كثرت في الآونة الاخيرة العديد من المشاكل الاجتماعية التي اجتاحت مجتمعنا بسبب الاوضاع الراهنة، وظاهرة العنوسة من الآفات الاجتماعية التي انتشرت مؤخرا في المجتمعات العربية حسب اخر الاحصائيات التي تشير الى ارتفاع في معدل العنوسة نتيجة عوامل اقتصادية وتغيرات اجتماعية ضاعفت عدد الفتيات اللواتي تجاوزت أعمارهن الثلاثين عاما ولم يسبق لهن الزواج.
حسب تعريف ويكيبيديا لظاهرة العنوسة هو تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد، وبعض الناس يظنون أن هذا المصطلح يطلق على الإناث فقط من دون الرجال، والصحيح أنه يطلق على الجنسين ولكن المتعارف عليه مؤخرا هو إطلاق اللفظ على النساء في الأغلب.
بالرغم أن الموروث الديني والثقافي يعمل على منع هذه الظاهرة لكنها تحولت الى ازمة كبيرة تعاني منها اغلب الفتيات والشباب ايضا وهذا ما اثبتته القراءة الاحصائية الاخيرة لهذه الظاهرة والتي بينت انتشارها بشكل كبير في الدول العربية حيث اخذت لبنان الحصة الاكبر لهذه الظاهرة.
معدلات العنوسة
في نفس الموضوع يرصد تقرير أعلى 10 دول عربية في معدلات العنوسة وفقاً لإحصائية قامت بها إذاعة «هنا امستردام» من خلال جمع إحصائيات مراكز الأبحاث والمنظمات غير الحكومية الناشطة في المنطقة، والتي أظهرت فلسطين كأقل دولة عربية في معدل العنوسة بـ 7% فقط، خلال السطور التالية:
- لبنان: وصلت نسبة العنوسة فى لبنان إلى 85%، أكدت الدراسات أن 15% فقط من النساء الشابات، وافقن على الزواج.
- الإمارات العربية المتحدة: حصلت على نسبة 75%، ويرجع الارتفاع الملحوظ في نسبة عدد الزواج إلى الارتفاع الكبير في تكاليف الزواج.
- العراق وسوريا وصلت معدلات العنوسة إلى مستويات خيالية، لتصل إلى 70%.
- وصلت نسبة العنوسة في تونس إلى 62%.
- وصلت العنوسة في الجزائر إلى نسبة 51%.
- وصل نسبة الفتيات العانسات في السعودية والأردن إلى ما يقارب الـ45% من عدد الفتيات.
- بلغ عدد العوانس في مصر 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج.
- يقدر عدد العوانس في ليبيا وقطر والكويت بـ 300 ألف عانس.
- أزيد من 8 ملايين امرأة مغربية هن في حالة "عنوسة".
- تعد البحرين الأدنى خليجيا في نسبة العنوسة حيث يصل عدد العانسات في هذا البلد إلى ما يقارب من الـ 50 ألف امرأة أي ما يعادل 25% من عدد النساء البحرينيات.
- وصلت نسبة العنوسة الى 20% في الصومال والسودان.
- بلغ عدد النساء غير المتزوجات حوالي 11 مليون امرأة جزائرية.
المغالاة في المهور
ان احد الاسباب التي ادت الى تفشي هذه الظاهرة في المجتمعات العربية التكاليف التي يحتاجها الشباب في عدد من الدول العربية للزواج استنادا إلى إحصائيات وتجارب شخصية. رصدها موقع "الخليج أونلاين" في تقرير له، وأوضح التقرير أن تكلفة الزواج في العراق تصل إلى أكثر من 15 ألف دولار أمريكي، مبينا أن المغالاة في المهور رفعت مستويات العنوسة في العراق، حيث تتراوح المهور بين 5 إلى 15 آلاف دولار فيما تصل تكاليف الزفاف إلى 10 آلاف دولار. وفي مصر تقترب التكاليف من مليون جنيه، حيث يصل سعر الوحدة السكنية إلى 400 ألف جنيه، وبالنسبة لمهر العروس فانه قد يصل إلى 17 ألف دولار، وتصل تكاليف العرس إلى 20 ألف دولار. وفق موقع NRT.
أما في لبنان فان الشاب يتكفل بجميع مصاريف الزفاف وشراء أثاث المنزل وغير ذلك، لكن هناك بعض المدن تعتبر حفل الزفاف فقط، من واجبات أهل العروس، وبحسب دراسة لشركة الإحصاءات والأبحاث الدولية للمعلومات، فان مهر العروس يتراوح بين 50 ألف دولار إلى 150 ألف دولار، وتكاليف الزفاف من 7 إلى 30 ألف دولار أمريكي.
