغد من العيش وسعادة مع زوجها الذي لا عمل له سوى تلبية رغباتها, والتنزه بها في أروع الأماكن, وشراء أغلى الهدايا لها, فضلاً عن تقديم نماذج سيئة من الزوجات العنيدات اللائي يتسلطن على أزواجهن, ويتعاملن معهم بغطرسة, وتعالٍ, ولا يعرفن لهم حقوقاً ولا واجبات!.
فأصبح من العجيب, والمستغرب بسبب كثرة الطلاق السريع بشكل ملحوظ أن نرى زوجين سعيدين, ينعما بالأستقرار والهدوء, وقدر من الراحة والسعادة في حياتهما..
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن كل بيت مستقر, وهادئ إلى الآن رغم مضي سنوات في هذا الزمن الصعب المليء بالفتن, والضغوط على المستويات كافة, بداخله زوجة خلوقة, صبورة, عاقلة, تشبه زوجات زمن فات, وأنقضى, ولم يتبقى منه سوى حكايات وقصص عظيمة, زاخرة بعبر ومواعظ, وحكم, ليت فتيات اليوم يعين فحواها.
اضافةتعليق
التعليقات