يعد الزواج من ضروريات الحياة، لأن الإنسان لا يستطيع العيش منفرداً ومن دون شريك وونيس، وقد نظم الإسلام الزواج وجعل له شروطاً وبين حقوق كل من الزوجين وواجبات كل منهما تجاه الآخر، ولذلك خلق الله الذكر والأنثى زوجين يكمل بعضهما بعضا، وجعل العلاقة الزوجية من أقدس العلاقات وأطهرها بين بني البشر، وقد وصفها الإسلام أنها علاقة سكون، واستقرار نفسي، واجتماعي، وعلاقة مودة، وحب، وعلاقة رحمة، وعطف، وأنس، وعلاقة سعادة، وأمان، وطمأنينة، وعلاقة بناء، وخير، وتفاعل في الحياة.
لقد شجع الأسلام على الزواج خاصة فئة الشباب قال تعالى: [وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] {الروم}.
ولكن هنالك بعض الشباب يشكون من القلق والتوتر بعد فترة الخطوبة وخاصة الفتيات ويبدون تخوفهم من الإرتباط. وقد تفشل بعض العلاقات بسبب فوبيا الخوف من الطرف الآخر، ولذلك نرى أن هناك كثير من الفتيات بعد أن خطبوا، وعاشوا فترة من الزمن وهم مخطوبات لم تتوج خطوبتهم بالزواج!.
فلماذا تفشل الخطوبة؟!
_عدم الالتزام والحشمة للفتاة أو ظهور بعض السلوكيات التي لاترضي الشريك، أو بالعكس حين تكتشف الخطيبة بأن زوجها الذي اعتقدت بأنه متدين غير متدين، بل هناك اختلاف كبير في الالتزام فيما بينها وبينه.
_ضعف قدرة الفتيات على التحمل والصبر على الفاقة أو قلّة المال، فالبنت اليوم لا تتحمل زوجاً قليل الدخل، فيكون لها المبرر والاستعداد والرغبة لفسخ الخطبة.
_خوف الفتاة من طباع الزوج وتغير سلوكه وتصرفاته بعد الزواج لأن من المعلوم إن الرجل بطبعه يميل إلى المرأة الخاضعة المطيعة ويفضل الارتباط بهذا النوع من الفتيات.
_قد تكون الفتاة التي تفسخ خطوبتها هي من النوع المتردد، والمتقلب المزاج، والغير واثق من نفسه، ولهذا تراها تغير قراراتها بين اللحظة والأخرى، وبالخصوص عندما يتعلق الأمر بقرارات مصيرية في حياتها.
_قد يكون هناك فتيات من النوع المصاب بالعقدة النفسية تجاه الرجال يتمثل في خوفها الشديد من الاقتراب بالجنس الآخر والتعامل معه عن قرب نتيجة تشوه صورة الرجل في ذهنها، وذلك بسبب قسوة الأب، أو الأخ، أو لما تسمعه وتراه في حياتها من تجارب فاشلة، ولهذا تخاف الوقوع في نفس الفخ الذي وقع فيه الآخرون، فتراها تهرب من ذلك.
_وهناك نوع آخر من الفتيات اللاتي يشعرنّ بالكبرياء وتضخيم الذات، حينما تكون ثقافتها عالية، وثقافة زوجها ضحلة، بمعنى عندما لا يكون تكافئ ثقافي بين الطرفين.
_عندما يكون الزوج ذات غيرة لا تحتمل، فهي تظن أن غيرته هي نابعة من الشك، وليست نابعة من حبه لها، وخوفه عليها، وإنما نابعة لعدم ثقته بها.
_عندما يكون الزوج بخيلاً، فهي تفكر بأنه سيعيشها في كفاف وحياة جافة، ولهذا ستحرم من كثير من النعم التي اعتادت عليها، ولهذا تفضل فسخ الخطبة على أن تستمر مع هذا النوع من الرجال.
_حين تكون حائرة بين مواصلة الدراسة وبين الاستمرار مع الخطوبة فالخوف الدراسي يتغلب على الاستمرار في الخطوبة فتطلب الانفصال وتأجيل أمر الخطوبة لما بعد الدراسة.
_حين يكون الخطيب ضعيف الشخصية ومرجعيته أهله دائماً، وهم الذين يسمع رأيهم دون احترام رأي خطيبته مما يؤدي بقولها إذا هذه كانت البداية هم المسيطرون عليه وهو تبع لأهله ويرجع لهم في كل صغيرة وكبيرة فماذا سيكون بعد الزواج؟. أكيد سيكون مصير علاقتنا متحكمين به أهله، فهنا تفضل الخطيبة الانسحاب بدلاً من الاستمرار مع خطيب لا ترى له شخصية مستقلة.