وفي السعودية تتراوح المهور بين 10 آلاف إلى 25 ألف دولار، وتكاليف الزفاف بين 20 ألف إلى 30 ألف دولار.
جدير بالذكر ان بعض الدول العربية تشهد منذ سنوات، أحداث سياسية أمنية انعكست تلقائيا على الأوضاع الاقتصادية التي أفرزت نسبا خيالية من البطالة والفقر، وهي بدورها تقف حائلا أمام الشبان في الزواج.
الانفتاح الثقافي
أصبحت ظاهرة اجتماعية، الشاب أو الشابة عندما يبلغ أحدهما سن الزواج وقد مر بتجارب شخصية فيها انفلات يعرف أنه مخجل يتحول إلى متعنت في مواصفات شريك المستقبل. بناء على تجارب الشخص السابقة يتراكم التوهم عن الفساد الأخلاقي المحتمل عند الطرف الآخر لأنه إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه. الشاب ذو السوابق التسيبية يطلب من والديه العثور له على زوجة صالحة مستقيمة لم تحترق صورتها في السنابات وحكاوى السياحة الخارجية. كذلك الشابة من نفس النوع تشترط في الزوج أن يكون تقياً ملتزماً لا يسهر ولا يدخن ولم يتعرض لمغريات السياحة الخارجية أو السهرات الداخلية.
بسبب هذا التوهم في احتمال فساد الطرف الآخر بناءً على القياس الذاتي ارتفعت نسبة العنوسة والطلاق في مجتمعنا خلال السنوات العشرين الأخيرة وتحولت إلى مشكلة ومعاناة اجتماعية واسعة.
مع الانفتاح الثقافي والاجتماعي الجديد يبدو أن البعض، ولا أعرف كم هي النسبة، من الذكور والإناث فهموا مقاييس وجرعات الحريات الشخصية المقبولة بطريقة خاطئة وطائشة، مما سوف يشكل بالتأكيد ارتفاعاً إضافياً في نسب العنوسة والطلاق في السنوات القادمة. حسب موقع العربية.
أثر الحروب
ارتفعت نسبة النساء العراقيات العازبات في السنوات الأخيرة، لأسباب مختلفة بعضها متعلق بالحروب المتكررة، والبعض الآخر له صلة بأسباب اجتماعية واقتصادية، نتج عنها العزوف عن الزواج.. ويعزو مراقبون ونشطاء، ارتفاع نسبة العازبات في المجتمع العراقي إلى أسباب عديدة منها، العنف الذي يضرب البلاد وانتشار البطالة، وكذا ارتفاع نسبة الفقر وهجرة الشباب إلى خارج البلاد. وكانت تقارير صدرت العام الماضي، أكدت أنّ العراق يحتل المرتبة الثالثة بنسبة العازبات بعد لبنان والإمارات، إذ وصلت النسبة إلى 70 بالمائة. وفق العربي الجديد.
وفي سوريا اشار القاضي الشرعي الأول في دمشق محمود المعراوي إلى ازدياد عدد الإناث على الشباب نتيجة الحرب، ويرى من وجهة نظره الشخصية أنّ النسبة تجاوزت 65%، لافتاً إلى أنّ هذا الازدياد جعل الفتاة تفكر جدياً بتغيير شروط زواجها من بيت وسيارة ومهر عال، إلى الحد الأدنى منها بعد أن قلت الخيارات أمامها نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، كاشفاً عن تساهل القضاء حاليا بمسألة الزواج من امرأة ثانية، ففي السابق كان الزواج الثاني يتطلب من القاضي التأكد من ملاءة الزوج اقتصادياً، والتأكد من إمكانية تحمل أعباء مصروف أسرتين، كذلك أن تكون لديه مبررات للزواج من امرأة ثانية حسب المسوغ الشرعي، أما حالياً وحيث لم يعد أمام المرأة خيارات لدرجة أنها أصبحت تختار رجلاً متزوجاً، انطلاقاً من ذلك لم نعد ندقق على شروط زواج الرجل من امرأة أخرى، موضحاً أن تلك الشروط بدأت تطبق عند الزواج من ثالثة، وهي حالات قليلة.
