يتذوق اللسان الطعام فما باله لا يتذوق الكلام!.
كثير من الأحيان نتكلم دون ان نشعر بمشاعر الاخرين وبعدما فرّغنا ما في قلبنا من حقد اوحسد ربما نعتذر من الطرف المقابل ونقول كان ذلك مزاحا! وربما لن نهتم أبدا..
ولكن هل يجدي ذلك نفعا؟!
بعض الكلمات ربما تكون بلسما يعالج الآخرين وربما تكون سهما يقضي على الآخرين ويجعلهم مرضى طوال الحياة.
يقول امير الكلام: تمنيت لو كانت لي رقبة بعير! فرقبة البعير بطولها تعطينا فرصة التفكير العميق فنكظم كلمة غضب ونسقط تعابير دونية وبذيئة!.
لو نراجع أنفسنا نجد ان كثير من مشاكلنا بسبب كلماتنا الغير مدروسة،
هناك مثل يقول: بين العقل واللسان علاقة عكسية فكلما كان العقل صغيرا كان اللسان طويلا.
كان يبذل جهده لنعيش في راحة ولكن عندما كان يرجع الى البيت كنت استقبله بكلام قاسي اعاتبه لرجوعه في هذا الوقت المتأخر؟ كنت أقول: تبقى لساعات خارج البيت ولا تعرف ماذا يجري في البيت..
بمجرد دخوله كنت انفجر، افتح فمي ولا اكترث لما يخرج من فمي، أتكلم تارة واعاتب تارة اخرى كان يصمت وينظر الي وهو متعجب من افعالي!.
لم أتوقع انّ كلماتي ربما تجرح مشاعره.. سنوات عديدة مضت هكذا وانا أتكلم عليه او على افعال قام بها أهله..
ليتني كنت أفكر قبل ان اتكلم!
لم اعرف لماذا كنت اعاتبه على الذنب الذي اقترفه أهله؟
كان يصمت كالمعتاد وينظر الي بغرابة وكان يتأخر في الرجوع الى البيت اكثر فأكثر،
في احدى المرات بينما كنّا جالسين مع صديقاتي بدأن يتكلمن عن لحظة دخول أزواجهن الى البيت، قالت إحداهن: استقبله بكأس عصير وأقول له اهلًا وسهلا.
وقالت الثانية: في كل مرة عند رجوع زوجي الى البيت نقف امام الباب ونستقبله بلهفة.
بينما كنت اسمع كلامهنّ، أخذت حبات العرق تنزل من جبيني كنت في قمة الخجل أين أنا من هذه النسوة؟
هل يطلق علي اسم الزوجة الصالحة؟
كيف تعاملت معه!
وجدت سبب تأخيره، لقد كان يفرّ مني ومن البيت!
قررت ان أغير أسلوبي وكلماتي، بعد ذلك تغيرت حياتي نحو الاحسن،
عرفت ان الأطفال ايضا كانوا يعيشون في حالة غير مستقرة بسبب كلامي القاسي معهم ولكن تعلمت ان اطلب منهم بهدوء.
يقول الرسول (ص): الكلمة الطيبة صدقة.
ما أحسن ان تقدم الخير والكلمة الطيبة للاقرباء قبل الغرباء،
بعد ان غيرت اسلوبي وجدت انه يهرع للرجوع الى البيت.
حواء.. زوجكِ يمضي وقته خارج البيت لأجلك انتِ وأطفالك، هو ضيفك لساعات قليلة فقط ! فاهتمي بأهم ضيف في حياتك.
حواء.. سلامة الانسان في حلاوة اللسان، اللسان ليس له عظام ولكن بعض الأحيان يكسر القلوب وبعض الأحيان يجبر القلوب وبعض الاحيان ينير به الدروب
حواء.. اختاري كلماتك بدقة فبعض زلات اللسان لا يجدي بعدها الاسف،
ولا يتخطاها النسيان!.
اضافةتعليق
التعليقات