_ربما يفقد الخطيب صفات الجمال الجسدي والشكلي، الذي لا يشبع رغبة الخطيبة وهي تنظر إلى فارس الأحلام الذي تحلّم به بأنه وسيم وأنيق، فهنا تدخل في حوامة من التردد بين ما يعشعش في خيالها وبين ما تراه أمام عينيها، فتحسم الأمر لصالح الخيال على أمل أن يتحقق لها في المستقبل.
_حين ترى صديقاتها بأنهن وفقنّ بخطباء أفضل منها مما يجعلها تفكر بنفس ذلك الحظ التي لاقته زميلاتها.
_حين يكون أحدهما من النوع الشكاك فالشك عادةً يكون قاتل في أي حياة مشتركة ولهذا ما أن يحلّ بين الخطيبين إلا وتشع الخلافات بينهما وتنعدم الثقة وتتحطم العلاقة وتؤدي إلى فسخ الخطوبة.
_حين يكون أحدهما كثير الشكوى والتذمر والتململ مما يؤدي بنفور الآخر وضعف التفاعل معه، ولهذا يفكر بالانفصال بدلا من المواصلة في مشوار الزواج لأن هدف الزواج هو لجلب السعادة وليس للعيش في تململ وتذمر وإحباط.
_حرص الفتاة على مالها فالبعض يعتقد أن الخطيب يخطط للأستيلاء على مالها أو يريد الزواج من أجل راتب الخطيبة لا من أجل الزواج.
لاتجعلوا التوافه سبباً لطلب فسخ الخطوبة، فليس كل زعل بحاجة لفسخ خطوبة:
_قد تكون أغلبية تلك الأسباب هي فقط تكهنات وخوف من الشريك، يجب على الفتاة أن لا تفسر كل خطوة يقوم بها خطيبها بأنه يريد مالها بل بالعكس قد يريد حمايتها، وفي الحقيقة ليس هناك شيء أفضل من التعاون فيما بينكما بحيث يساهم الطرفين في الصرف تجاه احتياجات بناء بيت السعادة.
_ تدخلات الأهل تفسد الخطوبة. هناك دراسات علمية تشير إلى إن السبب الرئيسي في الطلاق والانفصال هي تدخلات الأهل، لذلك يجب الحد من تلك التدخلات.
-الأختيار الموفق للزوج وعدم التسرع في الموافقة على الخطيب إلا بعد التأكد والتحقق من سلوكياته.
_ تحدث الخطيبين والأصغاء لبعضهما البعض لمعرفة أحدهما بالآخر، وهنا لا ننفي ضرورة تغيير الصفات السلبية في الطرف الآخر ولكن الأمور لا تأتي بالإسراع والإكراه والعجلة، وإنما هي بالتحاور والتفاهم والتوجيه، لذلك من الضروري أن يتحدث الخطيب بكل تجرد وبكل مصداقية، ويسألها عن أي ملاحظات لها حوله أو حول شخصيته أو مزاجه أو تصرفاته.
_ الفتاة عندما تحاط بعش من القيود غير التي تربت واعتادت عليها يصعب عليها التكيف على العيش في حياتها الجديدة التي تحد من حريتها فالفتاة اليوم اعطيت حياة أفضل من السابق لذلك يجب منحها بعض الخصوصية.
النصيحة الأخيرة: على الخطيب ان يكون متجردًا وبدرجة عالية من المصداقية، ولا يحكم على الفتاة من الجانب العاطفي، وإذا رأيت فيها عيوبًا أساسية حقيقية، وهي لا ترى ذلك فهذه ستكون نقطة خلاف أساسية بينكما، ومن ثم يمكنكما أن تختارا الطريق الصحيح الذي يناسبكما، والرضا بما قسمه الله وعدم مقارنة الخطيب أو الخطيبة بغيرهم، من حيث الحالة المادية، والجمالية والتركيز على التوافق والرضا بين الطرفين لبناء عش الزوجية.
ويجب إتباع العديد من النصائح لتحقيق أهداف الزواج والابتعاد عن الفشل في هذه العلاقة المقدسة التي شرفها الله عز وجل ولقبها بالميثاق الغليظ.
اضافةتعليق
التعليقات