نحنُ في العادة نكون غاضبين ومحبطين من الطرف الاخر لأننا ننسى الحقيقة المهمة: (نحن نختلف عن بعضنا البعض).
نحن نرغب منهم ان يريدوا كما نريد ويشعروا كما نشعر!
الرجال يتوقعون خطأ ان تفكر النساء وتتواصل وتستجيب بالأسلوب الذي يتبعه الرجل!
والنساء يتوقعن ان يشعر الرجال ويتواصلون ويستجيبون بالأسلوب الذي تتبعه النساء!
ومن الواضح ان:
إدراك وإحترام هذه الاختلافات يؤدي الى تناقص المشكلات والخلافات الغير ضرورية..
فعندما يكون الرجال والنساء قادرين على ان يحترموا ويتقبلوا اختلافاتهم، عندها تكون الفرصة سانحة ليزدهر الحب!.
من هذا المنطلق كان كتاب المناقشة الشهري لنادي أصدقاء الكتاب بعنوان "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة " للكاتب د. جون غراي. وقد تم اختيار هذا الكتاب لحاجة المجتمع اليه والذي صار يتخبط بعيداً عن كل المبادئ الضرورية للحياة فسوء الفهم الحاصل بين الرجل والمرأة وانبثاق المشاكل التي يكون اساسها عدم فهم الطرف الآخر وتفاقم هذه المشكلة بين الطرفين للحد الذي يصل بهم لهدم أُسرة وضياع البيئة الاولى لتكوين الإنسان هو السبب الرئيسي لاختيارنا لهذا الكتاب حتى نُسلط الضوء على بعض الحلول المُغيبة عن آدم وحواء..
تخيل أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، وفي أحد الأيام منذ زمن بعيد كان أهل المريخ ينظرون من خلال مناظيرهم المقربة واكتشفوا أهل الزهرة. وبلمحة خاطفة أيقظ أهل الزهرة مشاعر لم يكن لأهل المريخ بها عهد. لقد وقعوا في الحب واخترعوا بسرعة سفن فضائية وطاروا للزهرة. فتح أهل الزهرة أذرعتهم ورحبوا بأهل المريخ. كانوا بفطرتهم يعرفون أن هذا اليوم سيأتي. وتفتحت قلوبهم على مصراعيها لحب لم يشعروا به قط من قبل. لقد كان الحب بينهم سحرياً وكانوا مسرورين للغاية لوجودهم مع بعض على الرغم من أنهم من عوالم مختلفة فقد وجدوا المتعة على الرغم من اختلافاتهم. وقضوا شهوراً يتعلمون عن بعضهم ويستكشفون حاجاتهم المختلفة وتفضيلاتهم وأنماطهم السلوكية ويقدرونها حق قدرها. ثم قرروا السفر للأرض كان كل شيء مدهشا وجميلاً ولكن تأثير جو الأرض غلب عليهم وإستيقظوا وكل واحد منهم يعاني من نوع معين من فقدان الذاكرة، فقدان الذاكرة الاختياري نسوا أنهم من عوالم مختلفة. ونسوا ما تعلموه عن اختلافاتهم، ومنذ ذلك اليوم كان الرجال والنساء على خلاف..
ولهذا يركز الكتاب على ان الإختلافات بين الرجل والمرأة أمراً ليس غريبا بل ضروري، ونذكر هنا بعض منها:
*السيد الخبــير ولجنة تحسين البيت
- إن المرأة عندما تشتكي لزوجها عما يضايقها هي لا تريد حلول هي بحاجة إلى إنصات وإهتمام.
- الرجل لا يحب التوجيه وإسداء النصح الدائم له لأنه يشعر بعدم مقدرته وضعفه.
- إذا قدّم لك زوجك حلول لا ترفضيها فإنه يشعر بأنه غير قادر على مساعدتك ويسبب ذلك تحطيم له، فتقتلين فيه روح الإنصات..
- الرجل بحاجة إلى تشجيع لكي ينصت.
*يذهب الرجال إلى كهوفهم وتتحدث النساء
- عند وقوع الرجل في مشكلة فإنه يحب الصمت وينعزل حتى يحل المشكلة.
- المرأة عند وقوع مشاكلها تحب أن تشتكي وتريد أن ينصت لها الرجل دون أن يسرد لها حلولا.
- عندما ينعزل الرجل ويدخل كهفه تكون عنده مشكلة، فلا تغضبي عندما تحديثه في ذلك الوقت، ولا يعيرك اهتمام لان عقله مشغول بالمشكلة، فقط تحلي بالصمت حتى يشعر هو بوجودك ثم تابعي حديثك.
- يتضايق الرجل من المشاكل التي لا يستطيع حلها أو أن يكون الحل فيها صعب فتجنبيها.
- إبتعدي عن التفصيل الدقيق للمشكلة.
- إبدأي بالنتائج النهائية ثم إسردي القصة حتى لايصيبه ملل.
* كيف تحفز الجنس الآخر
- إذا شعر الرجل بأنه موثوق فيه فإنه يكون متمكنا وقادرا على المزيد من العطاء.
- حين يشعر الرجل انه لم يحدث شيء في حياة من يحبه فإنه من الصعب عليه أن يستمر في الاهتمام.
- أن لا يحتاج احد إليه (موت بطيء للرجل).
