يقول فولتير "أيتها الصداقة: لولاك لكان المرء وحيدا، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه وأن يحيا في نفوس الآخرين".
الصداقة قيمة حقيقية لا غنى عنها في العلاقات الإنسانية والمجتمعية، لكن هل يمكن أن يكون الرجال والنساء بصفة خاصة مجرد أصدقاء؟
يثير هذا التساؤل دائماً الكثير من النقاش والجدل نظراً للإختلاف الكبير بين أهداف ودوافع الرجال والنساء حول الصداقة.
حول هذا الموضوع أجابنا الكاتب محمد الميالي:
الصداقة بين الرجل والمرأة ساحل بحر بأي لحظة يعصف به الموج ويردي من لم يحسب تقلبات المناخ.. وبكل الأحوال هي علاقة حذرة جدا وتختلف بين مجتمع وآخر..
تحتاج لأصحاب رؤية وتعقل حتى يحافظا على قدح الماء الذي يحملانه. ومن لايتمكن من المحافظة على سلامة الوضوء لايستطيع الصلاة في محرابها.
وأجابت الطالبة مريم علي:
الصداقة كالحب قيمة يختلف حولها الناس ومعنى يعرفونه سلبا وإيجابا حيث تبنى الصداقة على الثقة والنية الحسنة، وهي علاقة نبيلة بين البشر، قوامها العطاء المتبادل وتوافق الأفكار والأهواء وصدق النوايا، لكن علاقة الصداقة بين الرجل والمرأة ما زالت تثير الجدل والنقاش ما بين مؤيد ومعارض كأنها أصبحت مشكلة العصر خاصة في ظل التطور الحاصل في المجتمع.
وأجاب أبو علي معارضا لهكذا صداقة قائلا بعصبية:
قلعة مبنية من الرمال هكذا هي الصداقة بين الرجل والمرأة يمكن أن تنهار في أي لحظة لتأخذ طابع العلاقة الحميمة، التي تعتبر هي الأخرى هشة إن لم تكن ضمن إطار الزواج.
وأبدت رأيها رقية علي :
إن دخول العولمة لأغلب مجتمعات العالم أنشأ فوضى اجتماعية في مجال العلاقة بين الرجل والمرأة، تحت ذريعة الحاجة إلى الانفتاح الاجتماعي، ورأيي الابتعاد عن هكذا صداقات لأنها لا تجلب سوى الدمار لصاحبها.
وأبدت زينب (موظفة) رأيها: إنه لايوجد مبرر لكي نحمل موضوع الصداقة بين الجنسين أكثر مما ينبغي فالمسألة عادية فقد تكون هناك فتاة بمئة رجل، فما المانع من صداقتها لاسيما إن مثل هذه الفتاة تكون ذات أخلاق عالية وتعرف أين تضع قدميها ولا تحتاج إلى وصاية من أحد، وأويد مبدأ الصداقة الخالصة بين الرجل والمرأة، فقد أثبتت التجربة أن صداقة المرأة مع الأخرى من جنسها تكون محفوفة بالعديد من المشاكل كالغيرة وأفشاء السر، إذا حدث خصام بين الاثنين، أما الرجل والمرأة فلا مجال لأي شيْ مما سبق ذكره، حيث يجد في صديقته الأخت والأم إذا كانت أكبر سنا، كما ستجد فيه الأخ غير الطامع في أي شيْ لأنه يعرف حدود هذه العلاقة.
وأخيرا مثلما قال اوسكار وايلد: "بين الرجال والنساء لا توجد صداقة ممكنة، فقط: هناك العاطفة والعداوة والحب".
اضافةتعليق
التعليقات