أيها السادة القراء لايعقل أن نكون جميعنا الملائكة والمظلومين يجب أن يكون على الأقل خائن واحد يحدث كل هذه الفوضى لذلك تبرعت لأكون أنا الخائن في هذه الرواية.
أنا القاتل المتسلل الذي يخطف قلب الأخر ثم يرمي به على حافة الهاوية أو فيها وأقول أنا المظلوم بمجتمع فاسد بينما أنا الفاسد، مرة اخرى أنا ذلك الذي أصابته نزعة من الغرور فالبعض أخبرني عن جمالي وظننت أنني الجميل الوحيد في هذا العالم أو على الأقل في موقعي أنا الأجمل فتعاليت وظننت أن كل من دوني هم دوني، وكذلك يمكنكم وصفي بالاصبع المتساوي الذي يتبرأ منه الجميع حينما يخبروننا بكل ثقة أن الأصابع ليست متساوية بينما أنا الاصبع الذي يجب قطعه.
وكذلك يمكنني اخباركم بحقيقة الأمر أنا السيء مفرق القلوب وقاطع القسمة والبومة التي تنشر النحس كما يقال عليها والصديق الخائن الذي يطعن في الظهر وينقل الكلام من فلان وعن فلان وفي النهاية أول الذين يقسمون أنهم خارج القوس على الأقل يجب أن أعترف أنني الخائن الوحيد فلا يمكن أن نكون نحن جميعا ملائكة لاشيطان فينا ولاظلاّم، قررت اليوم أن أسير كما الملائكة وأفرد جناحاي على كل من شخص أو لأعطيهم بعض النصائح..
حطت قدمي على عتبة القاعة نظرت مليا للجميع رأيت عصافير الحب يقتربون من بعض أو بالاحرى تشابكت يداهما أمعنت النظر إلى حركة الشفاه ماذا يقولون وكيف يجلسون هكذا إلى... ثم صمت تذكرت علي أن أكون الملاك اليوم ابتسمت في وجه العصافير وأبديت أنني أحببت المشهد تماما وليت الجميع هكذا، سرت قليلا جلست إلى جانب الرفاق حدث جدال فيما بينهم قررت التدخل وأضفت كلمة لكلمة وبات الحديث أكثر سخونة وربما سينتج عنه شجار، ماذا أفعل أنا ألست اليوم ملاكا، تراجعت وابتسمت ودب فيما بينهم السلام، اقتربت من صديقتي وأخبرتها هل علمتِ ماذا حدث اليوم اخبرتني متفاجئة ماذا وقبل أن أنطق بكلمة تذكرت سيرة الملاك ويحي ألا استطيع الانتظار ليوم.
ثم توالت الأحداث وكل حدث أعود خطوة للوراء واتذكر الملاك يال هذا الملاك الذي جعل من يومي يوما مملا وباردا والتزمت الصمت بدل أن أثير الجدال بين الرفاق وبقي السلام بدل الضغينة وابتسمت بوجه عصافير القاعة بدل أن أستاء امامهم وأنبّه الجميع كيف يحدث هذا فانشر الاساءة بدل السكينة، ولم أخبر صديقتي الثرثارة عن ما حدث ونشرت التسامح بدل النميمة..
كيف مر هذا اليوم أيعقل أن الملائكة من حولي كلهم كانت ومازالت جل مشاكلهم أنا الخائن الشيطان الوحيد؟!.
في الحقيقة نحن لانخاف الظلام بل الضوء، من الصعب أن نواجه كل حقائق البشر أو أن نعترف بأننا كنا نقطة سوداء لوثت صباح فراشات جميلة وهذا مايجعلنا نتجاهل كل شيء ونستمر بالتجاهل وليحترق العالم طالما ظننا أننا الملائكة بينما جل ظننا إثم فنحن شياطين بزي أبيض ملائكي، كل عيوبنا قابعة فينا بنقطة تسمى نحن على حق بينما لو عدنا للحقيقة ربما نحن نتمنى أن نكون هم ولكن قيودنا تمنعنا فنضع الدين حجة أو عاداتنا والصح والخطأ وربما نحن الخطأ بينما هم الصح بكل أحواله.
بينما أخبر نفسي أنني الملاك الوحيد الذي يكرهه الجميع ربما لأنه ناجح، الحقيقة ربما تكون أنني الشيطان المكروه من قبل الجميع وربما نخسر كثيرا بينما نظن اننا ربحنا، ليت مرتدين الزي الملائكي يدركون حقيقة الخسران الذي يحدث لمجرد تعليقات بسيطة منهم.
زوج يحكي: خاصمت زوجتي شهرين لأمر ما، لا أكلمها ولا آكل في البيت وبعدها تحاورنا واتفقنا وتصالحنا وتم حل هذا الأمر الذي غضبت لأجله ولكن، وجدت أن زوجتي اعتادت النوم وحدها.
تقول طول حياتي كنت أقرأ حتى أنام ولكن منذ تزوجتك كنت لا أريد أن أزعجك بالضوء.. وفي فترة هجرك رجعت لقرائتي وارتحت لما اعتدت عليه، كما كنت أشعر أنها عندما تدخل الغرفة تستنكر رائحة نفسي فيها وهي التي كانت لا تنام إن بعدت عنها 20 سنتيمتر.
لم تعد تعلق على الأكل، كفى ملحا.. حاسب من ضغطك سيرتفع، فهي اعتادت أني آكل بالخارج لمدة شهرين فما عاد يفرق معها ملحي في الطعام زاد أو نقص. وبعد أن كانت لا تكف عن خلق أحاديث معي أصبحت صامتة في وجودي منشغلة بقرائتها أو حياكتها.
شعرت أني بخصامي لها إنتصرت في أمر لكني خسرت أمامه الكثير جدا الذي لم أكن أشعر بقيمته وكان الثمن أغلى بكثير مما جنيته، إن للكلمة وقعا كبيرا في النفس، وخاصة على الأبناء، ورب كلمة قيلت لنا في الصغر ختمت في نفوسنا حتى الكبر، وانعكست على نفسياتنا وتبلورت عليها شخصياتنا سواء بالسلب أو الايجاب.
فقد تكون كلمة طيبة بها شفاء للنفس من عللها النفسية، ورب كلمة خبيثة تكون مؤلمة بشكل أكبر من الضرب ولها أضرارها الصحية، يقول الله تبارك وتعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء).
في النهاية مهما كنت جميلاً لن يكتمل جمالك بلا أنفك لذلك، أنفك مكانه المناسب والطبيعي في وجهك، وليس في حياة ووجه الآخرين.
اضافةتعليق
التعليقات