خطوط السير الصحيحة هي من تصلنا إلى المراد والهدف بتقدم مربح وبالتالي هي ملخص حياة كل شخص، فمن انحرف واستبدلها بطرق أخرى متعرجة وغير واضحة تاه منه سبيل الوصول للأهداف الوجودية الانسانية بمختلف وتنوع اتجاهاتها وأهميتها، وتتلقفه أمواج الرغبات فيبتعد عن ما كان يؤمن على أنه خطوات السلامة والطريق المستقيم، كالسفينة إذا ابتعدت شبرا واحدا عن خطها تتوه وتبتعد عن وجهتها مئات الأمتار.
هناك من يضيع عن طريقه ويسلك المتعرجة رغبة بالوصول السريع أو خوفا من تعب الانتظار أو رغبة بالتجربة أو من كان مغررا به، فيبذل جهدا كبيرا ليثبت أن طريقه هو الأصح أمام نفسه أولا، ويبحث عن أسباب تطمئن ضميره أو تخدره على أنه في وجهته الصحيحة.
لكن أصحاب الضمائر الحية والأنفس الطيبة وحاملي الإنسانية بكل تجربة مرّة تمر عليهم وكل ألم وخسارة يضيء بداخلهم المسلك الصحيح ويعلمون مسافة الابتعاد عنه.
يقال: (التراجع عن الخطأ فضيلة)، فعندما يدركون أنهم ضلوا ويعترفون لأنفسهم بشجاعة ويتحملون لملمت مخلفاتهم، هؤلاء لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، وكلما كان انتباههم أسرع كلما كان تنظيف المخلفات أسهل.
الخط المستقيم صعب ويحتاج إلى صبر وكفاح لكنه آمن وثابت، الطرق الصحيحة مختلفة ومتشابكة ومتنوعة فهي في كلامنا وتعاملاتنا ونوايانا وأفكارنا وعملنا، من يستطيع أن يتراجع ويصلح ويرمم سواء كان ما ضل عنه في داخل النفس أو مع اشخاص هم من ينالون الألق والاطمئنان والراحة والعدل.
يبقى الخيار الأفضل والأنجع هو أن تتراجع عن خطأك مهما كان متأخرا خيرا من أن لا ترجع وتكابر على أخطائك وذنوبك.
من يؤمن أن الله عادل يخافه ويصحح سيره، قالوا قديما أن (كل يحصد ما يزرع، ويجزى بما يصنع، وزرع يومك هو حصاد غدك)، وهو القول الذي يوضح عدالة الله سبحانه وتعالى، والذي يتفق عليه كل الأديان بمختلف نظرتها لرب العزة والجلالة وكتبها السماوية وتفاصيل عقيدتها.
إن الجميع يتفق على القانون الالهي العادل الذي يتجسد في ارسال كل فعل وقول ونوايا للكون سيرتد على صاحبه، واعطاء المهلة للإنسان هي بمثابة فرصة للتصحيح والاعتدال غير مهملة ولا منسية عند رب عزيز جبار متمكن.
وخير الختام قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
اضافةتعليق
التعليقات