الزواج هو سنة من سنَن الله تعالى في عالم التكوين، وهو عام لجميع المخلوقات ومنها الانسان والحيوان والنباتات، يقول تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون).
(سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون).
الزواج هو اأسلوب للتكاثر واستمرار للحياة..
بعد ان تهيأ كل من الزوجين ووصل الى مرحلة الرشد والبلوغ سوف يقترب شيئا فشيئا الى هذه السُنّة المباركة ليقوم كل منهما بدوره في هذه الحياة، ربما يكون دورا إيجابيا اذا كانا واعيين او دورا سلبيا اذا كانا جاهلين.
ربنا عز وجل لم يترك الانسان ينطلق وراء غرائزه دون وعي، بل جعل له سنّة محكمة مباركة لحفظ شأنه وصيانة كرامته وإشباع غرائزه وهي الزواج.
لم يترك الزواج فوضى بل جعله متضامنا مع القوانين و جعل للزواج ضابط على إيجاب وقبول ليكون برضاية الطرفين..
بهذه الرابطة المقدسة يجعل الله تعالى ضابطا لإشباع الغرائز ويصون المرأة ان تكون مباحة لكل راتع ويحمي النسل من الضياع.
عندما نتكلم عن الزواج نعني بذلك الشعور بالمسؤولية وحياة طويلة مع شخص جديد يجب علينا تحمّله طيلة حياتنا، لذلك علينا ان ندقق في الاختيار ونبحث جيدا عن شريك حياتنا ونمعن النظر لنحظى بحياة سعيدة ان شاء الله ..
يجب ان نعرف علاقة الزوجين كآية من آيات الله جل وعلا، يجب ان يبحثا عمن يكمل حياتهما ويكون سببا للرقي والعروج الى الكماليات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
يدعو رسولنا الكريم (ص) أمته الى احسن الحياة واسعدها ويبين لهم مدى أهمية الاختيار حيث يقول: تخيروا لنطفكم فان العرق دساس.
دين الاسلام المبين يشير الى ادق الأمور ليعيش الفرد تحت ظله بسلام وفي منتهى السعادة، وللأسف كثيرا ما نرى عندما يبحث احدهم عن زوجته المستقبلية يكون مدار اهتمامه على الشكل الظاهري، الجمال والمال، ولكن قليل من يبحث عن الأخلاق ويدقق النظر في سلوكيات العائلة و..
(وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ).
يحث الاسلام على اختيار الزوجة المتدينة لان عنصر الصلاح يدفعها ان تحافظ على عرضها وشرفها وتصون زوجها.
(فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّه).
وهناك مثل ألماني يقول: تزوج المرأة لا وجهها.
اختيار المرأة للرجل الصالح اكثر اهمية لانه سوف يضيع دينها بمرور الزمان ويؤثر سلبا على اطفالها.
(ولَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ).
وهناك الكثيرات من النساء اللواتي تبحثن عن المال والشكل الظاهري ايضا استنادا بان المال يسعد الانسان او اذا لديك مال فأنت فوق الرأس ولكن تنسى ان المال ربما يصبح قفصا لها!
محطة اهتمام
الدين والاخلاق يجب ان يكونا محطة اهتمام لكل من يخطو خطوة نحو الزواج ؛ الدين والاخلاق عنصران أساسيان عند الاختيار، قال رسول الله (ص): إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه..
فاطمة وعلي (عليهما السلام)
نجد في حياة سيدة نساء العالمين رجال كثيرون ممن تقدموا لخطبتها، ولكن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يهتم بالغنى أو بكبار قريش، بل اختار الأفضل والأشرف كان يبحث رسول الله عن كفؤ لفاطمة (سلام الله عليها) حيث يقول: لو أنّ عليّا لم يكن (لم يخلق) لم يكن لفاطمة كفؤ.
وكذلك أميرالمؤمنين (عليه السلام) بحث عن الأفضل والأشرف لتكون زوجة له (سلام الله عليهما)، ما ازكى زواجهما المبارك!.
اضافةتعليق
التعليقات
العراق2019-03-22
وكنتي بعين مليك الطفوف