اسباب نفسية
هنالك بعض المشاكل النفسية التي تسبب في عزوف الشباب ذكورا او اناث عن الزواج، هذا ما أكدته لنا الدكتورة د.ناريمان حميد حلوس مشرف اختصاصية ارشاد تربوي تربية الكرخ الثانية اختصاص مناهج طرائق تدريس، بعد ان اجرى معها موقع بشرى حياة لقاء صحفي وتم سؤالها عن اسباب تفشي ظاهرة العنوسة في المجتمع؟
قالت الدكتورة هنالك عدة اسباب نفسية تمنع من الزواج وهي:
1- ضعف الايمان بالله للجنسين.
2- ضعف الثقة بالنفس والاخر.
3- وجود مشكلة سابقة تخص احد معارفه تركت اثر سلبي في نفس الشخص وجعلته يعزف عن الزواج.
4- قد يكون الشخص يعاني من عزلة او كآبة او اي مرض نفسي.
5-هناك التكنولوجيا الحديثة التي وفرت بدائل للزواج كالجنس الالكتروني.
6- ممارسة الجنس دون زواج وهذا زاد من العزوف عن الارتباط.
7- هناك نفور الشخص من شكل الاخر اي الرجل لا تعجبه المرأة والعكس.
8- الخوف والقلق من المستقبل مثلا يخشى من الخيانة او الطلاق او الفقر او عدم الانجاب او تحمل المسؤولية.
9- المعاناة من فشل علاقة سابقة.
10- الرغبة في الزواج من نفس العائلة او نفس المهنة او الزواج يعني شروط معينة داخل الشخص تجعله يعزف عن الزواج ولا يتزوج دون طموحه او رغبته.
11- احيانا ضغط واجبار الاهل على الزواج وفق شروطها دون اخذ رأي الطرف المعني.
12- كما ان لها اسباب مثل الشذوذ والمثلية.
عواقب التأخر في الزواج
ومما لا شك فيه أن تأخّر سِن الزواج له انعكاسات وآثار سلبية كثيرة على المجتمع من جهة وعلى الشاب والفتاة من جهة أُخرى وذلك من النواحي النفسية والجسدية، وتتمثَّل هذه المخاطر في النقاط الآتية على سبيل المثال لا الحصر..
* انتشار الاكتئاب والقلق بسبب عدم وجود السكن والشريك وبسبب ضغوط المجتمع ما يؤدي إلى نشوء عقد نفسية.
* انتشار أمراض فقر الدم والوهن وفقدان الشهية والإدمان بنسبة كبيرة بين المتأخرين في الزواج.
* السخط على المجتمع وسوء التكيّف الاجتماعي.
* الميل الى الوحدة والانعزالية وتحميل الأهل أحياناً مسؤولية عدم الزواج ما قد يؤدي إلى العقوق.
* قلة فرص الحمل لدى المرأة الكبيرة وزيادة نسبة الإجهاض وتشوّه الجنين وتعرض الحامل الى ارتفاع ضغط الدم وغيرها.
* إمكانية تعرّض الطفل – من أم كبيرة في السن – الى إعاقة ذهنية أو جسدية.
* الشعور الدائم بالحسرة واللجوء الى المواقع الإباحية والقنوات الفضائية السيئة وغيرها.
* شعور المرأة بالنقص وعدم رغبة الجنس الآخر بها ما يؤدي إلى فقد التقدير الذاتي والثقة لديها.
*عدم استقرار المجتمع حين انتشار العنوسة وتعطيل القدرات لأبنائه في ظل الجوع للاستقرار النفسي والجسدي.
* انتشار الأمراض الجنسية بسبب الشذوذ.
* كثرة حالات الانتحار والجرائم والاغتصاب والخطف.
* انتشار الطلاق الصامت أو الفِعلي نتيجة للزواج غير المتكافئ الذي ينساق إليه الشاب أو الفتاة حين يتأخر سِن الزواج.
* توسيع الهوّة بين الآباء والأبناء بسبب فارق السِن بينهم ما يؤدي إلى تفاوت ثقافي وفكري وعاطفي بينهم.
اخيرا.. من خلال التقرير اعلاه هنالك الكثير من المشكلات والاسباب والعوائق التي وقفت امام الفتيات من ان يمارسن حقوقهن بالزواج واتمام حياتهن الاسرية التي تحلم بها كل فتاة وعلى الحكومات اولا ومنظمات المجتمع المدني التي تطالب بحقوق الانسان وحقوق المرأة ان تضع حلول مبسطة للحد من تزايد هذه الظاهرة التي بانتشارها تجلب العديد من المشكلات الاجتماعية.
اضافةتعليق
التعليقات