- تحتاج المرأة أن تشعر بأنها محبوبة ومعززة عندما تكون متضايقة ومرتبكة.
- عندما تدرك المرأة بأنها كانت تعطي بلا حدود فإنها تميل إلى لوم الرجل على انه لا يبادلها المشاعر.
- إن لومك له لا يجعله يبادلك المشاعر فقط توقفي عن العطاء وانسحبي قليلا وستجدين أن مشاعره تستيقظ.
- من الصعب بالنسبة للرجل أن ينصت للمرأة عندما تكون غير سعيدة أو خائبة الأمل أو محطمة لأنه يشعر بأنه فاشل.
* التحدث بلغات مختلفة
- المرأة عندما تكون متضايقة تستعمل ألفاظا لا تتوقع أن تُؤخذ كما هي: مثلا انت ابداً لاتنصت إلي. هي لاتتوقع أن تُؤخذ كلمة (أبداً) حرفيا، وإستعمال ابداً ماهو إلا تعبير عن الإحباط الذي تشعر فيه.
- إذا كان الرجل متضايقا ودخل غرفته (إحذري) من اللحاق به وطرح الأسئلة عليه، وإذا كُنتِ في تلك اللحظة تحتاجين إلى رعاية تحدثي إلى صديقة.
- والسؤال الاهم: لماذا تغضب المرأة من صمت الرجل المفاجئ عند تحدثهم في أمر ما؟ لأن الأوقات الوحيدة التي تكون فيها المرأة صامتة هي عندما يكون ما ستقوله مؤلم أو أنها لم تعد تثق فيمن أمامها، وتعتبر إنِّ الرجل كذلك ولكن المريخي في هذه اللحظة يكون يقلّب الموضوع في مزاجه.
- إذا تصرف زوجك بطريقه أوقعته في مشكلة أو نسي أمر ما لا تكوني كثيرة اللوم عليه، تقبلي الموضوع ببساطة حتى تؤهليه لحل المشكلة.
* الرجال مثل الأحزمة المطاطية
- الرجل كالحزام المطاطي، تخيلي أن معك حزام مطاطي إسحبي الحزام بشدة إلى اليمين هذا الحزام سيمتد إلى النهاية ثم لا مجال لأن يذهب إلى الخلف وسيعود بكل قوة وإرتداد، كذلك الرجل كلما ابتعد وانسحب فهو بحاجة إلى الاستقلال وسيعود بحب أقوى.
- إذا انسحب الرجل لا يصيبك الخوف ولا تشكين بأنه لم يعد يحبك فهو بحاجة إلى الاستقلال والتفكير بمفرده قليلا.
- عندما ينسحب الرجل لاتكون الفرصة مناسبة للتحدث إليه، إتركيه ينسحب بعضا من الوقت وسيعود محباً ويتصرف كأن شيء ما لم يكن.
- كي تجعلين الرجل يتحدث ويقول ما بداخله يجب أن تبدئين انت ولا تتوقعين من الرجل أن يستهل المحادثة.
-المرأة التي تبوح بمشاعرها في الوقت المناسب فإنها تحفز الرجل طبيعياً لكي يتكلم ولكن حين يشعر بأنه مطالب بالتحدث يصبح ذهنه فارغا.
- هناك أمور تجنبيها عند إنسحاب الرجل وبعد إنسحابه: لا تطارديه عندما ينسحب، لا تطارديه (بدنياً) كأن تتبعيه من غرفة لأخرى، لا تطارديه (عاطفياً) لا تجعليه يشعر بأنك قلقة بشأنه لأن ذلك الإحساس يخنقه.
- وأما بعد إنسحابه: لا تعاقبيه لإنسحابه، لاتعاقبيه (بدنياً)، لاتعاقبيه (عاطفيا) لا تلومينه على إنسحابه ولا تعبري عن إستنكارك له بكلمات أو نبرة الصوت الحادة أو نظرات.
كانت هذه رحلة سريعة في صفحات الكتاب لإلقاء الضوء على ما يهم القارىء ويجعله في الصورة حتى وإنّْ لم يقرأه.
إستطلعنا آراء عضوات النادي بالكتاب وكان رأي بعضهنَّ كالآتي:
فقد اعربت جنان مالك عن رأيها: الكتاب لطيف جداً ونحن أحوج اليه في أيامنا هذه ووجوب قراءته من قبل الرجال والنساء لان الانفتاح أصبح أكبر فالاستفادة تكون أكثر.
وقالت انعام مرتضى عن استفادتها: وجدتُ في الكتاب انهُ يُرجع المرأة الى حقيقتها، فلغة التفاهم حاضرة في الكتاب وتوضيح لكل معانيها التي تقع نساءنا ضحيتها.
وسجى حليم أبدت رأيها: يجب أخذ الحلول من المشاكل الواردة في الكتاب والعمل عليها، وذلك بتقبل الاختلاف والتعايش معه.
وقد أجمعن باقي العضوات انه كتاب توعوي يجب على كل رجل وامرأة الرجوع اليه حتى يكون بوابة أمل تتيح لكل منهم التعايش مع الجنس الآخر، وفهم وجهة نظره بالتعامل على كافة الأصعدة الحياتية وتقليص المشاكل التي يكون العامل المُسبب الاكبر هو (هو سوء فهم الآخر).
وجدير بالذكر ان نادي اصدقاء الكتاب اسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف الى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات